السبت، 15 نوفمبر 2025

07:09 م

ضريبة بريطانية جديدة على المنازل الفاخرة، بين احتياجات الخزانة وتداعيات السوق العقاري

السبت، 15 نوفمبر 2025 04:39 م

سوق العقارات البريطاني

سوق العقارات البريطاني

في خطوة تبدو أنها ستشعل نقاشًا واسعًا داخل سوق العقارات البريطاني، كشفت صحيفة التليجراف عن نية وزيرة المالية البريطانية ريتشل ريفز فرض ضريبة جديدة تستهدف المنازل مرتفعة القيمة، في إطار التحضير لميزانية 26 نوفمبر. 

سوق العقارات البريطاني

هذه التحركات تأتي في لحظة دقيقة تواجه فيها الحكومة ضغوطًا لتمويل التزاماتها المالية وسط ارتفاع تكاليف الاقتراض وتقلب التوقعات الاقتصادية.

سياسة مالية تبحث عن موارد سريعة

تحتاج الحكومة البريطانية، وفق تقديرات التليجراف، لجمع عشرات المليارات من الجنيهات الإسترلينية لتحقيق أهدافها المالية، ومع ارتفاع تكلفة الاقتراض الحكومي خلال الأسابيع الأخيرة، بدا البحث عن بديل لمصادر الإيرادات التقليدية أمرًا حتميًا.

وبعد التراجع عن خطة زيادة ضريبة الدخل نتيجة تحسن نسبي في التوقعات الاقتصادية تتجه ريفز نحو الثروة العقارية باعتبارها أقل تكلفة سياسيًا وأكثر قابلية للتحصيل.

هذا التوجه يعد جزءًا من استراتيجية مالية تحاول تحقيق التوازن بين تعزيز الإيرادات وعدم إثقال كاهل الطبقات المتوسطة، خصوصًا في ظل الضغوط الاقتصادية الحالية.

العقارات في بريطانيا

لماذا المنازل الفاخرة؟ ولماذا الآن؟

تظهر بيانات السوق البريطانية أن العقارات الفاخرة، خصوصًا في لندن وجنوب شرق البلاد، تمثل كتلة ضخمة من القيمة غير المستغلة ضريبيًا مقارنة بدول كبرى أخرى.

وبحسب التقرير، تستهدف الضريبة الجديدة مئات الآلاف من المنازل مرتفعة القيمة، وهي شريحة كبيرة بما يكفي لتوفير تدفقات مالية معتبرة، دون المساس بسوق الإسكان المتوسط أو ضرب القدرة الشرائية للفئات الأوسع من المواطنين.

وتراه الحكومة خيارًا سياسيًا أقل حساسية مقارنة بزيادة ضرائب الدخل أو المبيعات، خصوصًا أن المستفيدين من الارتفاعات التاريخية للأسعار في تلك المناطق هم في الغالب من أصحاب الثروات أو المستثمرين الدوليين.

إعادة تقييم ضخمة.. وتحول في فلسفة الضرائب العقارية

أحد أخطر ما جاء في التقرير هو نية الحكومة استخدام نظام ضريبة المجالس المحلية (Council Tax) لإعادة تقييم 2.4 مليون عقار من الفئات الأعلى قيمة خلال السنوات المقبلة.

هذه الخطوة تحمل في طياتها تغييرًا جذريًا في هيكل الضريبة العقارية البريطانية التي لم تحدث تقييماتها بشكل شامل منذ التسعينات، وجاءت التداعيات المحتملة كالتالي:

  • ارتفاع كبير في الفواتير الضريبية لأصحاب المنازل الفاخرة خاصة في لندن، حيث القيم العقارية الأعلى عالميًا.
  • تحول في قرارات الاستثمار العقاري وخصوصًا للمستثمرين الأجانب الذين اعتادوا التعامل مع بريطانيا كملاذ آمن للأصول العقارية.
  • إعادة توزيع ضريبي فعلي قد يساهم في تخفيف الضغط على المجالس المحلية التي تعاني من فجوات تمويلية مزمنة.
العقارات في بريطانيا

تأثيرات محتملة على السوق العقاري

رغم أن الضريبة الجديدة لا تزال في مرحلة التكهنات الرسمية، فإن مجرد انتشار الخبر قد يفتح الباب لسلسلة من التفاعلات داخل السوق، مما يؤدي إلى تباطؤ حركة البيع والشراء.

قد يتريث المشترون المحتملون، خصوصًا في المناطق الراقية مثل Kensington وChelsea وWestminster، في انتظار وضوح تفاصيل الضريبة.

ضغوط على الأسعار في أعلى شرائح السوق يؤدي عادةً ما تستجيب العقارات الفاخرة سريعًا لأي تغيرات ضريبية عبر:
    •    خفض الأسعار للتعويض،
    •    أو محاولة تمرير التكلفة على المستأجرين.

هروب بعض الاستثمارات الدولية

قد يرى المستثمرون العالميون، خصوصًا من الشرق الأوسط وآسيا أن تكلفة الاحتفاظ بعقار فاخر في لندن لم تعد جذابة كما كانت، خاصة في وجود حسابات سياسية دقيقة قبل الميزانية.

حتى الآن ترفض وزارة المالية التعليق، معتبرة الأمر تكهنات، لكن من الواضح أن الحكومة تختبر ردود الفعل قبل إعلان الميزانية بشكل نهائي.

ريتشيل ريفز تواجه لحظة حساسة، فهي بحاجة لإثبات قدرتها على ضبط المالية العامة دون إحداث صدمة اقتصادية أو سياسية.

العقارات في بريطانيا

الضريبة الجديدة علامة فارقة في السياسة الضريبية

الضريبة الجديدة، إذا طُبقت، ستكون علامة فارقة في السياسة الضريبية البريطانية، وقد تمهد لمرحلة تعيد فيها الحكومة النظر في الهيكل الضريبي بأكمله، مع ميل أكبر نحو فرض ضرائب على الثروة بدلًا من الدخل.

الضريبة المقترحة ليست مجرد إجراء تحصيل مالي، بل تعبير عن تحول في فلسفة إدارة الثروة العقارية في بريطانيا، وهي محاولة لجسر فجوة تمويلية متنامية دون المساس بالأغلبية.

لكن نجاحها يعتمد على التوازن بين الإيرادات المنتظرة، واستدامة جاذبية السوق العقاري البريطاني، واستيعاب الطبقات العليا للعبء المالي الجديد دون خطوات هروب جماعي قد تهز القطاع.

اقرأ أيضًا:

أسعار العقارات في بريطانيا تسجل أول زيادة سنوية منذ أغسطس بسبب قوة الطلب

"العالم يتعافى وبريطانيا تنكمش".. قبضة ركود تنهش الصناعة والعقارات

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هُــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هُــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search