رسوم ترامب الجمركية تهز الاقتصاد الأمريكي، الذهب يرتفع والأسواق تتأرجح
الأحد، 25 مايو 2025 02:46 م

تراجع اقتصاد امريكا
تحليل/ ميرنا البكري
الاقتصاد الأميركي يدخل على مرحلة شديدة الحساسية. ترامب عاد بنفس نغمة “أميركا أولًا”، لكن هذه المرة ليس بالكلام، بل برفع رسوم جمركية تصل لـ 30% على واردات من الصين، و10% على سلع أخرى، والنتيجة؟ الأسواق تهتز، الشركات ترفع الأسعار، والذهب يطير، والسؤال المهم: هل ذلك سيعيد التصنيع لأمريكا؟ أم المستهلك الأمريكي هو من يدفع الفاتورة؟

الغلاء قادم، وشركات التجزئة تحذر
أسماء ثقيلة مثل وول مارت وفورد وبيست باي قالوا صراحةً: الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب سيتحملها المستهلك بالكامل، وليس على الصين، أي من يشتري سيارة، ثلاجة، هاتف سيدفع زيادة. مما قد يفتح الباب على موجة تضخم جديدة، ويكون ضحيتها الأساسية هي الطبقة المتوسطة والفقيرة، الرسالة واضحة، ترامب يحارب الصين، لكن بأموال المواطن الأمريكي.
أبل وسامسونج في مرمى النيران، تكنولوجيا بثمن سياسي
ترامب لن يترك أحد، من أبل لأمازون لسامسونج، هدّد رسميًا بفرض 25% رسوم على أي أجهزة تتصنع خارج أميركا، في محاولة لإجبار الشركات ترجع مصانعها للداخل، لكن هل يحدث ذلك بسهولة، والإجابة لا، لأن التكلفة في أمريكا مرتفعة، والعمالة أغلى، وسلاسل التوريد ليست مرنة مثل آسيا، وهذا يعني إن التهديد قد يدفع الشركات للبحث عن بدائل للصين مثل الهند وفيتنام، لكن ليس بالضرورة أن يعودوا لأمريكا.
اقرأ أيضًا:
إنذار قوي، ترامب يهدد أبل برسوم جديدة (التفاصيل)
انخفاض ثقة المستهلكين في «الاقتصاد الأمريكي» وتزايد المخاوف من المستقبل

الذهب يرقص على أنغام الخوف
في كل أزمة، الناس تهرب للمعدن الأصفر وذلك الذي حدث بالفعل، الذهب طلع أكثر من 5.6% في أسبوع واحد، وذلك أعلى صعود أسبوعي من شهر، ومعناه إن المستثمرين يروا خطر حقيقي قادم.، والخطر ليس تجاري فقط، لكن أيضًا مالي وسياسي، وهناك قلق من تعثر سداد الديون الأميركية، وأسعار الفائدة مازالت مرتفعة، والمشهد كله مليء ضبابية.
الناس تهرب للأمان، والذهب هو الميناء
النفط يحاول يتمسك، والأسعار سجلت ارتفاع بسيط، لكن القلق في السوق أكبر من أي صعود. فالطلب من الصين يقل بشكل ملحوظ، وهو ما يؤثر مباشرة على حركة السوق. فوق ذلك، الأسواق العالمية غير مستقرة بسبب تذبذب السياسات النقدية في أمريكا وأوروبا، ولا أحد يعلم الفائدة تتجه إلى أين؟ بالإضافة إلى أن التوترات السياسية في أكثر من منطقة تزود حالة الحذر. أي ببساطة، الصعود الذي حدث قد يكون مؤقت، وإذا حدث تباطؤ اقتصادي عالمي فعلي، الأسعار قد تهبط بسرعة وبشكل حاد.

وول ستريت تنزف، والخسائر بالجملة
الأسهم الأميركية أغلقت أسبوعها بخسائر واضحة: داو جونز هبط، وناسداك فقد حوالي 1%، وكل المؤشرات خسرت أكثر من 2.4% خلال الأسبوع، مما يعكس حالة عدم يقين رهيبة في السوق، والمستثمرين يفكروا، هل أمريكا تتجه لأزمة ديون؟هل التضخم سيعود؟هل الفيدرالي سيتعامل مع هذه الموجة؟ السوق يجاوب بنفسه: المستثمرين يهربوا للأسهم الدفاعية والذهب، ويقللوا المجازفة.
اقرأ أيضًا:
من الانتعاش إلى التباطؤ، قراءة في مسار الاقتصاد الأمريكي في عهد ترامب
تصعيد في النيجر، وصدمة للنفط الصيني
هناك خبر مهم جدًا لم يحصل على أهمية كبيرة، النيجر طردت عمال صينيين من مشاريع البترول، هذا يعني إن الصين بدأت تواجه رفض حتى من شركاءها في أفريقيا، والذي من المفترض كانوا حلفاءها الطبيعيين، الموضوع له أبعاد جيوسياسية واقتصادية، ومن الممكن أن تؤثر على إمدادات النفط وتكلفة المشروعات الصينية الخارجية.

إيلون ماسك يهرب من السياسة، ويعود للمصانع
في وسط كل ذلك، إيلون ماسك أعلن إنه عائد لـ يركز في عمله. بعد مشاكل كثيرة في منصة "إكس"، قرر يترك السياسة ويرجع "ينام في المصانع"، على حد تعبيره. والمعنى الضمني واضح، حتى أنجح رجال الأعمال يروا إن هذه المرحلة تحتاج تركيز كامل، بعيدًا عن اللعب السياسي.
ختامًا، سياسة ترامب الجمركية ليس مجرد تصعيد اقتصادي بل مقامرة سياسية كبيرة جدًا، هو يحاول يقنع الشعب إن إعادة التصنيع لأمريكا هي الحل، لكن ما يحدث فعليًا هو زيادة الأسعار، توتر الأسواق، وهروب المستثمرين.
وإذا لم يحدث توازن ذكي بين حماية الصناعة والتجارة الحرة، الاقتصاد الأمريكي قد يدخل مرحلة ركود تضخمي خطير.
في النهاية، العالم يتغير، وأمريكا ليس بمفردها في الميدان، والذي ينجح هو من يقدر يوازن بين المصالح الوطنية والواقع العالمي.
Short Url
"روكس موتور"، ريادة صناعة التنقل الذكي والمستدام في الإمارات
25 مايو 2025 12:37 م
من حماية البيئة لـ الغاز، الاقتصاد يكسب والمناخ يخسر
25 مايو 2025 12:12 م
بين العقوبات والدبلوماسية الشعبية، واشنطن تراهن على إسقاط النظام الكوبي
24 مايو 2025 11:47 ص


أكثر الكلمات انتشاراً