من البطالة لـ الدين العام، العجز الفيدرالي يقود أمريكا إلى أزمة اقتصادية مدمرة
الأربعاء، 28 مايو 2025 10:28 ص

الاقتصاد الأمريكي
تحليل/ ميرنا البكري
الاقتصاد الأمريكي الآن يمر بلحظة حساسة للغاية بين نار العجز في الموازنة وكابوس البطالة، وقلق المستثمرين من إن أقوى اقتصاد في العالم قد يدخل في ركود جديد.
وفي النصف الثاني من المشهد ظهرت قرارات ترامب بفرض رسوم جمركية ثقيلة على شركاء تجاريين كبار، والتي سببت خسائر فورية، فهو يرى إنه على المدى الطويل سيكون بها مكسب.
والسؤال الآن: إلى أين تتجه أمريكا؟ وهل يستطيع الاقتصاد الأمريكي أن يصمد وسط هذه العواصف؟

تشاؤم تاريخي ينذر بأزمة وشيكة في سوق العمل الأمريكي
الأرقام لن تكذب، بحسب بيانات جامعة ميشيجان، 67% من الأمريكيين متوقعين إن البطالة تزداد خلال العام المقبل، وهو أعلى رقم منذ عام 2008. أي هناك قلق كبير بين الأفراد، وذلك لن يأتي من فراغ.
والذي أخطر من ذلك إن الناس أصبحت متشائمة أكثر من فترات ركود تاريخية مثل 1918 و1990 و2001، وكل مرة حدث بها تشاؤم بهذا الحجم، البطالة ارتفعت بعدها.
وهذا يقول إننا لن نتحدث على مجرد مخاوف، بل نحن على باب أزمة فعلية في سوق العمل، والتي بطبيعتها تؤثر على الإنفاق، والاستهلاك، والاستثمار، وبالتالي الاقتصاد بأكمله.
عجز الموازنة، حفرة تكبر كل يوم
إذا كانت البطالة كابوس، فعجز الموازنة الأمريكية هو الوحش الذي يكبر بصمت، وأمريكا أنفقت عام 2024 حوالي 7.1 تريليون دولار، وهو يمثل 24% من الناتج المحلي الإجمالي، وفي نفس الوقت، العجز وصل 7% من الناتج، ومتوسط العجز في آخر 5 سنوات كان 9%. أرقام مرعبة مقارنة حتى بسنوات الركود في الثمانينات وعام 2001.
المشكلة هنا إن الحكومة تنفق أكثر من الربح الذي يصل إليها، وتسد العجز بالاقتراض الذي يزود الدين العام، ويجعل الاقتصاد هش في مواجهة أي أزمة مفاجئة.
اقرأ أيضًا:
رسوم ترامب الجمركية تهز الاقتصاد الأمريكي، الذهب يرتفع والأسواق تتأرجح
طلب إعانة البطالة في أمريكا يرتفع فجأة وسط مخاوف من تأثير الرسوم الجمركية

الرسوم الجمركية، سلاح ذو حدين
ترامب عاد لـ فرض رسوم جمركية ضخمة على الشركاء التجاريين كـ( الصين، أوروبا) وغيرهم، هذه الخطوة سببت اضطرابات كبيرة، وخسائر بمليارات، خصوصًا في قطاعات مثل الصناعة والزراعة.
لكن ترامب يقول إن هذه "خسائر قصيرة المدى"، وإن الاستثمار سيعود مرة أخرى لأمريكا، والاقتصاد يستفيد على المدى الطويل. والمشكلة؟ إن المستثمرين لا ينتظروا، وسوق العمل تسوده حالة من التوتر، والناس تفقد الثقة. أي حتى لو الفكرة استراتيجية، التوقيت والطريقة قد يسببوا ضرر أكثر من النفع الحالي.
اقرأ أيضًا:
انخفاض ثقة المستهلكين في «الاقتصاد الأمريكي» وتزايد المخاوف من المستقبل
من الانتعاش إلى التباطؤ، قراءة في مسار الاقتصاد الأمريكي في عهد ترامب
توقعات النمو، الأرقام تتحدث
1.بنك مورجان ستانلي خفض توقعات النمو الاقتصادي لعام 2025 من 1.9% لـ 1.55%، ولعام 2026 خفضها أيضًا لـ 1.2%.
2.صندوق النقد الدولي خفض توقعاته من 2.8% لـ 1.8% فقط.
3.الصندوق أيضًا يقول إن فرصة دخول أمريكا في ركود اقتصادي وصلت لـ 40%، بعد ما كانت 25% في أكتوبر 2024.

سوق السندات، مؤشر الخطر يزداد
العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات وصل لـ 2.2%، وزاد 40 نقطة أساس من مارس 2025. وفي الطبيعي، زيادة العوائد معناها توقع نمو اقتصادي، لكن الآن العكس تمامًا، والأسواق ترى إن الوضع المالي للحكومة غير مطمئن، وإن الدين العام أصبح عبء يخوف المستثمرين، وإذا استمر هذا الاتجاه، قد نصل لعوائد قريبة من 5%، وهذا يعني إن الحكومة تضطر دفع فوائد أكثر على ديونها، وفي نفس الوقت البطالة تزداد.
ختامًا، بكل وضوح أمريكا الآن تقف أمام أزمة اقتصادية ليست بسيطة، بين البطالة التي تخوف الناس، والعجز الذي يستنزف الموازنة، وتراجع الثقة في السياسات الاقتصادية، الخطر أصبح قريب للغاية. والحل؟ لابد أن تتحرك الحكومة بسرعة لإصلاح الوضع المالي، وتوفير استقرار في سوق العمل، وتفادي سياسة المواجهة الاقتصادية مع الشركاء التجاريين قبل فوات الآوان.
Short Url
«إمستيل»، رائدة الثورة الصناعية والاقتصاد الدائري في الإمارات
29 مايو 2025 02:04 م
أزمة في الأفق، تمويل هارفارد للمدارس المهنية يربك حسابات إدارة ترامب
29 مايو 2025 11:11 ص
من الذكاء الاصطناعي لـ التغير المناخي، فرص مصر في مواجهة التحديات العالمية
28 مايو 2025 12:33 م


أكثر الكلمات انتشاراً