الأحد، 04 مايو 2025

02:01 م

من الانتعاش إلى التباطؤ، قراءة في مسار الاقتصاد الأمريكي في عهد ترامب

الأحد، 04 مايو 2025 11:15 ص

ركود الاقتصاد الأمريكي

ركود الاقتصاد الأمريكي

تحليل/ ميرنا البكري

شهدت الولايات المتحدة خلال الـ 100أيام الأولى من عودة دونالد ترامب إلى الحكم سلسلة من التطورات الاقتصادية المتسارعة التي أفرزت حالة من الترقب والقلق في الأسواق، عند توليه الحكم كانت مؤشرات الاقتصاد الأمريكي تعكس تحسن قوي، فأرقام الوظائف كانت جيدة و كان معدل البطالة في مستويات منخفضة، لكن ما سرعان ما انكمش الاقتصاد، وقرارات ترامب الجمركية جعلت السوق كله يخطو على سلك من نار.

الركود الأمريكي

سياسات جمركية تشتعل، والأسعار في تصاعد

قرر ترامب أن يلعب بـ ورقة الرسوم الجمركية بقوة، حيث فرض 145% جمارك على الواردات الصينية، هذا القرار جعل كبار التجار يدقوا ناقوس الخطر، الأسعار سترتفع، وهناك سلع قد تختفي من السوق، وبالتالي قللت الصين من شحناتها لأمريكا، والناس بدأت تقلق، مما انعكس على نفسية السوق.

الوظائف صامدة، لكن السوق غير مطمئن

رغم التوتر السائد ، لايزال السوق الأمريكي يخلق وظائف، بمتوسط 155 ألف وظيفة في 3 شهور، ولكنه أقل من المتوسط السنوي، والبطالة غير مرتفعة، والشركات حتى الآن لم تسرح عمالها، لكن أصبحت حريصة في التعيين، وكأنها تخطو بحذر وسط الضباب.

الاقتصاد ينكمش رغم الطلب القوي

انكمش الناتج المحلي 0.3% في أول ربع من عام 2025، رغم إن الطلب كان قوي، لكن السبب الرئيسي هو التهافت على الاستيراد قبل دخول حيز التنفيذ، أيضًا إنفاق المستهلكين كان بطيء، مما سبب قلق في السوق، لأنه أهم محرك في الاقتصاد الأمريكي.

الاحتياطي الفيدرالي في ورطة، خفض الفائدة في مهب الرياح

الناس كانت تنتظر خفض الفائدة في يونيو، لكن التوقعات الآنتقول إن هناك أقل من 40% (احتمال) إنها تنخفض ، بعد ما كان ذبك الاحتمال 70% من شهر واحد. فالتضخم، والرسوم، وعدم اليقين، يجعلوا الفيدرالي ينتظر ليرى الساحة أوضح.

مجلس الاحتياطي الفيدرالي - ويكيبيديا
مجلس الاحتياطي الفيدرالي 

بين التضخم والقلق، المستهلكون يعيدون ترتيب أولوياتهم 

شركات مثل ماكدونالدز وستاربكس وشيبوتلي يشتكوا من تراجع في المبيعات، فأغلب الشعب، خصوصًا من الطبقة المتوسطة والفقيرة، بدأوا في تقليل مصاريفهم، وهو ما ظهر في السفر والمطاعم والمنتجات الاستهلاكية.

الشركات الكبيرة تقلق، والربح ينكمش

قالت "جنرال موتورز" إن الرسوم من الممكن أن تمحي ربع أرباحها، وأبل قالت إنها تتحمل تكاليف زيادة بقيمة  900 مليون دولار بسبب الجمارك. والشركات الصغيرة (التي تمثل 80% من التوظيف في أمريكا)، لديها قلق أكثر بكثير بسبب نقص السلع أو ارتفاع أسعارها.

المصانع والسياحة يدفعوا الثمن

نشاط المصانع ينكمش للشهر الثاني على التوالي، ومازالت الرسوم الجمركية مؤثرة، والسياحة أيضًا تعرضت للضرر، خصوصًا من كندا وأوروبا، حيث بدأ عدد الزوار في التراجع،  مما يضرب مدن سياحية مثل لاس فيجاس.

Picture background
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

ثقة المستهلك تنهار، والركود يقترب

تقول استطلاعات وول ستريت جورنال إن 45% من الاقتصاديين يعتقدوا إن هناك ركود قادم خلال عام، وهو ضعف النسبة في يناير، حيث بدأ الشعب يشعر بالعبء الاقتصادي، وثقة المستهلك في أسوأ حال منذ أيام الكورونا في 2020.

ختامًا، من الواضح إن الاقتصاد الأمريكي يواجه مرحلة صعبة، حتى إذا كانت الأرقام في البورصة تعكس مؤشرات جيدة. فالقرارات الجمركية التي تتغير باستمرار، والسياسات الغير مستقرة، جعلت الناس والشركات تأخذ حذرها.

ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه: هل فعلاً الاقتصاد الأمريكي يستطيع أن يكمل بنفس القوة؟ أم يحتاج وقفة وإعادة حسابات قبل زيادة بطئ العجلة؟

Short Url

search