ثورة الذكاء الاصطناعي، الاستثمار العالمي يتجه لتخطي 2 تريليون دولار بحلول 2026

الخميس، 30 أكتوبر 2025 06:58 م

الاستثمار العالمي في الذكاء الاصطناعي يتوقع أن يتخطى 2 تريليون دولار

ميرنا البكري

منذ سنوات قليلة كان الذكاء الاصطناعي فكرة خيالية تدور في أفلام الخيال العلمي، لكنه أصبح اليوم الواقع الجديد الذي يحرك الاقتصاد والشركات وحتى الحكومات، لكن خلف هذا النمو الهائل في الذكاء الاصطناعي هناك قصة أخرى أعمق “العطش المتزايد للطاقة” الذي قد يغير خريطة الاستثمار في العالم ويخلق صراعات وفرص جديدة في نفس الوقت.

فيحتاج الذكاء الاصطناعي كمية هائلة من الكهرباء لتشغيل مراكز البيانات الضخمة التي تعالج مليارات العمليات في الثانية، فقد يستهلك تدريب نموذج واحد قدر كبير من الطاقة تكفي لتشغيل آلاف المنازل لأسابيع، ومع التوسع الجنوني في استخدام الذكاء الاصطناعي، أصبح الطلب على الكهرباء ينمو بسرعة غير مسبوقة.

AI Investment Is Booming—What Happens When It Flags? | Chief Investment Officer — **الذكاء الاصطناعي**

إنفاق يتضاعف، واستثمارات تتخطى أرقام قياسية

وفقًا لتقرير “جارتنر”، سيقفز الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي بنسبة 50% في 2025، ليسجل 1.48 تريليون دولار، وهذا رقم ضخم للغاية مقارنة بأي قطاع آخر حاليًا، وبحلول 2026 يُتوقع أن يزيد مرة أخرى بنسبة 37% ويصل لـ 2.02 تريليون دولار، وإذا استمر الاقتصاد العالمي بنفس الوتيرة، فبحلول 2029 قد يتخطى الاستثمار في الذكاء الاصطناعي 3.3 تريليون دولار، Tتعتبر هذه الأرقام طفرة استثمارية تاريخية تعيد تعريف أولويات العالم الصناعي والمالي.

الشركات العالمية، سباق مفتوح على التوسع

كشفت جارتنر أنه من بين حوالي 250 شركة متعددة الجنسيات، حوالي 83% منها تنوي زيادة إنفاقها على الذكاء الاصطناعي في 2026 مقارنة بـ 2025، وحوالي 89% تسعى لزيادة إنفاقها تحديدًا على الذكاء الاصطناعي التوليدي، الذي يُعد المحرك الأساسي لهذه الطفرة مثل ChatGPT وClaude وGemini وغيرهم، أي العالم مقبل على سباق عالمي على “الدماغ الصناعية” الجديدة.

الجانب المظلم، الذكاء الاصطناعي يستهلك طاقة بكميات هائلة

بعد إصدار “تشات جي بي تي” في نوفمبر 2022، دخل الطلب على الطاقة مرحلة جديدة وبحسب بيانات أكسيوس زادت أسعار الكهرباء في أمريكا بنسبة 23% من وقت الإطلاق، ومنذ عام 2020 حتى اليوم ارتفعت الأسعار حوالي 40%، وهذا أعلى من معدل التضخم نفسه؛ نظرًا لأن الذكاء الاصطناعي يحتاج كهرباء أكثر من الذي يستطيع العالم أن يوفره.

يستهلك التدريب على النماذج الضخمة تيراواتات من الطاقة، وتعمل مراكز البيانات الجديدة 24 ساعة في اليوم، فأصبح هناك مفارقة غريبة، فالتكنولوجيا التي من المفترض أن تسهل الحياة أصبحت تضغط على شبكات الكهرباء وتزود الفواتير.

الطاقة النووية في سباق الذكاء الاصطناعي

أمام هذا الطلب الرهيب، يبحث الجميع عن حلول للطاقة، وظهرت الطاقة النووية كـ الخيار “الأكثر منطقية” وهي تعمل طوال الوقت على عكس الشمس والرياح المعتمدين على النفط، وتبلغ تكلفتها حوالي 71 دولار لكل ميجاواط/ساعة حسب “جولدمان ساكس”.

لكن المشكلة الكبرى أن بناء محطة نووية يستغرق أكثر من 10 سنوات، أي حتى إذا استطاعت أمريكا أن تبدأ الآن، فالنتيجة لن تظهر قبل 2035 تقريبًا، بل والأسوأ أنه لا يوجد أي مفاعلات نووية كبيرة تحت الإنشاء حاليًا في الولايات المتحدة، في حين أن الصين بمفردها تبني 29 مفاعل نووي جديد. مما يعني أن الصين قد تكسب معركة الطاقة المستقبلية، لأنها تستعد لتغذية مصانع الذكاء الاصطناعي بالكهرباء مبكرًا.

مستقبل التكنولوجيا مرهون بالقدرة على تأمين الطاقة

يقف العالم الآن على مفترق طرق، إما الموازنة بين نمو الذكاء الاصطناعي واستدامة الطاقة، أو العيش في أزمة كهرباء عالمية تهدد استمرار التطور التكنولوجي نفسه، والشركات التي تستطيع توفير حل فعال سواء من الطاقة النووية، أو تخزين الطاقة المتجددة، أو تحسين كفاءة مراكز البيانات، ستصبح من أكبر الشركات في العالم خلال 10 سنوات.

في النهاية، الذكاء الاصطناعي قوة ضخمة تحرك اقتصاد العالم بأكمله، لكن هذه القوة تحتاج كهرباء كافية لكي تعمل سواء من النووي أو الطاقة المتجددة أو تخزين ذكي للطاقة، والشركات والدول التي تستطيع توفير هذه الطاقة بكفاءة ستقود الثورة التكنولوجية والاقتصادية المقبلة.

بسبب الذكاء الاصطناعي، أضخم موجات تسريح تضرب عمالقة التكنولوجيا

منطقة صامتة تُدير العالم، أسرار مراكز البيانات في شمال فرجينيا

AI Data Centers: Powering the Future of Artificial Intelligence - Bloom Energy

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.