الاقتصاد الأمريكي ينتظر الحكم، بين خسارة المليارات أو ترسيخ سلطة الرئيس

الخميس، 06 نوفمبر 2025 11:51 م

الاقتصاد الأمريكي ينتظر الحكم

ميرنا البكري

منذ أيام قليلة، اشتعلت الأسواق الأمريكية والعالمية بالتنبؤات، بعد أن بدأت المحكمة العليا الأمريكية، تنظر في قانونية الرسوم الجمركية الواسعة، التي فرضها الرئيس دونالد ترامب خلال ولايته، ولا يتعلق هذا الملف بالرسوم فقط، بل يمس جوهر السياسة التجارية الأمريكية نفسها ويثير تساؤل هام، هل أمريكا بالفعل كانت تستخدم القانون الصحيح، أم ترامب كان يتنقل في منطقة رمادية قانونيًا؟

المحكمة العليا تهز الطاولة

وخلال جلسات الاستماع، أبدا القضاة الكبار في المحكمة العليا، تحفظٌ واضحٌ على الأساس القانوني الذي اعتمد عليه ترامب، وهو قانون السلطات الاقتصادية الطارئة الدولية (IEEPA) لعام 1977م، فيما تكمن المشكلة في أن هذا القانون، لا يوجد به أي بند عن فرض رسوم جمركية، فتم إقراره لتنظيم التعامل التجاري وقت الأزمات القومية، ما جعل الخبراء مثل دامون بايك من شركة BDO، يؤكد على أن هذه الرسوم التي فُرضت بهذه الطريقة في خطر حقيقي، إذا قررت الحكومة إبطالها.

أمريكا خسرت القضية، ما الذي قد يحدث وقتها؟

وفي حالة أن المحكمة حكمت ضد الإدارة الأمريكية، ستحدث مشاكل ضد الغدارة سياسيًا واقتصاديًا، فقد تحاول الإدارة تعويض هذا باستخدام قوانين أخرى مثل القسم 232 من قانون توسيع التجارة لعام 1962، والمتعلق بالأمن القومي، أو القسم 122 من قانون التجارة لعام 1974، الذي يسمح بفرض رسوم مؤقتة بنسبة 15% لمدة 150 يومًا.

لكن في كل الأحوال، أي خطوة جديدة من هذا النوع، ستجعل الأسواق في حالة عدم يقين مستمرة، لأن القواعد نفسها تتغير طول الوقت، مما يبعث الخوف في نفوس المستثمرين والشركات التي تعتمد على استقرار القوانين.

وهناك مفارقة غريبة، فحتى لو أبطلت الحكومة الرسوم، فالغموض لا ينتهي، وكما قال ديفيد يونغ، عضو مجلس المؤتمرات الأمريكي، لايزال المديرون التنفيذيون في الشركات في حالة ترقب، لأنه لا أحد يعلم هل سيتم تعويض الشركات؟ أو هل ستتغير السياسة؟ أم سيجد مخرج قانوني جديد؟ ، بمعنى آخر، قد تهز هذه المعركة الثقة في السياسة التجارية الأمريكية، وتجعل كل شريك تجاري متردد قبل إبرام اتفاقًا جديدًا مع واشنطن.

التحدي الأكبر، 100 مليار دولار على المحك

المعقد في هذا الملف، أن أكثر من 100 مليار دولار تم تحصيلهم كرسوم خلال السنوات الماضية، وإذا تم إقرار أن هذه الرسوم غير قانونية، فمن يعيد الأموال وكيف؟ ، وحذرت القاضية إيمي كوني باريت، من أن عملية استرداد الأموال، قد تكون عشوائية للغاية، وليس على المستوى الإداري فقط، لكن أيضًا على الاقتصاد بأكمله.

تداعيات اقتصادية متشابكة

ومن الجانب الاقتصادي، إذا تم إلغاء الرسوم، فقد تهدأ الأسواق قليلًا على المدى القصير، لكن على المدى الأطول، تستمر حالة حالة عدم اليقين، وحذر أيضًا عضو الفيدرالي الأمريكي ستيفن ميران، بأن تصاعد الغموض التجاري قد يبطأ النمو الاقتصادي الأمريكي، حتى مع سياسة خفض الفائدة التي يستخدمها البنك المركزي كعلاج مؤقت.

متى تظهر النتيجة الحقيقية؟

ومن المتوقع أن يصدرالحكم النهائي مطلع 2026، ما يعني أن هناك عام مقبل من الشد والجذب في الأسواق، وفي نفس الوقت، قد يستغل ترامب هذه الفترة لإعادة رسم إستراتيجيته التجارية وليس كخسارة، لكن كفرصة لإعادة تفاوض جديدة مع شركاء أمريكا التجاريين، وهذا بحد ذاته يجعل العالم بأكمله متابع بحذر، لأن كل تغيير في النهج الأمريكي، له تأثير مباشر على التجارة العالمية وأسعار السلع وسلاسل التوريد.

فوضى قانونية واقتصادية بنهج سياسي

وإذا أبطلت المحكمة الرسوم، فقد يعود ترامب بهجوم مضاد سياسي واقتصادي، وإذا كسبت الإدارة الأمريكية القضية، سيمنحها ذلك شرعية أكبر لتوسيع استخدام القوانين الاقتصادية في السياسة التجارية، أي في الحالتين، لا تتجه الأسواق نحو استقرار سريع، بل لمرحلة جديدة من الغموض والمناورات بين القانون والسياسة والاقتصاد.

أمريكا تعتمد الحمائية رسميًا، الرسوم الجمركية سياسة ثابتة لتعزيز الصناعة المحلية

ترامب يحذر من كارثة اقتصادية، مصير التعريفات الجمركية في يد المحكمة العليا

Trade-offs on Trade Await the Supreme Court - Bloomberg — **قضاة المحكمة العليا**

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.