الثلاثاء، 29 يوليو 2025

06:07 م

ضريبة على الذكاء الاصطناعي، هل حان وقت المحاسبة البيئية؟

الثلاثاء، 29 يوليو 2025 07:53 ص

الذكاء الاصطناعي والبيئة

الذكاء الاصطناعي والبيئة

في عالم يشهد تحولات تكنولوجية متسارعة، تبرز تساؤلات جوهرية حول الثمن البيئي الذي ندفعه في سبيل التقدم، الذكاء الاصطناعي، الذي بدأ كأداة واعدة لتحسين الإنتاجية وحل المشكلات المعقدة، يتحول اليوم إلى صناعة عملاقة تستهلك كميات مهولة من الطاقة والمياه، وتضيف بلا هوادة إلى أعباء الكوكب المناخية.

النمو الاقتصادي والبيئة

ضريبة مقترحة.. بداية للمساءلة

مؤخرًا، برزت فكرة فرض ضريبة على الذكاء الاصطناعي، بهدف تمويل جهود التكيف المناخي، وهذه الدعوة تأتي في وقت بدأت فيه الأرقام تتحدث بوضوح عن التأثير البيئي المتنامي لهذه التكنولوجيا.

مراكز البيانات التي تشغل أنظمة الذكاء الاصطناعي قد تستهلك 12% من كهرباء الولايات المتحدة بحلول عام 2028، وقد تستهلك ما يقارب 74 مليار غالون من المياه سنويًا، وفقًا لتقديرات مختبر لورانس بيركلي الوطني.

إنها دعوة لإعادة التفكير في مسار التكنولوجيا قبل أن يخرج عن السيطرة، فكما تجاهل العالم لعقود أضرار الوقود الأحفوري، وتركه يتمدد دون محاسبة بيئية، هناك خشية من تكرار الخطأ ذاته مع الذكاء الاصطناعي.

 

اقرأ أيضًا:

الذكاء الاصطناعي يقتحم سباق انتخابات الشيوخ، محتوى دعائي ذكي واستراتيجيات موجهة للمواطنين

الذكاء الاصطناعي على خطى الوقود الأحفوري؟

التحذيرات لا تأتي من فراغ، من المتوقع أن يقوم الذكاء الاصطناعي بإضافة 3.5 مليار طن من انبعاثات الغازات الدفيئة خلال العقد المقبل. 

هذه الكمية تعادل تقريبًا 10% من الانبعاثات العالمية الحالية، وفي وقت يفترض أن العالم يخفض اعتماده على الكربون، يبدو أن هذه التقنية تدفعنا في الاتجاه المعاكس.

ورغم أن البعض يرى في الذكاء الاصطناعي وسيلة لتطوير حلول بيئية مستقبلية من خلال تحسين كفاءة الطاقة أو إدارة الموارد، إلا أن الكلفة البيئية المباشرة أصبحت حقيقة يصعب تجاهلها.

الذكاء الاصطناعي والبيئة

مخاوف من تهرب الشركات

نظريًا، قد تدفع ضريبة على الذكاء الاصطناعي الشركات نحو البحث عن حلول أكثر كفاءة واعتماد مصادر طاقة نظيفة، لكن في الواقع، يظل تنفيذ هذه الضريبة تحديًا كبيرًا. 

فإذا كانت منخفضة، لن تكون رادعة، وإذا كانت مرتفعة، ستنقل الشركات عملياتها إلى دول ذات تشريعات بيئية أضعف، ما يفاقم الأزمة.

البديل المثالي قد يكون في فرض ضريبة كربون عالمية، تشمل جميع القطاعات، بما فيها الذكاء الاصطناعي، لكن هذا المقترح يصطدم بعقبات سياسية، لا سيما من الولايات المتحدة والصين، أبرز قوتين تقنيتين في العالم، واللتين لا تبدوان متحمستين للالتزام بتشريعات من هذا النوع، خصوصًا في ظل مناخ سياسي منقسم كما هو حال أمريكا في عهد دونالد ترامب.

 

اقرأ أيضًا:

أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، السعودية تطلق أول ميثاق موحد للدول الإسلامية

الضغط الشعبي كأداة تغيير

أمام التعقيدات السياسية، قد يكون الحل بيد المجتمعات المحلية، فقد ألغيت مشاريع مراكز بيانات بقيمة 64 مليار دولار في العامين الأخيرين بفعل اعتراضات شعبية، كما أن المعارضة جاءت من أطياف سياسية متعددة، ما يعكس إدراكًا متزايدًا لمخاطر هذا التوسع غير المنضبط.

وتستطيع شركات الذكاء الاصطناعي أن تبادر بتقليل بصمتها البيئية من خلال الابتكار، عن طريق إعادة استخدام الحرارة الناتجة عن الخوادم، والاستثمار في الطاقة المتجددة، وتحديث البنى التحتية للطاقة، لكنها، حتى الآن، لم تُظهر التزامًا كافيًا على هذا الصعيد.

المناخ

أسئلة حاسمة للنمو المستدام

الأهم من كل ذلك هو طرح الأسئلة الكبرى، هل هذا هو الشكل الأمثل لنمو الذكاء الاصطناعي؟ ما الهدف من تضخيم صناعة تستهلك هذا الكم من الموارد؟ وكيف يمكن أن يسهم الذكاء الاصطناعي فعليًا في تحسين حياة البشر، لا مجرد زيادة أرباح الشركات؟

وهنا يكمن سؤال هام: ما الهدف الذي تخدمه هذه التكنولوجيا؟ وكيف يسهم الذكاء الاصطناعي في ازدهار الإنسان أو حتى في مجرد الاستقرار الوجودي؟

لحظة قرار

الذكاء الاصطناعي أمام مفترق طرق، إما أن يصبح حليفًا للاستدامة، أو أن يتحول إلى عبء بيئي جديد يفوق بأضراره منافع التقنية. 

الضريبة ليست نهاية المطاف، لكنها بداية محاسبة بيئية تأخرت كثيرًا، والأسئلة التي نطرحها اليوم ستحدد ملامح مستقبل هذه التكنولوجيا لعقود قادمة.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search