الإبداع في مرمى الذكاء الاصطناعي، هل تفقد "اللمسة البشرية" قيمتها؟
الثلاثاء، 22 يوليو 2025 09:14 م

الذكاء الاصطناعي وصناعة الإعلان
في عام 1984، صرّح ستيف جوبز بأن "الإعلان الجيد ليس عن المنتجات، بل عن القيم".
اليوم، وفي خضم الطفرة التكنولوجية العالمية، لم يعد السؤال يدور فقط حول القيم التي يمثلها الإعلان، بل حول كيفية صناعته من الأساس، مع صعود نجم الذكاء الاصطناعي.

صناعة تقاوم المستقبل
إن كثيرًا من الناس يظنون أن مهنتهم متميزة وفريدة، وأن العمل الذي يقومون به يتطلب لمسة بشرية لا يمكن استبدالها أبدًا مهما تغيرت الظروف.
ولكن كلًا من كورسير Cursor وكلود Claude أصبحا يكتبان الأكواد البرمجية عوضًا عن المبرمجين، بينما هارفي Harvey أصبح يدقق آلاف الصفحات من المستندات القانونية في ثوانٍ معدودة، بالرغم من أن هذه المهمة تحتاج لفريق قانوني متكامل.
أما بالنظر إلى المجالات الإبداعية، فكان من المعتقد أن أكثر المجالات حصانة ضد الأتمتة هى التي تجلبها التقنيات الحديثة، ولكن هنا السؤال، كيف تفهم الآلة النكتة؟ أو تدرك المشاعر النابعة من تحريك صورة طفل في انتظار عودة والده؟ أو لها القدرة على ابتكار شعارات يٌختزل فيها فلسفة علامة تجارية في كلمتين؟
قبل سنوات قليلة، كان كل هذا منطقًا سليمًا، أما اليوم، فقد أصبح وهمًا.
اقرأ أيضًا:
في عصر الذكاء الاصطناعي هل وظيفتك في خطر؟، إليك أكثر 10 وظائف أمانًا
تجربة بعنوان.. لا يمكننا التمييز
في خطوة فارقة، قام باحثون من MIT بإجراء تجربة، عرضوا من خلالها 5 حملات إعلانية على كل مشارك لتقييم محتوى الحملات شرط عدم الكشف عن هوية الصانع، وقد حاز هذا المحتوى الذي صنعه الذكاء الاصطناعي أعلى الدرجات، كما تفوق على العمل البشري للكتاب المحترفين.
ولكن عندما أُعيدت التجربة مع إخبار المشاركين بمن صنع كل حملة، انقلبت رد فعلهم وتفضيلاتهم نحو المحتوى البشري.
ما يحدث هنا لا يتعلق بالجودة فقط كما يتم تداوله، بل يتعلق بعلم النفس الإنساني، وهنا نحن لا نحكم على الأشياء بقيمتها الحقيقية، بل من خلال طبقات من الهوية والتحيز والسردية.

السؤال الأهم.. كيف وصلنا إلى هنا؟
ومن هذا المنطلق، يُطرح سؤال في غاية الأهمية: كيف وصل الذكاء الاصطناعي بنا إلى مجال كان في اعتقادنا أنه محصن ضد التقنيات والأتمتة، شيء فريد نختص به نحن البشر.. الإبداع.
إن كلاً من البشر والآلات تتغذى من نفس المنبع ألا وهو البيانات والأنماط، ومن هنا طٌرح سؤال أهم، هل الإبداع البشري يختلف فعلًا عما تقوم به خوارزميات الذكاء الاصطناعي؟
ولكن ما الفرق؟ إن البشر منذ عصور سعوا لتطوير معارفهم عبر آلاف السنين، وذلك للعثور على روابط غير متوقعة بين الأشياء، بينما الآلات، تعلمت هذه المهارة في غضون عقد واحد فقط.
عندما يقوم مبدع بشري بكتابة إعلانًا مؤثرًا، يعتمد لاشعوريًا على كل كتاب قرأه، وكل محادثة خاضها، وكل فيلم شاهده، فإن عقله يعيد مزج هذه المدخلات ليخرج منها بشيء جديد.
الذكاء الاصطناعي يفعل الشيء ذاته، ولكن بكم هائل من البيانات وبدون التحفظات المعرفية التي تقيد البشر، ومع ذلك، فهو لا يخلو من تحيزاته الخاصة، تحيزات من قام ببنائه أو البيانات التي تمرن عليها، وتحديدًا عند ذكر الذكاء الاصطناعي، فإنه يعني التحدث عن نماذج لغوية ضخمة LLMs وتعلم الآلة.

حلول معاصرة لتحديات تاريخية
اليوم، يقوم الذكاء ااصطناعي بتقديم حلولًا فعالة لتحديات رئيسية تاريخية لطالما وقفت كحاجز أمام صناعة الإعلان، محولًا تلك التحديات إلى فرص تنافسية جديدة:
تحدي الرؤى Insight:
الذكاء الاصطناعي لديه قدرة فائقة على رؤية الأنماط في بحار من البيانات السلوكية والنفسية، وتحليل ملايين التعليقات والمحادثات لاكتشاف المخاوف والرغبات الخفية، التي قد تغيب حتى عن أمهر المسوقين.
تحدي الاتساق:
يضمن الذكاء الاصطناعي تطبيق الاستراتيجيات المختلفة والمتمثلة في استراتيجيات تواصل، وعلامة تجارية وهوية تجارية،.. إلخ، وباتساق تام عبر جميع القنوات ونقاط التواصل متجاوزًا مشكلة “الهاتف الخربان” التي تحدث عندما تتسرب الأفكار الأصلية عبر فلاتر فرق العمل الشخصية، مما يحافظ على نقاء الرسالة من الاستراتيجية حتى التنفيذ.
تحدي الوقت:
يحرر الذكاء الاصطناعي المبدعين من الأعمال الروتينية المعتادة، كما يتيح لهم وقتًا أكبر للتركيز على الأعمال الاستراتيجية والإبداعية.
وهو ما قد يؤدي إلى إتمام وظائف متكاملة مثل “Full stack Marketer”، والذي يعتبر موظف يستطيع أداء مجموعة واسعة من المهام التسويقية، من خلال كتابة، وتصميم، وتخطيط، ورد على العملاء بنظرة شمولية.
تحدي الموضوعية:
يقدم الذكاء الاصطناعي موضوعية مبنية على البيانات في صناعة تعتمد تقليديًا على الأحكام الشخصية، كما يمكنه اختبار عشرات الأفكار الإبداعية على آلاف المستهلكين لتحديد ما سينجح فعليًا في السوق قبل استثمار الموارد في الإنتاج.
اقرأ أيضًا:
ثورة الذكاء الاصطناعي، وظائف جديدة وقوانين صارمة لتنظيم المستقبل الرقمي

العقد المقبل.. عصر محوري لمستقبل الإبداع
إن دور المبدع البشري سيتغير جذريًا خلال السنوات المقبلة.
سيصبح المبدعون من مصممي التجارب ومخططي الاستراتيجيات، لديهم القدرة على قيادة الآلات وتوجيهها، لا منافستها.
بينما قد تتولى الآلات مهام الإنتاج الإبداعي في المستقبل القريب، سيتحول المبدعون البشريون إلى قادة استراتيجيين يوجهون هذه التقنيات نحو بناء تجارب أصيلة تحتفظ بروح الإنسانية وتضاف إليها لمستهم الثقافية وهويتهم الإبداعية الفريدة.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
الدولار في مرمى النيران، هل يقترب العالم من عصر ما بعد العملة الخضراء؟
23 يوليو 2025 01:12 ص
الصين تعيد رسم خريطة النفوذ العالمي، حروب الموانئ والممرات البحرية تستبدل السلاح
23 يوليو 2025 12:47 ص
عودة ترامب الصاعقة، 6 أشهر تعصف بالمشهد الاقتصادي والسياسي للولايات المتحدة
22 يوليو 2025 11:34 م
أكثر الكلمات انتشاراً