حرب على خط النار.. كيف تُشعل مواجهة إيران وإسرائيل فتيل أزمة اقتصادية عالمية؟
الثلاثاء، 17 يونيو 2025 12:47 ص

الذهب والنفط في مرمى الحرب
اندلاع المواجهة العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران لم يكن مجرد تصعيد سياسي، بل زلزال اقتصادي حقيقي ضرب الأسواق العالمية في مقتل.

فقد ارتفعت أسعار النفط والغاز والذهب إلى مستويات قياسية، وقفزت تكاليف الشحن والنقل البحري، في وقت يترقب فيه العالم شتاءً اقتصاديًا قد يبدأ في الصيف.
وفي واحدة من أبرز المؤشرات على القلق العالمي، ارتفعت أسعار عقود الشحن الآجلة لشهر يوليو بنسبة 15% لتصل إلى 12.83 دولار للطن، كما قفزت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا بنسبة 5.7%، في أكبر زيادة منذ أكثر من 5 أسابيع.
هذه ليست مجرد أرقام وليست مجرد تقلبات في البورصات، بل أمر جلل يعكس اضطرابًا حقيقيًا في سلاسل التوريد، وحركة التجارة والنقل الجوي حول العالم.
اقرأ أيضًا:
"حين يغضب النفط".. حرب إيران وإسرائيل تضرب الاقتصاد العالمي
مضيق هرمز.. ورقة إيران الأخطر
التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز يمثل كابوسًا حقيقيًا للأسواق العالمية، فـ20% من النفط العالمي يمر عبر هذا الممر الحيوي، إلى جانب نحو 30% من تجارة الصين البحرية.
وإذا ما قررت طهران تحويل هذا التهديد إلى أمر واقع، فإن الاقتصاد العالمي قد يدخل في نفق الركود، مدفوعًا بشح الإمدادات وارتفاع الأسعار.
وفي هذا السياق، يتوقع محللون أن تتراوح أسعار النفط في المرحلة المقبلة بين 95 و100 دولار للبرميل، بل وقد تتجاوز هذا الحاجز إذا استمرت الحرب، خاصة مع دخول فصل الصيف الذي يرفع عادة معدلات الطلب.

تضخم عالمي ومركزيات مكبلة
كل زيادة بنسبة 10% في أسعار النفط تعني ارتفاعًا في التضخم العالمي بنحو 0.2 نقطة مئوية، وانخفاضًا في النمو الاقتصادي بنحو 0.1 نقطة.
هذه المعادلة تُربك صُناع السياسات النقدية في البنوك المركزية، لا سيما الفيدرالي الأميركي، الذي قد يجد نفسه مضطرًا لتأجيل قرارات خفض الفائدة في ظل تضخم مستمر ونمو متباطئ.
اقرأ أيضًا:
تحالف الأمس وصراع اليوم، إسرائيل وإيران من المصالح المشتركة إلى المواجهة العلنية
ضربات قاسية للأسهم والطيران والتأمين
لم تسلم أسواق الأسهم من نيران الحرب، حيث تراجعت مؤشرات عدة، خاصة في قطاعات الطيران والنقل والسياحة، في الوقت ذاته، ارتفعت تكاليف التأمين على الشحنات التجارية العابرة للشرق الأوسط، مما زاد من تكلفة التجارة العالمية وأثقل كاهل المستوردين والمستهلكين معًا.
الاستثمار في مهب السياسة
القلق من اتساع رقعة الحرب وتفاقم المخاطر الجيوسياسية دفع المستثمرين الأجانب إلى تجميد قراراتهم أو تأجيل ضخ أموالهم في المنطقة، ما يعني تراجعًا في الاستثمارات ونموًا اقتصاديًا هشًّا.
كما يمكن أن يؤدي هذا الصراع إلى إعادة رسم خريطة الشراكات التجارية العالمية، وسط توجه بعض الدول لإعادة تقييم علاقاتها ومخاطرها.

الاقتصاد المصري في قلب العاصفة
مصر، بوصفها دولة محورية في المنطقة، ليست بعيدة عن تداعيات هذا الصراع، فالتوترات في الشرق الأوسط قد تترك أثرًا مباشرًا على حركة الملاحة في قناة السويس، التي تمثل شريانًا حيويًا للتجارة الدولية.
اقرأ أيضًا:
مضيق هرمز على حافة الإغلاق، العالم يواجه شبح أزمة نفطية جديدة
رهانات الغاز والتحوط المصري
رغم ارتفاع أسعار الغاز عالميًا، تمكنت الحكومة المصرية من توقيع عقود آجلة للغاز الطبيعي بأسعار ما قبل الأزمة، ما وفر على الدولة أكثر من نصف مليار دولار.
إلا أن استمرار الأزمة سيؤدي حتمًا إلى زيادة تكاليف النقل والتأمين، وبالتالي ارتفاع أسعار السلع الأساسية داخل السوق المحلية.

تحديات على طاولة الحكومة المصرية
تجد الحكومة المصرية نفسها في مواجهة معقدة تتطلب تحركًا سريعًا على أكثر من جبهة، أولها تأمين السلع الاستراتيجية وزيادة المخزون، وثانيها تطبيق سياسة إنفاق رشيد وهيكلة مالية تتناسب مع التحديات الجديدة، مع بداية العام المالي في يوليو 2025.
كما سيكون على البنك المركزي المصري انتهاج سياسات نقدية مرنة تحافظ على استقرار الاحتياطي الأجنبي، الذي تجاوز 48.5 مليار دولار، وفي الوقت ذاته توفر تمويلًا كافيًا لشراء المواد البترولية وتأمين المخزون الاستراتيجي.
الاقتصاد في زمن البارود
المواجهة بين إيران وإسرائيل لم تعد أزمة محلية، بل اختبار قاسي لمرونة الاقتصاد العالمي، في زمن البارود، لا ينجو أحد من شظايا الحرب.. فالأسواق تتقلب، والأسعار ترتفع، والمستقبل يُعاد رسمه في لحظة.
على صناع القرار في المنطقة والعالم أن يتحركوا بذكاء، لأن التأخير في الفعل، في ظل تسارع الأحداث، قد يكون هو الكارثة الحقيقية.
Short Url
المهارة أهم من الخبرة، «GenAI» يعيد تشكيل سوق العمل
16 يونيو 2025 04:21 م
حروب الدرونز، الطائرات بدون طيار تقلب الموازين العسكرية في العالم
16 يونيو 2025 02:52 م
حرب الإنفاق العسكري، من يتفوق وسط وابل الصواريخ؟
16 يونيو 2025 12:12 م


أكثر الكلمات انتشاراً