الخميس، 09 أكتوبر 2025

01:45 ص

رهان التريليونات، كيف يُعيد الذكاء الاصطناعي رسم خريطة الاقتصاد عالميًا؟

الأربعاء، 08 أكتوبر 2025 11:36 م

تريليونات الدولارات نحو تطوير الذكاء الاصطناعي- تعبيرية

تريليونات الدولارات نحو تطوير الذكاء الاصطناعي- تعبيرية

في مشهد يعيد إلى الأذهان طفرة الإنترنت في نهاية التسعينيات، تتدفق اليوم تريليونات الدولارات نحو تطوير الذكاء الاصطناعي العام، ذلك الحلم الطموح بصناعة أنظمة تفكر وتتعلم وتبدع على غرار البشر، بل وربما تتفوق عليهم.

السباق العالمي المحموم لا يخلو من شكوك وتوجسات، ليس فقط حول إمكانية تحقيق هذه التقنية الثورية، بل أيضًا حول كلفة السعي وراءها، وشرعية التقييمات الفلكية التي تحيط بالشركات المنخرطة في هذا المسار.

مغامرة على طريقة وادي السيليكون

الرهان على الذكاء الاصطناعي العام يشبه إلى حد بعيد منهج رأس المال المخاطر الذي يقبل بخسارة تسعة رهانات مقابل ربح استثنائي واحد، إلا أن المفارقة في هذا السياق أن الجميع يراهن على الحصان ذاته، لا تنويع، ولا خطط بديلة فقط إيمان شبه أعمى بإمكانية خلق ذكاء خارق قد لا يتحقق أبدًا.

المكافأة المحتملة، إن تحققت، مذهلة، قفزة هائلة في الإنتاجية، وتحول جذري في الصناعات، وأرباح بمئات المليارات، لكن في حال الفشل؟ الخسائر قد تكون بحجم الرهانات نفسها.

تريليونات الدولارات نحو تطوير الذكاء الاصطناعي

اقرأ أيضًا:

الذكاء الاصطناعي.. حين يتحول النمو الاقتصادي إلى انفجار

مراكز بيانات ضخمة وشهية ضخمة للطاقة

السباق المحموم بين عمالقة التكنولوجيا من مايكروسوفت وأمازون وجوجل، إلى شركات ناشئة في الصين وأوروبا ينعكس في استثمارات هائلة بمراكز البيانات، والبنية التحتية التي يتطلبها تدريب وتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي.

لكن محللين حذروا من أن هذه الاستثمارات قد تكون قصيرة الأجل بطبيعتها، فشرائح إنفيديا، التي تقود اليوم طفرة الذكاء الاصطناعي، ربما تفقد جدواها خلال بضع سنوات، وفي حال لم تتحقق الإيرادات سريعًا، يتعين على المستثمرين امتصاص خسائر ضخمة، وبدأ التأثير يظهر فعليًا على الاقتصاد الأوسع، مراكز البيانات الأمريكية تستهلك الآن نسبة متزايدة من الكهرباء، ما يرفع تكاليف الطاقة على الصناعات الأخرى، ويضع ضغطًا تصاعديًا على معدلات التضخم.

عوائد الذكاء الاصطناعي

شركة أوبن إيه آي مثال صارخ على الفقاعة المحتملة، إذ طورت نظام تشات جي بي تي، وقدرت قيمتها السوقية بنحو 500 مليار دولار، رغم أن إيراداتها المتوقعة هذا العام لا تتجاوز 13 مليارًا، ما يعني مضاعف تقييم يعادل 38 ضعف الإيرادات، وهو رقم يتجاوز حتى مستويات فقاعة الدوت كوم في عام 2000.

منافسة شرسة.. وأرباح تتبخر

القلق الأكبر للمستثمرين يتمثل في أن يتحول السوق من نموذج "الفائز يستحوذ على كل شيء" إلى سباق استنزاف مكلف، فمع تقارب جودة المنتجات، وزيادة الإنفاق على البحث والتطوير، تتقلص الهوامش، وتصبح الأرباح أصعب منالاً.

في الوقت نفسه، تهدد الابتكارات الرخيصة بانقلاب قواعد اللعبة، طورت شركة ديب سيك الصينية نموذجًا يمكن تدريبه بسهولة وبتكلفة أقل، في حين كشفت أبحاث عن "نموذج سبايكنج برين"، القادر على تشغيل أنظمة ذكاء قوية باستخدام شرائح منخفضة الكلفة، هذه التطورات ربما تقوض هيمنة شركات مثل إنفيديا، وتعيد رسم خريطة القطاع.

اقرأ أيضًا:

روسيا خارج سباق الذكاء الاصطناعي.. إمبراطورية علمية تتعثر في زمن التحول الرقمي

مفترق طرق اقتصادي

الإنفاق غير المسبوق على الذكاء الاصطناعي بدأ يزاحم قطاعات حيوية في الاقتصاد، وسط مخاوف من إعادة توجيه الموارد بشكل قد يضر بالتنمية المستدامة، وفي حال استمرت هذه التوجهات، ربما يواجه الاقتصاد العالمي أحد خيارين، تضخم مرتفع نتيجة الضغط على سلاسل التوريد والطاقة، إما تباطؤ في النمو بسبب سحب الاستثمارات من القطاعات الإنتاجية التقليدية.

عوائد الذكاء الاصطناعي

بين وهم المعجزة واحتمال الربح الخرافي

رغم كل التحذيرات، يرى كثير من المستثمرين أن مجرد احتمال ولو ضئيل بتحقيق ذكاء خارق يفوق البشر، كافي لضخ المليارات، والطموح هنا لا يعرف حدودًا، لكن من يطارد فقط أرباح التطبيقات الحالية، مثل أدوات تعديل الصور أو المساعدات الرقمية، فعليه أن يدرك الحقيقة البسيطة، معظم هذه الشركات مسعرة على أمل المعجزة الكبرى، معجزة قد لا تحدث أبدًا.

الرهان على الذكاء الاصطناعي العام هو رهان العصر، لكنه ليس بلا ثمن، النجاح قد يغير وجه العالم، أما الفشل، فقد يكتب فصلًا جديدًا من فصول الانهيارات المالية التي عرفها التاريخ، والأسواق لا تنفك تكرر دروسها القديمة، الطموح وحده لا يكفي، والتكنولوجيا، مهما بلغت من تعقيد، لا تعني بالضرورة النجاح الاقتصادي.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search