الأربعاء، 12 نوفمبر 2025

12:50 م

قراءة مستقبل العملات، كيف تتنبأ الشركات بتقلبات أسعار الصرف؟

الأربعاء، 12 نوفمبر 2025 09:00 ص

أسعار الصرف

أسعار الصرف

نفيسه محمود

أصبح توقع أسعار الصرف من الأمور الحيوية بالنسبة للمستثمرين والشركات وصناع القرار، حث يمكنهم من فهم اتجاهات الاقتصاد العالمي واتخاذ قرارات مالية دقيقة. 

ولتحقيق ذلك، تطورت أدوات ونماذج تحليلية متخصصة، مثل تعادل القوة الشرائية والقوة الاقتصادية النسبية والنماذج القياسية الاقتصادية، التي تساعد في رسم صورة واضحة لمستقبل العملات.

أهمية توقع أسعار الصرف

يساعد معرفة اتجاهات العملات الأفراد والمستثمرين والشركات على تحديد متي وأين سينفقون أموالهم، فعلى سبيل المثال، إذا كانت التوقعات أن الدولار سينخفض أمام الجنيه المصري، ستؤجل الشركات استيراد أي معدات ومواد حتى ينخفض الدولار وتحصل على أسعار أرخص بدلًا من الشراء والدولار مرتفع.

ويساعد الشركات على معرفة تكاليفها المتوقعة وأرباحها أو خسائرها المستقبلية، وبالتالي وضع خطة مبكرة لإدارة ميزانيتها بطريقة صحيحة، أما الحكومات والبنوك وصناع القرارات فيستخدموا هذه التوقعات على إدارة الاقتصاد، واختيار سياسات اقتصادية ومالية صحيحة، لتجنب خسائر تقلبات أسعار صرف العملات.

يستفيد المتداولون في سوق العملات أيضًا، فهم يجنون الأرباح من تقلبات العملات، فأساس عملهم هو شراء العملات بأسعار منخفضة ثم إعادة بيعها بأسعار مرتفعة، وإذا لم يستطع المتداول قراءة اتجاهات العملات بشكل صحيح سيتعرض لخسائر كبيرة.

أسعار الصرف

 كيف يستطيع الخبراء تحليل اتجاهات أسعار الصرف؟

يعتمد الخبراء على نوعين رئيسيين لتحليل اتجاهات أسعار الصرف، هما التحليل الأساسي والتحليل الفني، ويعتمد كل نوع على مصادر بيانات مختلفة ويحدد نتائجه في إطار فترات زمنية معينة.

فمثلًا أساس عمل التحليل الأساسي هو تحديد الحالة الاقتصادية للدولة لتحديد قوة عملتها، بمعنى، إذا كانت الحالة الاقتصادية للدولة قوية بالتأكيد سينعكس ذلك على قوة عملتها، أي أن التحليل الأساسي يعتمد على تحليل الأسباب التي تدفع العملة إلى الصعود.

يبدأ التحليل الأساسي بتحليل المؤشرات الاقتصادية للدولة وأداءها الاقتصادي وتشمل هذه المؤشرات قياس حجم إنتاج الدولة الإجمالي للسلع والخدمات، أي تحديد الناتج المحلي الإجمالي، ويعتبر هذا المؤشر بالغ الأهمية لأنه يوضح إذا كانت حالة اقتصاد الدولة صحية أم لا، وبالتالي يتم توقع حجم الاستثمارات الأجنبية التي ستدخل الدولة، وحجم الطلب على العملة المحلية، وفي النهاية توقع إذا كانت ستزيد قيمتها أم ستقل، وتحديد حجم التغير في قيمتها.

يوجد أيضًا مؤشر أسعار المستهلك CPI، وهو المسؤول على تحديد مقياس متوسط تغير أسعار السلع والخدمات في الدولة، وينتج عنه تحديد معدل التضخم، والذي يؤثر بشكل مباشر على قيمة العملة، فكلما زاد التضخم، كلما انخفض الطلب على العملة المحلية للبلد.

أسعار الفائدة أهم عامل يؤثر على سوق العملات

يعتمد التحليل أيضًا على أسعار الفائدة، وهو أهم عامل يؤثر على سوق العملات، فكلما ارتفعت أسعار الفائدة، كلما ارتفعت قيمة العملة، لأن ارتفاع أسعار الفائدة يزيد من رؤوس الأموال التي تدخل للبنوك للاستفادة من هذه الفوائد، وبالتالي يزداد الطلب على العملة المحلية مما يؤدي إلى انتعاشها.

يوجد أيضًا مؤشر تعادل القوة الشرائية PPP، وهو يعتمد على قياس قيمة العملة من خلال مقارنتها بأسعار السلع في دول مختلفة، ويعتبر هذا المؤشر أداة تحليلية قوية بسبب قدرتها على توقع اتجاهات طويلة المدى لأسعار الصرف وأشهر مثال لهذا لمؤشر، هو مؤشر “بيج ماك” والتي أطلقته مجلة “إيكونوميست”، وعلى الرغم من شهرته إلا أنه ليس دقيق بشكل الكافي.

ما هو مؤشر “بيج ماك” الذي أطلقته مجلة “إيكونوميست”؟

يعتمد هذا المؤشر على أن سندوتش “بيج ماك” الذي أطلقته ماكدونالدز، سلعة موجودة تقريبًا في كل دول العالم، وتستخدمه المجلة من خلال مقارنة سعره في كل دولة بسعره في أمريكا التي تعد بمثابة المعيار الرئيسي، ينتج عن هذه المقارنة تحديد سعر الصرف الحقيقي العادل بين العملتين، والذي اعتمد على الأسعار الفعلية للسلع في الدولتين، وليس على أسعار البنوك، وبعد المقارنة بين الأرقام يتم تحديد قوة العملات في السوق.

أسعار الصرف

كيف يتنبأ التحليل الفني تقلبات العملات؟

أما التحليل الفني فهو يعتمد على تحليل ودراسة تحركات الأسعار نفسها، بمعنى في التحليل الفني يتم الرجوع إلى تاريخ تحركات أسعار العملات، واستخدامها للتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية لأنها في الغالب تميل إلى تكرار نفس اتجاهاتها السابقة.

ويعتمد التحليل الفني على البيانات الاقتصادية والأخبار السياسية وحتى الكوارث الطبيعية، والمحلل هنا لا يحتاج إلى دراسة هذه الأدوات بشكل مفصل، بل يركز على تحديد تأثير هذه العوامل على حركة السعر، أي أنه يهتم بالأثر لا المؤثر.

الأكيد أن أسعار العملات لا تتحرك عشوائيًا، بل تسير في اتجاهات واضحة، ودور المحلل الفني هنا هو توقع هذه الاتجاهات، لذلك يستخدم الرسوم البيانية، والخطوط التوضيحية ويستخدم حسابات إحصائية تعتمد على أرقام سابقة للحصول على إشارات جديدة، تساعد على تخفيف تقلبات الصرف المتوقعة وتحديد الاتجاهات العامة.

اختصارًا، يوجد تخصص يعرف بتوقع تقلبات سعر العملات، وهو بالغ الأهمية للاقتصاد، ويعتمد على نوعين من التحليل، تحليل أساسي يعتمد على تحليل العوامل التي تؤثر على أسعار العملات، والتحليل الفني الذي يعتمد على ترجمة التحركات السابقة للتنبؤ بالتحركات الجديدة، ومن يستطع فهم هذه التحليلات، يكن خبيرًا في سوق الأسواق المالية وبالأخص سوق العملات، وتحتاج إليه الحكومات والشركات والبنوك والكثير من المؤسسات.

اقرأ أيضًا:

6 عوامل تحدد مصير الشركات بين النجاح والإفلاس وكلمة السر PESTEL

عندما تتحول البضائع إلى عبء، كيف تحمي المحارق سمعة الشركات

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search