320 مليار دولار، الذكاء الاصطناعي يعيد رسم اقتصاديات الشرق الأوسط
الإثنين، 10 نوفمبر 2025 02:30 م
الذكاء الاصطناعي
يشهد العالم اليوم ثورة غير مسبوقة في قطاع التكنولوجيا، يقودها الذكاء الاصطناعي، الذي لم يعد مجرد أداة تقنية، بل أصبح لاعبًا أساسيًا في إعادة تشكيل الاقتصاد العالمي وسوق العمل.
وتشير التقديرات الحديثة إلى أن مساهمة الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي قد تصل إلى 15.7 تريليون دولار بحلول عام 2030، وهو رقم يتجاوز إجمالي الناتج المحلي للصين والهند مجتمعين، وتأتي هذه القيمة من جانبين، زيادة الإنتاجية بما يعادل 6.6 تريليون دولار، والفوائد الاستهلاكية التي تقدر بـ 9.1 تريليون دولار، وفق تقرير شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز" PwC.

في منطقة الشرق الأوسط، يبدو أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة اقتصادية ضخمة، إذ يتوقع أن يسهم بما يقارب 320 مليار دولار بحلول عام 2030، أي حوالي 2% من إجمالي الفوائد العالمية للذكاء الاصطناعي، ويتوقع التقرير أن تسجل مساهمة الذكاء الاصطناعي في اقتصاديات دول المنطقة نموًا سنويًا يتراوح بين 20 و34%، وهو معدل يتفوق على معظم القطاعات التقليدية.
السعودية في صدارة المكاسب
تشير التقديرات إلى أن السعودية ستكون أكبر المستفيدين من هذه الموجة التكنولوجية، إذ من المتوقع أن يسهم الذكاء الاصطناعي بنحو 135.2 مليار دولار، أي ما يعادل 12.4% من الناتج المحلي الإجمالي.
ويأتي هذا النمو مدعومًا بالاستثمارات الضخمة في التقنيات المتقدمة وبتركيز الدولة على الابتكار وريادة الأعمال الرقمية، وفي الوقت نفسه، يُتوقع أن تحقق دول خليجية أخرى، منها البحرين وعمان وقطر والكويت، نحو 45.9 مليار دولار، أي ما يعادل 8.2% من الناتج المحلي الإجمالي.
أما مصر، فستصل مساهمة الذكاء الاصطناعي إلى نحو 42.7 مليار دولار، بنسبة 7.7% من الناتج المحلي الإجمالي، ويشير هذا إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة إنتاجية، بل محرك نمو اقتصادي محتمل، قادرة على إحداث تحولات جذرية في الأسواق من خلال ابتكار خدمات جديدة ونماذج أعمال غير مسبوقة.
كما يفتح المجال أمام شركات جديدة قد تصبح أسماء رائدة خلال العقد المقبل، وهو ما يضع المنطقة أمام فرصة ذهبية لتكون جزءًا محوريًا من التحول الرقمي العالمي.

الذكاء الاصطناعي وسوق العمل.. التحديات والفرص
مع كل هذه المكاسب الاقتصادية، يبقى تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل مسألة حيوية تشغل صناع السياسات والخبراء الاقتصاديين، وعليه فإن الذكاء الاصطناعي يولد وظائف جديدة تتعلق بمراكز البيانات، تطوير وصيانة الأنظمة الذكية، والروبوتات، وتحليل البيانات الضخمة.
ومع ذلك، فإن التقدم التكنولوجي يهدد بعض الوظائف التقليدية، خاصة تلك الروتينية التي يمكن للآلة أداؤها بكفاءة أعلى وسرعة أكبر، دون الحاجة إلى إجازات أو حوافز، هذا التحول قد يؤدي إلى ارتفاع البطالة الجزئية في بعض القطاعات، خصوصًا في الدول المتقدمة، فيما تمتلك الدول النامية فرصة أكبر للاستعداد، من خلال تطوير التعليم والتدريب وتأهيل القوى البشرية لمواجهة الهيكلية الجديدة لسوق العمل.
من هنا، يصبح التركيز على التعليم والتدريب المهني محوريًا، فالذكاء الاصطناعي لا يقتصر تأثيره على الوظائف الحالية، بل سيعيد تشكيلها، ويخلق وظائف جديدة لم تكن موجودة من قبل، وبالتالي، فإن المنطقة بحاجة إلى برامج تعليمية مرنة ومتطورة، تمكن القوى العاملة من اكتساب مهارات تقنية متقدمة، وتؤهلها للاندماج في سوق العمل الجديد الذي يفرضه الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضًا:
أمريكا تنهي عقود مليون عامل في 2025، والذكاء الاصطناعي المتهم الأول
كارثة لم تحدث منذ 20 عامًا.. الذكاء الاصطناعي يدمر مستقبل الأمريكيين
استثمارات ضخمة عالميًا، وتحديات محلية
عالميًا، تخطط شركات التكنولوجيا الكبرى في وادي السيليكون لإنفاق نحو 400 مليار دولار خلال العام الجاري على تطوير الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعكس حجم الاهتمام والرهان على هذه الثورة التكنولوجية.
وقد أدى الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي إلى تقليص الحاجة للعمالة في بعض المجالات، خاصة الوظائف التقنية العالية، إذ أظهرت شركات مثل "أمازون"، و"فورد"، و"وولمارت" توقعاتها لإلغاء وظائف محددة والاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إدارة العمليات اليومية.
وفي المقابل، فإن الوظائف المستقبلية ستكون مركزة على تطوير وصيانة أنظمة الذكاء الاصطناعي، والبرمجة، وإدارة البيانات الكبيرة، والتفاعل بين الإنسان والآلة، ويصبح من الضروري متابعة حدود قدرات الذكاء الاصطناعي المتغيرة، ومعرفة الوظائف الأكثر عرضة للتأثر، لضمان استغلال التكنولوجيا بصورة فعالة وتوجيه السياسات الاقتصادية وسوق العمل بما يتوافق مع التحولات العالمية.

الفرصة الشرق أوسطية.. الرهان على الابتكار والتعليم
يخلص تقرير PwC إلى أن الذكاء الاصطناعي يقدم فرصة غير مسبوقة للمنطقة لتصبح لاعبًا محوريًا في التحول التكنولوجي العالمي، شرط الاستثمار في الابتكار، وتعزيز القدرات التقنية والبشرية، وإعادة تصميم برامج التعليم والتدريب، فالفرصة متاحة لتعزيز النمو الاقتصادي وخلق وظائف جديدة، ولكنها تتطلب رؤية استراتيجية واضحة وجرأة على التغيير.
الذكاء الاصطناعي لم يعد خيارًا مستقبليًا، بل هو واقع حاضر، والتحدي الأساسي الذي تواجهه دول الشرق الأوسط ليس فقط الاستفادة من المكاسب الاقتصادية المباشرة، بل القدرة على تأهيل البشرية لمواكبة هذا التحول، وتحويله إلى أداة مستدامة للنمو والابتكار، قبل أن تتحول الثورة التكنولوجية إلى عامل ضغط اقتصادي واجتماعي.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
ثروة بلا وريث، 124 تريليون دولار مهددة بالضياع في عصر الميراث الرقمي
10 نوفمبر 2025 06:00 م
أكثر من 140 ألف دولار، قائمة الوظائف الأعلى أجرًا في العالم بدون شهادة جامعية
10 نوفمبر 2025 04:00 م
طفرة الذكاء الاصطناعي، هوس المستثمرين يواجه اختبار الواقع
10 نوفمبر 2025 12:00 م
أكثر الكلمات انتشاراً