وكالة الطاقة الدولية تحذر: الاستثمارات في الغاز والبترول تتفوق على الطاقة النظيفة

كشفت وكالة الطاقة الدولية (IEA) أن الطلب العالمي على النفط والغاز قد يستمر في الزيادة حتى عام 2050، أي التحول للطاقة النظيفة لا يسير بالسرعة التي كان مخططا لها، فتقرير الوكالة الدولية الجديد قلب الطاولة على كل التوقعات التي كانت تشير إلى أن الطلب سيصل للذروة قريبًا، ويوضح أن العالم بعيد للغاية عن تحقيق أهدافه المناخية.

 السياسة تلعب دورها، وترامب قلب الموازين

من الواضح أن التحول في لهجة الوكالة ليس صدفةً فبعد أن كانت في عهد بايدن متفائلة وتسلط الضوء على التحول الأخضر، فالآن نبرة التقرير عادت "واقعية" أكثر بعد ضغط سياسي من إدارة ترامب، حيث إن الوكالة ممولة من الدول الغربية، والولايات المتحدة تعد أكبر ممول لها، فمن الطبيعي أن تميل مواقفها هناك لصالح الشركات التي تضخ نفط وغاز أكثر، ودعا ترامب أيضًا الشركات الأمريكية لزيادة إنتاجها، ووصف وزير طاقته توقعات الوكالة القديمة عن ذروة الطلب بأنها ليست منطقية.

الطلب على النفط يتوقف على السياسات الحكومية

بحسب التقرير إذا ظلت السياسات الحالية  كما هي، فالطلب على النفط قد يصل 113 مليون برميل يوميًا في منتصف القرن، بزيادة حوالي 13% عن عام 2024، أي أن العالم لا يزال بعيدًا للغاية عن فكرة أن الطاقة النظيفة تسيطر، خاصةً أن التحول يحتاج تمويل ضخم وسياسات جريئة غير موجودة بالشكل الكافي حاليًا.

لكن في المقابل، تعتقد الوكالة أن الدول إذا نفذت بالفعل السياسات التي أعلنتها، سيقف الطلب عند ذروته خلال 2030، أي أن السيناريوهات ما زالت مفتوحة، والنتيجة تعتمد على إرادة الحكومات وليس على التكنولوجيا.

الغاز الطبيعي، نجم المرحلة المقبلة

يعكس التقرير أن القرارات الاستثمارية الجديدة في الغاز المسال عام 2025 كانت الأكبر في التاريخ، وهناك مشروعات ضخمة  ستبدأ تعمل حتى عام 2030 بطاقة تصدير تقارب 300 مليار متر مكعب سنويًا أي زيادة 50% عن الوضع الحالي.

يُتوقع أن ينمو سوق الغاز المسال نفسه من 560 مليار متر مكعب عام 2024 لـ 880 مليار عام 2035، ويصل لأكثر من تريليون متر مكعب عام 2050، مما يعني أن العالم مقبل على "طفرة غازية"، خاصةً مع زيادة الطلب على الكهرباء لتشغيل مراكز البيانات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي أصبحت تستهلك كميات طاقة كبيرة.

 الذكاء الاصطناعي يستهلك كهرباء أكثر من البترول

وأشار تقرير الوكالة إلى نقطة مدهشة، فالاستثمارات في مراكز البيانات عام 2025 قد تصل لـ580 مليار دولار، أي أكثر من حجم الإنفاق العالمي على إمدادات النفط الذي يُقدر بحوالي 540 مليار دولار، فلم يعد الذكاء الاصطناعي يغير شكل الصناعة فحسب، لكنه يزيد شهية العالم للطاقة بشكل رهيب، مما يفسر لماذا أصبح الغاز مطلوب أكثر كمصدر كهرباء سريع ومرن.

 الوكالة تحذر: السباق معقد بين أمن الطاقة والمناخ

وأكدت الوكالة بشكل صريح أن كل السيناريوهات تؤكد أن العالم سيتخطى عتبة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، حتى في أفضل الحالات، فالطريق الوحيد للعودة "صافي الانبعاثات الصفرية"، يتطلب تقنيات إزالة كربون متطورة وتعاون دولي ضخم، والحقيقة أن هذا ليس بعيدًا عن التنفيذ.

ببساطة، أصبحت الأهداف المناخية التي اتفق عليها العالم في باريس 2015 في خطر حقيقي، والعقود المقبلة ستشهد صراعا بين "أمن الطاقة" و"أمن المناخ".

 من المستفيد ومن الخاسر؟

تأتي شركات النفط والغاز على قائمة المستفيدين، فالدول المصدرة للغاز المسال مثل قطر وأستراليا وأمريكا، ومراكز البيانات التي تجذب استثمارات الطاقة، لكن مشاريع الطاقة النظيفة التي كانت من المتوقع أن تجلب عائدا سريعا على قائمة الخاسرين نظرًا لأن التمويل قد يتجه مرة أخرى للبترول والغاز، خاصةً في ظل الأسعار المغرية، وأيضًا يأتي المستهلكون ضمن قائمة الخاسرين، فقد يعانون من موجات تقلب في الأسعار، لأن المعروض من الممكن أن يرتفع لكن الطلب سيواجه ضغوطًا.

تضارب السياسات الدولية يهدد التحول الأخضر

تقرير وكالة الطاقة الدولية يدق ناقوس خطر، فالعالم يسير في طريق متناقض فمن جانب يسعى للتحول الأخضر، ومن جانب آخر يضخ استثمارات أكثر في الغاز والبترول، وإذا استمر هذا الاتجاه سيصبح الاقتصاد العالمي أسير الوقود الأحفوري لربع قرن أيضًا والمناخ سيخرج عن السيطرة. يتطلب التحول الحقيقي قرارا سياسيا جريئا، وتعاونا عالميا يوازن بين "الربح الآن" و"النجاة مستقبلًا".

اقرأ أيضًا:-

مفاجأة اقتصادية، «الطاقة الدولية» تتوقع انخفاض أسعار الغاز المسال

وكالة الطاقة تتوقع اتجاه النفط نحو فائض 4 ملايين برميل يوميا العام المقبل

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.