هل يمكن للطاقة النووية أن تكون حلا عالميا للطاقة النظيفة؟
السبت، 15 نوفمبر 2025 12:31 م
الطاقة النووية عالميًا
بينما يسعى العالم إلى تحويل أنظمة الطاقة لديه من الوقود الأحفوري إلى مصادر طاقة منخفضة الكربون، إلى أنه يوجد مجموعة من خيارات الطاقة، مثل تقنيات الطاقة المتجددة، والطاقة الكهرومائية، وطاقة الرياح والطاقة الشمسية، بالإضافة إلى الطاقة النووية.
عادةً ما تصدر الطاقة النووية وتقنيات الطاقة المتجددة كميات قليلة جدًا من ثاني أكسيد الكربون لكل وحدة إنتاج طاقة، كما أنها أفضل بكثير من الوقود الأحفوري في الحد من تلوث الهواء المحلي.
ومع ذلك، بينما تستثمر بعض الدول بكثافة في زيادة إمداداتها من الطاقة النووية، تغلق دول أخرى محطاتها، لذلك، يختلف دور الطاقة النووية في نظام الطاقة بشكل كبير من دولة إلى أخرى.
والسؤال هنا، ما مقدار طاقتنا التي تأتي من الطاقة النووية؟ وكيف يتغير دورها بمرور الوقت؟ ومن هنا نلقي نظرة على مستويات وتغيرات توليد الطاقة النووية عالميًا وسجل سلامتها مقارنةً بمصادر الطاقة الأخرى.
التوليد العالمي للطاقة النووية
تعد الطاقة النووية إلى جانب الطاقة الكهرومائية من أقدم تقنيات الطاقة منخفضة الكربون، ويوجد توليد الطاقة النووية منذ ستينيات القرن الماضي، ولكنه شهد نموًا هائلاً عالميًا في السبعينيات والثمانينيات والتسعينيات، ويوضح الرسم البياني التفاعلي كيف تغير توليد الطاقة النووية عالميًا على مدار نصف القرن الماضي.

بعد النمو السريع الذي شهده توليد الطاقة النووية خلال السبعينيات والتسعينيات، تباطأ توليد الطاقة النووية عالميًا بشكل ملحوظ، وفي الواقع، شهد انخفاضًا حادًا في إنتاج الطاقة النووية بعد كارثة تسونامي وفوكوشيما في اليابان عام 2011، حيث أوقفت الدول تشغيل محطاتها بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة، ولكننا نلاحظ أيضًا أن الإنتاج قد زاد مرة أخرى في السنوات الأخيرة.
توليد الطاقة النووية حسب الدولة
يخفي التوجه العالمي في توليد الطاقة النووية اختلافات كبيرة في دورها على مستوى الدولة، فبعض الدول لا تحصل على أي طاقة من الطاقة النووية، أو تسعى إلى التخلص منها تمامًا، بينما تحصل دول أخرى على معظم طاقتها منها.
يظهر هذا الرسم البياني التفاعلي كمية الطاقة النووية المولدة حسب الدولة، تنتج فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا وكوريا الجنوبية كميات كبيرة نسبيًا من الطاقة النووية.

ما هي حصة الطاقة الأولية الناتجة عن الطاقة النووية؟
بعد الإنتاج النووي وقياس وحدات الطاقة، أي الكمية التي تنتجها كل دولة بالتيراواط/ساعة ذات أهمية قصوى، ولكن لفهم مدى أهمية دور الطاقة النووية في نظام الطاقة، يجب مراعاة إجمالي استهلاك الطاقة.
تجدر الإشارة إلى أن هذه البيانات تستند إلى الطاقة الأولية المحسوبة باستخدام طريقة الاستبدال، التي تحاول تصحيح أوجه القصور في إنتاج الوقود الأحفوري.
ويتم ذلك عن طريق تحويل مصادر الوقود غير الأحفوري إلى مكافئاتها من المدخلات، أي كمية الطاقة الأولية اللازمة لإنتاج نفس الكمية من الطاقة إذا كانت من الوقود الأحفوري، وفي عام 2019، شكلت الطاقة النووية ما يزيد قليلاً عن 4% من الطاقة الأولية العالمية.
هذا يعتمد على حصة الطاقة النووية في مزيج الطاقة، ويمثل استهلاك الطاقة مجموع استهلاك الكهرباء والنقل والتدفئة.
حصة استهلاك الطاقة الأولية من الطاقة النووية، 1965 إلى 2024

بما أن إزالة الكربون من قطاعي النقل والتدفئة أصعب، لأنهما يعتمدان بشكل أكبر على النفط والغاز، فإن الطاقة النووية والمتجددة تميل إلى امتلاك حصة أعلى في مزيج الكهرباء مقارنةً بإجمالي مزيج الطاقة.
عالميًا، تنتج الطاقة النووية حوالي 10% من الكهرباء، ومع ذلك، تعتمد بعض الدول، مثل بلجيكا وفرنسا وأوكرانيا، عليها بشكل كبير، كما نلاحظ أن الاعتماد عليه زاد بشكل ملحوظ في 2024، مقارنةً بعام 1965.
حصة إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية، 1985 إلى 2024

سلامة الطاقة النووية
لطالما كانت الطاقة عنصرًا أساسيًا في التقدم البشري الذي شهدناه على مدى القرون القليلة الماضية، وكما تقول الأمم المتحدة بحق: "الطاقة محورية في مواجهة كل تحدي وفرصة رئيسية تقريبًا يواجهها العالم اليوم".
ولكن رغم فوائدها الجمة، إلا أنها لا تخلو من سلبياتها، إذ يمكن أن يؤثر إنتاج الطاقة سلبًا على صحة الإنسان والبيئة بثلاث طرق.
الأولى هي تلوث الهواء: إذ يموت ملايين الأشخاص قبل أوانهم كل عام نتيجة تلوث الهواء، ويعزى معظم هذه الوفيات إلى الوقود الأحفوري وحرق الكتلة الحيوية، مثل الخشب والروث والفحم النباتي.
الثانية هي الحوادث: ويشمل ذلك الحوادث التي تقع في عمليات التعدين واستخراج الوقود، مثل الفحم واليورانيوم والمعادن النادرة والنفط والغاز، بالإضافة إلى الحوادث التي تقع أثناء نقل المواد الخام والبنية التحتية، أو بناء محطات الطاقة، أو صيانتها.
الثالثة هي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري: فالوقود الأحفوري هو المصدر الرئيسي لغازات الاحتباس الحراري، وهي العامل الرئيسي وراء تغير المناخ، وفي عام 2020، كان 91% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية ناتجة عن الوقود الأحفوري والصناعة.
لا يوجد مصدر طاقة آمن تمامًا
لا يوجد مصدر طاقة آمن تمامًا، فجميعها لها آثار قصيرة المدى على صحة الإنسان، إما من خلال تلوث الهواء أو الحوادث، وجميعها لها آثار طويلة المدى من خلال مساهمتها في تغير المناخ.
ولكن، تختلف مساهمتها في كل منها اختلافًا كبيرًا، ويعد الوقود الأحفوري الأكثر تلويثًا وخطورة على المدى القصير، كما أنه ينبعث منه أكبر قدر من غازات الاحتباس الحراري لكل وحدة طاقة.
ولحسن الحظ، هذا يعني أنه لا توجد أي تنازلات هنا، فمصادر الطاقة منخفضة الكربون هي أيضًا الأكثر أمانًا، ومن منظور كل من صحة الإنسان وتغير المناخ، فإن التحول إلى الطاقة النووية أو الطاقة المتجددة أقل أهمية، والأهم هو التوقف عن الاعتماد على الوقود الأحفوري.
ما هي المصادر النظيفة والأمنة للطاقة؟

تشير البيانات إلى أن مصادر الطاقة الأحفوري، وخاصة الفحم، هي الأكثر خطورة وتلويثًا للبيئة، سواء من حيث الوفيات الناتجة عن الحوادث وتلوث الهواء أو من حيث انبعاثات غازات الدفيئة عبر دورة الحياة.
الفحم يتصدر القائمة بمعدل وفيات يصل إلى 24.6 حالة لكل تيراواط-ساعة وانبعاثات ضخمة تبلغ 970 طنًا من CO₂-e لكل جيجاواط-ساعة، يليه النفط والغاز بمستويات خطر وتلوث مرتفعة أيضًا.
كما تُظهر الأرقام أن الكتلة الحيوية Biomass والهيدرو قد تحمل مخاطر، خاصة عند حدوث كوارث نادرة لكنها قاتلة مثل انهيار سد بانكياو الذي تسبب في معدل وفيات بمقدار 4.6 وفاة.
في المقابل، تعد مصادر الطاقة النظيف، مثل الرياح والطاقة الشمسية والطاقة النووية الأكثر أمانًا والأقل إضرارًا بالمناخ، فالرياح والطاقة الشمسية تسجلان معدلات وفيات منخفضة جدًا (0.04 و0.03 حالة على التوالي)، كما تنتجان انبعاثات تتراوح بين 11 و24 طنًا فقط لكل جيجاواط-ساعة.
اقرأ أيضًا:
بين الحلم والحقيقة، لماذا لم تتحقق السيارات النووية حتى الآن؟
"بكين وواشنطن في سباق محتدم".. الطاقة النووية تدخل ساحة الذكاء الاصطناعي
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هُــــــــنا.
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
ضريبة بريطانية جديدة على المنازل الفاخرة، بين احتياجات الخزانة وتداعيات السوق العقاري
15 نوفمبر 2025 04:39 م
تطبيق “دعم المستثمرين”.. منصة حكومية بطموحات كبيرة وفرص صناعية تنتظر التفعيل
15 نوفمبر 2025 02:09 م
12 مليون وظيفة جديدة متوقع ظهورها من التحول الأخضر للحفاظ على البيئة
15 نوفمبر 2025 01:00 م
أكثر الكلمات انتشاراً