تهديد جديد يربك الشركات، فواتير مزيفة بالذكاء الاصطناعي

الأربعاء، 29 أكتوبر 2025 02:00 ص

الذكاء الاصطناعي

محمد السيد

تشهد الشركات العالمية موجة متزايدة من الفواتير المزيفة التي تُنشأ باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، ما جعل عمليات الاحتيال أكثر سهولة وإقناعًا من أي وقت مضى، وبدلاً من اللجوء إلى محترفي التزوير كما كان يحدث سابقًا، بات بإمكان أي شخص اليوم توليد وثيقة مالية واقعية خلال ثوانٍ بمجرد كتابة جملة نصية قصيرة مثل، “أنشئ فاتورة نفقات سفر واقعية لشركة تقنية”.

استخدام أدوات متاحة على الإنترنت

وتؤكد تقارير حديثة أن انتشار هذه الفواتير تسارع بشكل لافت منذ إطلاق شركة OpenAI نموذجها المطوّر لإنتاج الصور في مارس الماضي، وأوضحت الشركة في تصريحات لصحيفة فايننشال تايمز أنها تتخذ إجراءات حازمة عند اكتشاف أي استخدام مخالف لسياساتها، مشيرة إلى أن جميع الصور التي تُنتج عبر أنظمتها تتضمّن بيانات تعريفية رقمية تُظهر مصدرها من ChatGPT، ومع ذلك، فإن حذف هذه البيانات أو التلاعب بها أصبح ممكنًا باستخدام أدوات متاحة على الإنترنت، ما يزيد من صعوبة التتبع والكشف.

الفواتير المزيفة التي جرى تحليلها تبدو واقعية

وتوضح منصات إدارة النفقات أنّ بعض الفواتير المزيفة التي جرى تحليلها تبدو واقعية إلى درجة يصعب معها التفريق بينها وبين المستندات الأصلية، إذ تحتوي على تفاصيل دقيقة مثل تجاعيد الورق الطبيعية، وتوقيعات رقمية مطابقة للأصل، وتنسيقات بنود مالية معقدة، وتُظهر تقارير أن بعض الشركات في أوروبا خسرت خلال الأشهر الماضية مبالغ وصلت إلى 3 ملايين يورو نتيجة تمرير مثل هذه الفواتير المزيفة قبل اكتشافها.

تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي مضادة قادرة على تحليل الصور

وبدأت شركات كبرى مثل SAP وIBM وOracle في تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي مضادة قادرة على تحليل الصور وقراءة البيانات الوصفية المرتبطة بها لكشف أي علامات تلاعب، وتشير دراسة حديثة أجرتها SAP في يوليو الماضي إلى أن 70% من المديرين الماليين يعتقدون أن موظفين في شركاتهم حاولوا بالفعل تقديم فواتير مزيفة باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، بينما أقرّ 10% منهم بحدوث حالات مؤكدة داخل مؤسساتهم، ويرى خبراء مكافحة الاحتيال أن التحدي الأكبر في السنوات المقبلة لن يكون منع التزوير فحسب، بل تطوير أدوات قادرة على تمييز “الزيف الذكي” الناتج عن خوارزميات لا تُخطئ في التفاصيل.