الأربعاء، 31 ديسمبر 2025

05:06 م

الدكتور تامر سعيد يكتب: الإدارة الاستراتيجية وسيلة تصنع مستقبل الشركات والمؤسسات

الأربعاء، 31 ديسمبر 2025 10:42 ص

الدكتور تامر سعيد

الدكتور تامر سعيد

الدكتور تامر سعيد

تواجه المؤسسات الحالية العديد من التحديات التي تتمثل في التغيرات والتحولات العالمية والتي نتج عنها العديد من الظواهر تأتي في مقدمتها ظاهرة العولمة وما تتضمنه من تقنيات حديثة وتطور سريع في عالم المعلومات والاتصالات مما انعكس بطريقة ما أو بأخرى على المفاهيم الإدارية التي تنتهجها المؤسسات، حيث إنه مع تغيُّر وتنوّع أشكال المؤسسات وأحجامها اتسمت المنافسة بالشراسة والعدوانية وظهرت الإبداعات المتلاحقة وأصبح نمط المنافسة نمطًا سريعًا ومتجددًا وبشكل يومي من خلال التنويع الهائل في السلع والخدمات وبهدف تحقيق الإشباع لحاجات ورغبات المتعاملين ودفعهم إلى التعامل مع المؤسسة دون غيرها من المؤسسات المنافسة.

مع تلك التحديات المؤكَّدة أصبحت النماذج التقليدية للإدارة التي تعتمد على التيسير التشكيلي وتوظيف الموارد المتاحة بالطرق التقليدية في غير محلها، حيث وجدت المؤسسات نفسها في موقف صعب ومستمر لمواجهة الاضطرابات البيئية دائمة التغيُّر والذي يُعد من السِّمات الأساسية لعالم اليوم، من هذا المنطلق أصبح الفكر الاستراتيجي ضرورة أساسية للمؤسسات باختلاف أشكالها وأحجامها وتنوع أنشطتها حيث أصبح إعداد الاستراتيجيات وبذل الجهود المتلاحقة لمواجهة الصعوبات والعوائق في تنفيذها من الأمور الملحة والضرورية لمواجهة التغيرات البيئية المحيطة وظروف المنافسة الشرسة للوصول إلى البقاء والنمو.

انتقال مصطلح الاستراتيجية من المجال العسكري إلى المجال الاقتصادي ومع تطور العلوم الإدارية أدى ذلك إلى انبثاق مصطلح جديد في العلوم الإدارية وهو الإدارة الاستراتيجية، وتُعتبر الإدارة الاستراتيجية هي الإطار الذي يحتوي الاستراتيجية ويعمل على تحقيقها من أجل وصول المؤسسة إلى البقاء والاستمرار، وتشير الإدارة الاستراتيجية إلى التوجه الإداري الحديث في القيام بتطبيق المدخل الاستراتيجي في أداء المؤسسة كنظام متكامل وشامل فهي طريقة في التفكير وأسلوب في الإدارة ومنهجية في صنع واتخاذ القرارات الاستراتيجية.

الإدارة الاستراتيجية هي مجموعة من العمليات التي تقوم بها الإدارة العامة للمؤسسة بغرض تحديد توجهات النمو المستقبلية وتخصيص الوسائل التنظيمية التي تساعد على بلوغها، وبالتالي فالإدارة الاستراتيجية تهتم بالحاضر والمستقبل أو بمعنى آخر فهي تنظر وتحلل حاضر المؤسسة من منظور أي أنها العملية الخاصة بإدارة مهنة التنظيم من حيث تحديد رسالة المؤسسة وغايتها وإدارة علاقاتها التنظيمية والبيئية، خاصة مع الأطراف المؤثرة والمتأثرة بنشاط المؤسسة Stakeholders، والمقومات الأساسية التي تواجهها في التغير في بيئتها الداخلية والخارجية، ومن ثم فإن الإدارة الاستراتيجية تهتم بصورة رئيسية بتصرفات وممارسات الإدارات العليا والتي يمكن ترجمتها في صورة عملية متتابعة.

الإدارة الاستراتيجية تتمثل في سلسلة من القرارات والأفعال التي تقود المؤسسة إلى تطوير استراتيجيات فعالة لتحقيق أهداف المؤسسة المتعلقة ببقاء المؤسسة وتفوقها في السوق أو سقوطها، ومن ثم فهي تحرص على استخدام الموارد التنظيمية المتاحة أفضل استخدام ممكن بما يتواءم مع متغيرات البيئة الداخلية والخارجية حيث إن الإدارة الاستراتيجية ترتكز ارتكازًا أساسيًا على تصور الرؤية المستقبلية للمؤسسة ورسم رسالتها وتحديد أهدافها طويلة الأجل وتحديد وتحليل علاقتها المتوقعة مع البيئة الداخلية والخارجية لها بما يسهم في تحديد الفرص والمخاطر المحيطة بها ويحدد نقاط القوة والضعف التي تتميز بها وذلك بهدف اتخاذ وصنع القرارات الاستراتيجية المؤثرة في الأجل الطويل ومراجعتها وتقويمها من أجل البقاء والنمو.

اقرأ أيضًا:

الدكتور تامر سعيد يكتب: السعر والقيمة وجهان لعملة واحدة

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search