السبت، 24 مايو 2025

02:00 م

من الذهب لـ "الأسهم"، الأسواق تحت نيران قرارات ترامب

السبت، 24 مايو 2025 11:09 ص

دونالد ترامب

دونالد ترامب

تحليل/ ميرنا البكري

في خطوة مفاجئة وغير محسوبة بالنسبة لكثير من المستثمرين، خرج دونالد ترامب، بتهديدات نارية ضد الاتحاد الأوروبي، حيث فرض رسومًا جديدة على الهواتف الذكية التي تصنع خارج أمريكا، وذلك في توقيت حساس جدًا. وهذا التصعيد لم يكن تهديدًا سياسيًا، بل كان له تأثير مباشر على الأسواق بدءًا من الذهب وحتى الأسهم، مرورًا بالنفط والفيدرالي.

صراع جمركي أمريكي أوروبي - الوئام
ترامب يضغط على الاتحاد الأوروبي

 

ترامب يهدد أوروبا، إما الالتزام بالاتفاق أو فرض رسوم جمركية بنسبة 50%

ووضع ترامب أوروبا بين خيارات متعددة بطريقة غير مباشرة، وكان أبرزها إما أن تأتوا إلى طاولة المفاوضات وتحترمونا، أو تتحملوا العواقب، أو استعدوا لرسوم جمركية ضخمة، قد تصل لـ50% على صادراتكم لأمريكا بدءًا من يونيو 2025.

والهدف من فعل ترامب هذا هو الضغط على أوروبا لإعطاء الأولوية للمنتجات الأمريكية بصفقاتها التجارية، والذي يعد نفس الأسلوب الذي استخدمته مع الصين سابقًا وحاليًا، لكن السؤال هو، هل ستصمت أوروبا؟ بالطبع لا، ومن المرجح أن نشهد رد فعل مضاد، سواءً بفرض رسوم على السلع الأمريكية أو بالتحرك عبر منظمة التجارة العالمية.

اقرأ أيضًا: صحيفة: ترامب يضغط على الاتحاد الأوروبي لخفض الرسوم الجمركية على السلع الأمريكية

ترامب يهدد بفرض رسوم بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي

الهواتف في مرمى النيران، أبل ومنافسيها في ورطة

ولم  يكتفي ترامب بأوروبا، حيث قام بتوجيه ضربة لقطاع التكنولوجيا، معلنًا فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الهواتف الذكية، التي يتم تجميعها خارج الولايات المتحدة، وهذا يعني العديد من الأمور:-

1. تكلفة التصنيع تزداد، وبالتالي قد ترتفع الأسعار على المستهلكين.

2.شركات مثل أبل قد تعيد حساباتها، وتسرع خطط التصنيع المحلي.

3.السوق قد يشهد نقص أو تأخير في بعض الموديلات الجديدة، وهذه المعركة ليست  اقتصادية، بل رسالة قوية للعالم: “صنع داخل أمريكا، أو تحمل العقاب”.

اقرأ أيضًا: إنذار قوي، ترامب يهدد أبل برسوم جديدة (التفاصيل)

Ok to go to India but...': Trump warns Apple against manufacturing in India

 

الذهب يلمع وسط الدخان الجمركي، والمستثمرين يهربوا للأمان

القلق من التصعيد التجاري جعل المستثمرين يتجهون للذهب، الذي ارتفع بـ2.1% في يوم واحد، وحقق أعلى مكاسب أسبوعية في 6 أسابيع بنسبة 5.1%، لماذا الذهب تحديدًا؟ لأنه ملاذٌ آمنٌ وقت الأزمات والتوترات، تجعل المستثمرين يبعدون عن الأسهم، ويدخلون في الأصول الثابتة، وفي حال استمر الضغط الجمركي والتصعيد، قد نواجه الذهب يكسر مستويات قياسية جديدة، ويتجاوز 3,400 دولار للأونصة.

اقرأ أيضًـا: الذهب يواصل ارتفاعه بعد خطة ترامب بخفض الضرائب والخوف من تفاقم العجز المالي.

الفيدرالي: القلق موجود لكن لم نصل لمرحلة الخطر

وبعثت عضو الفيدرالي “ليزا كوك” الطمأنينة في الأسواق قليلًا، قائلة إن الاضطرابات التي حدثت في إبريل بعد تهديدات ترامب، لم تصل لمرحلة "خلل هيكلي" مثل أيام كورونا، بس الأهم من ذلك، أن هناك قلق داخل الفيدرالي من صدمات غير متوقعة، فلابد من توافر أدوات مالية أكثر مرونة، فالاستقرار المالي، أصبح أصعب في ظل السياسة المتقلبة.

كما أن النفط سجل ارتفاعًا طفيفًا مدعومًا بتغطية المراكز قبل عطلة "يوم الذكرى" في أمريكا، لكن السوق يتابع بحذر تطورات الملف النووي الإيراني، والذي قد يقلب كل المعادلات، فإذا حدث اتفاق، قد تضخ إيران كميات أكثر، والأسعار قد تهبط، أما إذا فشل السوق فاحتمالية ارتفاع الأسعار واردة للغاية.

الأسهم الأمريكية، خسارة جماعية وقلق من المستقبل

ولا تستطيع البورصات الأمريكية أن تصمد في ظل هذا التصعيد، والمؤشرات الثلاثة الكبيرة، هبطت أكثر من 2% خلال أسبوع، فيما المستثمرون أصبحوا في حالة من الحيرة والقلق، فهل ترامب فعلًا ينوي دخول معركة جديدة؟ أم أن ذلك مجرد ورقة ضغط انتخابية؟ أما النتيجة فخروج سيولة من الأسهم، والتخوف من تباطؤ الاقتصاد الأمريكي إذا استمرت هذه السياسات الحمائية.

أهم 3 مؤشرات أمريكية يجب متابعتها | ATFX
الأسهم الأمريكية

 

توقعات اقتصادية في أهم القطاعات المتأثرة 

1. قطاع التكنولوجيا:- أمامه اختبار صعب، حيث سينعكس على الأسعار والابتكار.

2. التجارة العالمية:- من المتوقع أن نرى ردود فعل أوروبية وأسيوية، وقد نرجع لدوامة "الحرب التجارية"، التي بدأها ترامب في الماضي.

3. الذهب:- مرشح لمزيد من الصعود، إذا استمرت هذه التوترات.

4. الأسهم:- استمرار حالة عدم اليقين، حيث من الممكن أن مواجهة موجات بيع جديدة.

5. السياسة النقدية:- الفيدرالي سيكون تحت ضغط، إذا حدثت صدمة مالية كبيرة.

ختامًا، ترامب يضغط بنزين في ملف الرسوم، لكي يعزز موقفه السياسي، لكن اللعب بالنار قد يشعل اقتصادًا عالميًا مازال يتعافى، أما المستثمرون ففي حالة ترقب، فهل العالم ينتظر مجرد تهويش انتخابي؟ أم بداية فصل جديد من الصراع التجاري العالمي؟

Short Url

showcase
showcase
search