الثلاثاء، 04 نوفمبر 2025

03:54 م

أزمات الرسوم الجمركية تُربك التحالف الصناعي مع واشنطن وتفتح جبهة توتر جديدة

الثلاثاء، 04 نوفمبر 2025 11:00 ص

شعار "أمريكا أولاً"

شعار "أمريكا أولاً"

يمر النظام المالي العالمي بموجة من الاضطراب وعدم الاستقرار، وسط استمرار ترامب بتبني سياسته العبثية وتزايد القيود على حركة التجارة العالمية وزيادة الرسوم على السلع والخدمات، بسبب اندلاع الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، كما تتزايد تداعيات السياسة التجارية الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب، إذ باتت الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارته على السلع المستوردة تطال شرايين الصناعة في أوروبا وآسيا، وتحدث اضطرابًا في سلاسل التوريد العالمية، مما يعمق من تباطؤ نمو الاقتصادات الصناعية الكبرى.

ففي الوقت الذي تسعى فيه واشنطن لحماية صناعتها المحلية، جاءت النتائج عكسية في بعض القطاعات، حيث أظهرت مؤشرات مديري المشتريات استمرار انكماش نشاط التصنيع الأمريكي للشهر الثامن على التوالي، بفعل تراجع الطلبيات الجديدة وارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب الرسوم على الواردات.

اقرأ أيضًا:

«من صنع في الهند إلى أمريكا أولاً»، تحليل يكشف مخاطر السياسات الحمائية على الاقتصاد العالمي

ركود أوروبي وغياب بوادر التعافي

القارة الأوروبية لم تكن أوفر حظًا، فبيانات أكتوبر كشفت عن ركود واضح في قطاع التصنيع داخل منطقة اليورو، مع ثبات الطلبيات وتراجع التوظيف، وما زالت ألمانيا، القاطرة الصناعية لأوروبا، تعاني من ضعف الطلب الخارجي وتراجع الصادرات، بينما ظل الأداء الفرنسي والإيطالي دون الطموحات، ورغم ذلك، برزت إسبانيا كنقطة ضوء وحيدة في المشهد الأوروبي، حيث أظهرت مصانعها نموًا متسارعًا مقارنة بشهر سبتمبر، متجهة نحو التعافي، ومدعومة بانتعاش الطلب المحلي، غير أن المحللين يرون عكس ذلك، وأن هذا التحسن يبقى محدودًا ما لم يتراجع التوتر التجاري العالمي.

الرسوم الجمركية بين الصين وأمريكا

آسيا بين ضغوط الرسوم وتراجع الطلب الأمريكي

الارتدادات لم تتوقف عند حدود أوروبا، إذ امتدت آثارها إلى آسيا، فقد سجلت الصين تباطؤًا جديدًا في نشاطها الصناعي، بينما واصلت كوريا الجنوبية تراجعها نتيجة انخفاض الصادرات إلى السوق الأمريكية، كما يرى خبراء الاقتصاد أن اندفاع الصادرات الصينية في الأشهر السابقة “استباقًا للرسوم الجمركية الأمريكية” انتهى، ليترك خلفه تباطؤًا ملموسًا في الإنتاج والبناء.

وبحسب تقديرات “كابيتال إيكونوميكس”، فإن الاقتصاد الصيني فقد جزءًا من زخمه في أكتوبر، ولا يتوقع أن تمنح الاتفاقات التجارية الأخيرة مع واشنطن سوى دعم محدود، في ظل استمرار ما وصفه الخبراء بـ”الرياح المعاكسة العالمية”.

اقرأ أيضًا:

الصين تعلق الرسوم الجمركية المضادة على المنتجات الزراعية الأمريكية

انتعاش بريطاني مؤقت

في المقابل، بدأ الاقتصاد البريطاني يعود إلى الساحة، مسجلاً قطاع التصنيع البريطاني أفضل أداء له منذ عام، إلا أن هذا التحسن كان نتيجة ظرف استثنائي تمثل في عودة الإنتاج بشركة جاكوار لاند روفر بعد هجوم إلكتروني عطل خطوطها سابقًا، وليس مؤشرًا على تعافي هيكلي مستدام.

الرسوم الجمركية بين أوروبا وأمريكا

غموض المشهد التجاري العالمي

تكشف هذه المؤشرات المتزامنة أن الاقتصاد العالمي يعيش مرحلة من اللايقين الصناعي، حيث تتقاطع الرسوم الجمركية الأمريكية مع تباطؤ الطلب العالمي وارتباك سلاسل الإمداد، ويرى محللون في مؤسسة أوكسفورد إيكونوميكس أن النمو الحالي في بعض الأسواق يعتمد أساسًا على الطلب المحلي، بينما تواصل الطلبيات الخارجية تراجعها بفعل توتر العلاقات التجارية بين واشنطن وشركائها.

بينما ترفع الولايات المتحدة شعار “أمريكا أولاً”، يبدو أن كلفة هذه السياسات لا تقتصر على شركائها التجاريين، بل تمتد لتصيب الاقتصاد الأمريكي نفسه، في وقت تعيد فيه كبرى الاقتصادات الصناعية حساباتها تجاه الاعتماد على السوق الأمريكية، والنتيجة الواضحة، أن العالم الصناعي يدخل مرحلة تباطؤ جديدة، تقودها الحواجز التجارية بدلاً من الكوارث الطبيعية أو الأزمات المالية، والعالم بأجمع سيدفع الثمن.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search