-
الرقابة على الصادرات: 6 أشهر مهلة لتسجيل المسوقين العقاريين والسجن ينتظر المخالفين
-
تسهيلات في قطاع الاستثمار العقاري وجهود للقضاء على العشوائيات (تفاصيل)
-
شعبة المواد الغذائية: قرار منع استيراد السكر المكرر خطوة إيجابية لدعم الصناعة الوطنية
-
ارتفاع سعر جرام الذهب عيار 21 في مصر اليوم الثلاثاء، اعرف سعره الآن
ترامب يغري الأمريكيين بـ2000 دولار ويمولها من الخارج، وعود تصطدم بواقع صادم
الثلاثاء، 11 نوفمبر 2025 10:31 ص
ترامب يعد الأمريكيين بـ 2000 دولار من جيوب الأجانب
ميرنا البكري
ما يفعله دونالد ترامب، الآن في السياسة الاقتصادية الأمريكية مزيج من "اقتصاد الشعبوية" و"حسابات السياسة"، فهو يحاول خلق مظهر بأن الرسوم الجمركية، ليست مجرد أداة حمائية، بل مصدر دخل مباشر للمواطنين، والفكرة تبدو جذابة ظاهريًا بقوله سنفرض رسوم على الأجانب، وسنعيد لكم أموالكم نقدًا، لكن خلف هذه الصورة تفاصيل اقتصادية معقدة للغاية، قد تجعل الخطة تتحول من مكسب سياسي إلى عبء اقتصادي كبير.

خطة ترامب، أموال من الرسوم للمواطنين
وأعلن ترامب، عبر منصته تروث سوشِل أن الرسوم التي تفرضها إدارته على الواردات الأجنبية، ستولد عائدًا ماليًا يصل لـ2,000 دولار لكل فرد من أصحاب الدخل المتوسط والمنخفض، كما قال أن هذا نوع من توزيع الثروة المستمد من إيرادات الرسوم الجمركية التي يقوم بدفعها التجار الأجانب عند دخولهم للسوق الأمريكي، وبرغم بريق الفكرة، لكن الواقع الاقتصادي يعكس أن الإيرادات قد تكون أقل من التكلفة الحقيقية لتطبيق الخطة.
وزارة الخزانة، الهدف إعادة التوازن التجاري
وأوضح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسينت، أن هذه الرسوم لا تهدف إلى زيادة دخل الحكومة بشكل دائم، لكن تسعى لتحقيق إعادة التوازن التجاري، واسترجاع التصنيع والإنتاج داخل الولايات المتحدة، مع تقليل الاعتماد على الواردات.
وحينما تعود الصناعة لأمريكا، فستزداد فرص العمل، وأيضًا ترتفع الإيرادات الضريبية مع الوقت، لكن يعني هذا في المقابل، أن الإيرادات من الرسوم نفسها ستقل تدريجيًا، أي حتى إذا نجحت الخطة، فالأموال التي تأتي منها ليست دائمة.
من وعود نقدية إلى عجز مالي مرتقب
وأوضحت وزارة الخزانة، أن إجمالي إيرادات الرسوم الجمركية في أول 9 أشهر من العامت تصل إلى حوالي 195 مليار دولار، لكن إذا كان ترامب ينوي بالفعل توزيع 2,000 دولار لكل فرد من أصحاب الدخول الأقل من 100 ألف دولار، فقد تصل هذه التكلفة لـ300 مليار دولار على الأقل، وإذا شملت الخطة الأسر والأطفال، فقد يزيد هذا الرقم لـ500 مليار دولار.
وأيضًا أوضحت مؤسسة Tax Foundation، أنه بعد خصم التأثيرات الاقتصادية السلبية للرسوم مثل ارتفاع الأسعار وتراجع التجارة، فقد لا يتجاوز صافي الإيرادات الفعلية 90 مليار دولار، أي أن الأموال التي ستدخل أقل من الثلث الذي يخرج.
الرسوم تضرب المستهلك وليس الأجانب
ويتضح من الواقع الاقتصادي، أن من يتحمل تكلفة الرسوم "المستهلك الأمريكي" وليس المصدرين الأجانب، فوفقًا لبيانات Yale Budget Lab، وصل متوسط العبء الجمركي الفعلي على المستهلك لـ18%، وهذا أعلى مستوى منذ عام 1934م.
كما نقلت الشركات المستوردة هذه التكلفة على الأسعار النهائية، فالمواطن الأمريكي ينفق أكثر في كل جوانب الحياة من الإلكترونيات لقطع الغيار وحتى الطعام، أي بدلًا من أن تصبح هذه الرسوم "عائدًا" للمواطن، أصبحت عبءً إضافي عليه.
الجدل القانوني، من له سلطة فرض الرسوم؟
والملف الآن، أمام المحكمة العليا الأمريكية التي تُراجع ما إذا كان الرئيس لديه حقٌ دستوري بفرض هذه الرسوم بمفرده، أم لابد أن يعود للكونجرس، فيما يعتقد بعض القضاة، أن ترامب وسع سلطاته بشكل مبالغ فيه، وأن فرض الرسوم، من المفترض أن يكون قرارًا تشريعيًا وليس تنفيذي.
لكن رد الرئيس ترامب، كالعادة بمنشور ناري قائلًا به إن وقف التجارة مع دولة ما قانونيًا أكبر من فرض رسوم، كما أن مؤسسي الدستور، لم يكن هدفهم تقييد الرئيس عندما يحمي الأمن القومي، ومن الواضح أن الرئيس الأمريكي لا يرى أي حدود في هذا الملف، ويستخدمه كورقة سياسية واقتصادية في آن واحد.
الاقتصاد الأمريكي بين السياسة والواقع
ومن الجانب الاقتصادي، تبدو فكرة توزيع الأموال من إيرادات الرسوم، شعبوية أكثر من كونها واقعية، فيما خاطب الرئيس الناخبين الذي يشعرون أنهم تضرروا من العولمة، مقدمًا لهم وعدًا بسيطًا ومباشرًا: "سنأخذ من الأجانب ونعطيكم أنتم".
وتعكس بيانات الواقع المالي أن هذه الإيرادات غير كافية، كما أن الأثر الأكبر للرسوم يأتي في صورة ارتفاع أسعار وتراجع تنافسية، ما يؤدي إلى زيادة التضخم المحلي، وتباطؤ في التجارة الدولية، وتآكل القوة الشرائية للطبقة الوسطى، مع احتمالية تراجع الاستثمار في قطاعات تعتمد على الاستيراد.
أما سياسيًا، فدونالد ترامب، يلعب على ورقة "الكاريزما الاقتصادية" قبل الانتخابات، ويحاول أن يظهر كمدافع عن العمال والمصنعين الأمريكيين، حتى لو الأرقام ليست في صفه.
خطة تبدو غنية على الورق، لكنها فقيرة في الواقع
ويقدم ترامب، فقرة "العائد الجمركي" كأنها هدية اقتصادية للمواطن، لكنها في الحقيقة رهان سياسي قصير المدى، فالإيرادات أقل من التكلفة والتأثير التضخمي واضح، والمخاطر القانونية لازالت معلقة، ولو تم تنفيذ هذه الخطة بهذا الشكل، فقد تتحول من وعد بالثراء إلى فاتورة جديدة على المواطن الأمريكي، ومن الذي كان من المفترض أن يستفيد، سيكون أول المتضررين.
اقرأ أيضًا:-
الاقتصاد الأمريكي ينتظر الحكم، بين خسارة المليارات أو ترسيخ سلطة الرئيس
أزمات الرسوم الجمركية تُربك التحالف الصناعي مع واشنطن وتفتح جبهة توتر جديدة

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
فرص بـ1.3 تريليون دولار، كيف يعيد مؤتمر "كوب 30" تشكيل خريطة الاستثمارات العالمية؟
11 نوفمبر 2025 01:10 م
أزمة "نيكسبيريا" تكشف هشاشة سلاسل التوريد بين أوروبا والصين ( تفاصيل)
11 نوفمبر 2025 11:00 ص
أكثر من 140 ألف دولار، قائمة الوظائف الأعلى أجرًا في العالم بدون شهادة جامعية
10 نوفمبر 2025 04:00 م
أكثر الكلمات انتشاراً