الأحد، 27 يوليو 2025

03:25 ص

وداعًا جوجل، الذكاء الاصطناعي يدخل عصر ما بعد محركات البحث

السبت، 26 يوليو 2025 04:20 م

الذكاء الاصطناعي والتسويق الالكتروني

الذكاء الاصطناعي والتسويق الالكتروني

يواصل الذكاء الاصطناعي إعادة تشكيل الطريقة التي يبحث بها الأشخاص عن المعلومات التي يريدونها لاتخاذ قرارات الشراء، وذلك في ظل الثورة الرقمية التي يشهدها العالم.

وبينما كانت محركات البحث التقليدية تتربع على عرش الوصول للمعلومة لسنوات، بدأت أدوات الذكاء الاصطناعي تستحوذ على دور متزايد في هذه المعادلة، بسبب قدرتها على تقديم إجابات دقيقة، وتجارب شخصية، ومحتوى تفاعلي أكثر ملاءمة لما يبحث عنه كل مستخدم.

أكثر من نصف المستخدمين يفضلون الذكاء الاصطناعي عند التسوق

كشفت دراسة بحثية حديثة أجراها معهد "نورستات" الأوروبي، عن تغير واضح في سلوك المستهلكين، حيث أشار أكثر من 50% من المشاركين إلى أنهم يستخدمون أدوات الذكاء الاصطناعي بدلًا من محركات البحث عند اتخاذ قرارات الشراء عبر الإنترنت.

ووفقًا لنتائج الاستطلاع الذي شارك فيه 7282 شخصًا من ألمانيا، المملكة المتحدة، السويد، النرويج، الدنمارك، وفنلندا، قال 3% إنهم "دائمًا" يستخدمون الذكاء الاصطناعي عند التسوق، بينما أشار 14% إلى استخدامه "غالبًا"، و35% يستخدمونه "أحيانًا"، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية "د ب أ".

السفر والإلكترونيات في صدارة مشتريات الذكاء الاصطناعي

أظهرت نتائج الدراسة أن المستخدمين يلجئون إلى الذكاء الاصطناعي بشكل متكرر خاصة ما يتعلق بخدمات السفر عبر الإنترنت بنسبة 33%، تليها الإلكترونيات بنسبة 22%، وتراجعت نسب الاستخدام عند الشراء في مجالات مثل الموضة (13%)، منتجات التجميل (12%)، والعقارات (7%).

ويعكس هذا الاتجاه، مدى اعتماد المستهلكين على أدوات الذكاء الاصطناعي عند اتخاذ قرارات معقدة أو تحتاج للمقارنة الدقيقة بين الخيارات، وهو ما يعزز مكانة الذكاء الاصطناعي كمستشار رقمي موثوق.

أدوات الذكاء الاصطناعي تهدد هيمنة محركات البحث التقليدية

لم يعد البحث حكرًا على محرك البحث الشهير Google وحده، لكن  بدأت أدوات مثل ChatGPT وPerplexity وClaude تتصدر مشهد تقديم المعلومات، معتمدة على قدراتها في فهم اللغة الطبيعية والسياق والرد الفوري.

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ذا بالتيك تايمز" The Baltic Times  ، أصبحت هذه الأدوات تقدم إجابة عن استفسارات المستخدمين بشكل مباشر، دون الحاجة للنقر على روابط مواقع خارجية، مما أدى إلى تراجع تدريجي في حركة المرور للمواقع التقليدية.

من الكلمات المفتاحية إلى الكيانات

وساهم الذكاء الاصطناعي في تطوير فهم ما يفكر به المستخدم بشكل أكثر دقة، وهو ما غير قواعد اللعبة في مجال تحسين محركات البحث (SEO)، وبدل من التركيز على الكلمات المفتاحية فقط، أصبح من الضروري الآن إنشاء محتوى شامل، موثوق، ومبني على الكيانات (Entities)، أي المفاهيم الواضحة التي تربط الأشخاص، الأماكن، والخدمات في شبكة معرفية واحدة تفهمها محركات البحث الذكية.

البحث بلا نقر  Zero-Click Searches .. وفرصة لبناء الثقة

واحدة من أبرز الظواهر المرتبطة بصعود الذكاء الاصطناعي هي "البحث الصفري" (Zero-Click Searches)، حيث يحصل المستخدم على إجابة عن استفساه بصورة مباشرة في محرك البحث دون الحاجة إلى زيارة الموقع. ورغم أنها تقلل من الزيارات، فإنها تعتبر فرصة حقيقية لبناء الموثوقية، حيث  تعتمد الأنظمة الذكية على مصادر موثوقة لصياغة الإجابات.

التخصيص يقود تجربة البحث

ومع تقدم تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بالإمكان تقديم تجربة بحث مخصصة بدقة شديدة، تأخذ في الحسبان عوامل مثل الموقع الجغرافي، تاريخ البحث، نوع الجهاز، وحتى الحالة النفسية للمستخدم.

وهذا يفرض على منتجي المحتوى ومختصي السيو  SEO تصميم محتوى يمكنه التكيف مع سيناريوهات متعددة، ويعالج أكثر من نية بحثية في آن واحد.

ألمانيا أقل اعتمادًا في التسوق.. لكنها تتفوق مهنيًا

أشارت نتائج الدراسة الأوروبية إلى أن الألمان يستخدمون الذكاء الاصطناعي في التسوق بنسبة أقل بكثير مقارنة بباقي الدول الأوروبية.

وعلى الجانب المهني، هم في المقدمة، قال 50% من المشاركين الألمان إنهم يستخدمون الذكاء الاصطناعي يوميًا أو عدة مرات في الأسبوع لأغراض العمل، مما يشير إلى اختلاف في أوجه الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بين الاستخدامات الشخصية والمهنية.

المساعدون الصوتيون يعيدون تشكيل استعلامات البحث

وساهم دمج الذكاء الاصطناعي في المساعدين الصوتيين والأجهزة الذكية في تغيير طريقة المستخدمين للتفاعل مع محركات البحث، وأصبحت استعلامات البحث أطول وأكثر طبيعية، وتزايد استخدامها لعبارات استفهامية وتفاعلية، ما يفرض تحديات جديدة على خبراء تحسين محركات البحث (SEO).

وتتطلب هذه الأنماط الجديدة مواءمة المحتوى الرقمي مع اللغة الطبيعية، مع الاحتفاظ بقدرة هذا المحتوى على الظهور في نتائج البحث النصي التقليدي.

ويظهر من خلال هذه التفاصيل، التحدي الحقيقي، وهو إنشاء محتوى قادر على الإجابة بدقة على استفسارات محددة، مع تقديم تغطية شاملة للموضوعات ذات الصلة.

المحتوى القيم هو الفائز الحقيقي

في ظل كل هذه التحولات، يتأكد أن النجاح في عالم السيو الجديد لم يعد مرهونًا بالحيل التقنية أو التلاعب بالخوارزميات، بل بمن يقدم محتوى أصيلًا، موثوقًا، ومتجددًا.

الذكاء الاصطناعي يعيد رسم خارطة السلوك الرقمي

من التسوق إلى البحث، ومن مقارنة الأسعار إلى طرح الأسئلة، أصبح الذكاء الاصطناعي عنصر محوري في تجربة المستخدم الرقمية، وفي المستقبل لن يُكافئ فقط من يظهر في النتائج، بل من يعتبر مصدرًا يعتمد عليه في عالم تزداد فيه أهمية الذكاء، والسرعة، والدقة.
 

اقرأ أيضًا:

الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، صديق وفي أم خصم مرعب؟

الذكاء الاصطناعي السبب، قفزات مزدوجة لصناديق التحوط الصينية

لتحسين الكفاءة، استخدام الذكاء الاصطناعي في إدارة مؤسسات الدولة

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search