ثورة في عالم البيانات، الذكاء الاصطناعي AI وبروتوكولات السياق يقودان اقتصاد المستقبل

الجمعة، 31 أكتوبر 2025 10:57 ص

الذكاء الاصطناعي يكشف كنز البيانات

تمثل نماذج بروتوكولات السياق Model Context Protocols اليوم مفهومًا جديدًا يمكن أن يعيد رسم خريطة اقتصاد البيانات، خصوصًا في قطاعات التجزئة والسلع الاستهلاكية التي لطالما جلست على جبال من البيانات دون أن تعرف كيف تستفيد منها.

في أغلب الشركات، تبقى البيانات مخزنة أو تستخدم بشكل سطحي عبر لوحات تحكم أو ملفات أو واجهات برمجة تطبيقات ما يعني أن القيمة الحقيقية تبقى غير مستغلة، والسبب ليس في ضعف البيانات ذاتها، بل في غياب السياق الذي يمنحها المعنى والقدرة على التأثير في القرار.

من البيانات الخام إلى الإجابة السياقية

تغير بروتوكولات السياق (MCPs) هذه المعادلة، فهي تمكن أنظمة الذكاء الاصطناعي من الاستدلال عبر السياق، حيث يتم تنسيق الأدوات، والأدوار، والمصادر، والذاكرة ضمن تدفق منطقي موجه نحو القرار.

بدلاً من بيع البيانات كما هي، يمكن للشركات أن تبيع الإجابات جاهزة، ومفسرة، وفي اللحظة التي يحتاجها المستخدم.

هذه المقاربة لا ترفع فقط قيمة البيانات، بل توسع جمهورها، فبدلاً من أن تبقى محصورة في مكاتب التحليل بالمقر الرئيسي، يمكن الآن أن تصل إلى مديري الفروع، والمسوقين، والمخططين، وحتى الأنظمة الذكية التي تتخذ قرارات لحظية.

اقتصاد البيانات في الوقت المناسب

التحول الحقيقي هنا هو في نموذج تحقيق الدخل، فبدلاً من بيع الوصول إلى البيانات، يمكن أن يتم تحقيق الدخل عند لحظة الاستخدام، عندما تدعم البيانات قرارًا فعليًا أو توصية آنية، إنها مقاربة الدفع عند القرار، أو ما يمكن تسميته monetization just-in-time.

كما أن MCPs تسمح بدمج أفضل الممارسات مباشرة ضمن المنظومة، فالشركات لا تبيع بيانات فقط، بل تبيع أيضًا المنطق والمعرفة المرتبطة بكيفية تفسيرها واستخدامها بالشكل الصحيح، وهذا يجعل القيمة المضافة أكثر استدامة ويخلق ثقة أكبر لدى المستخدمين.

**استثمار الذكاء الاصطناعي في البيانات**

سوابق تاريخية لكن مع قفزة نوعية

نموذج درجات الائتمان (Credit Scores) يقدم مثالاً معروفًا، عن طريق بيانات معقدة تحولت إلى رقم واحد يستخدم لاتخاذ قرارات مالية كبرى.

لكن هذه النماذج البسيطة، رغم فعاليتها، تسقط الكثير من التفاصيل والسياقات الغنية.

أما بروتوكولات MCP، فتتيح الحفاظ على ثراء البيانات الأصلية مع تقديم رؤى متغيرة حسب الموقف والسياق، ما يفتح الباب أمام فئات جديدة من البيانات يمكن تفعيلها اقتصاديًا دون الحاجة إلى تبسيطها أو تجريدها.

منطقة صامتة تُدير العالم، أسرار مراكز البيانات في شمال فرجينيا

ميتا تشعل سباق الذكاء الاصطناعي، مركز بيانات عملاق بطاقة مدينة كاملة

التحديات أمام التوسع

بالطبع، هناك عوائق لا يمكن تجاهلها:

الأمن: ضمان أن البيانات تستدعى وتستخدم فقط من قبل جهات مختصة.
الحوكمة: الحاجة إلى بوابات أو شبكات مركزية لإدارة الأذونات والطلبات.
التوحيد والأدوات: ضرورة وجود معايير وأطر موحدة لتسهيل النشر والاستخدام الآمن.
الأداء والموثوقية: حماية الأنظمة من الأعطال والتلاعب في المخرجات مثل الهجمات النصية داخل المستندات.
وضوح نموذج الأعمال: ما زال من غير الواضح كيف ستسعر هذه الخدمات.. هل على أساس كل استدعاء؟ أم وفق الاستخدام الديناميكي كما بدأت بعض المنصات مثل Stripe في تطبيقه؟

فرصة اقتصادية تستحق المغامرة

رغم هذه التحديات، يرى المحللون أن الفرصة الاقتصادية هائلة، فبدلاً من بناء منتجات بيانات جديدة بالكامل، يمكن للشركات تفعيل أصولها تدريجيًا، وجني العائد فقط عند استخدامها.

بهذا المعنى، تمثل MCPs جسرًا بين اقتصاد البيانات الخام واقتصاد القرارات الذكية، حيث القيمة تخلق في لحظة اتخاذ القرار، لا في لحظة البيع.

العصر القادم في اقتصاد البيانات لن يقوم على بيع المعلومات، بل على بيع القرارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي والسياق.

ومن ينجح أولاً في بناء البنية التحتية، والأمان، ونماذج التسعير لهذا العالم الجديد، سيكون من يضع قواعد اللعبة في اقتصاد البيانات الذكي.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.