الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025

03:02 م

الذكاء الاصطناعي يغزو المطبخ، تحول اقتصادي يعيد تعريف دور أخصائي التغذية في 2026

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 12:00 م

الذكاء الاصطناعي التقليدي في الطبخ

الذكاء الاصطناعي التقليدي في الطبخ

ميرنا البكري

لم تعد أدوات الذكاء الاصطناعي تقتصر على العمل والبنوك والمصانع فقط، ففي الفترة الأخيرة دخل الـ AI  المطبخ نفسه، من تخطيط الوجبات، لاختيار الوصفات، وحساب السعرات، حتى اقتراح بدائل للأطعمة حسب ما هو متاح في الثلاجة، وهذا لم يعد تريند لطيف بل تحول اقتصادي حقيقي في سوق الطعام والمطاعم والتغذية.

بحسب الإحصائيات فحوالي 36% من الأفراد عالميًا أصبحوا بالفعل يستخدمون الذكاء الاصطناعي في إعداد وجباتهم، و57% لديهم الرغبة في تعلم أدواته، مما يعني  تغيير في سلوك المستهلك بحسب Nielsen IQ.

What happens when you let artificial intelligence decide what's for dinner  | CBC Radio
 36% من الأفراد عالميًا  يستخدمون الذكاء الاصطناعي في إعداد وجباتهم

لماذا لقى الـ AI مكانه في المطبخ سريعًا؟

يسعى المستهلك في الفترة الأخيرة للبحث عن كل ما يوفر وقته وجهده، ولذلك تمكن الذكاء الاصطناعي من النفاذ إلى نقطة ضعف أساسية لدى الأفراد "ماذا آكل؟"، بالإضافة إلى طريقة حساب السعرات وإعداد وجبات صحية، وهنا يلعب الـى AI دوره في إعداد خطة وجبات أسبوعية في وقت قصير، وأيضًا إعداد قائمة تسوق جاهزة، بالإضافة إلى اقتراح وصفات وفقًا لما هو متاح من المكونات، بالإضافة إلى تقديم بدائل فورية لأي مكون ناقص، مما يعني اختصار للوقت والمجهود والتكلفة الذهنية، وهذا ما يبحث عنه المستهلك في الوقت الحالي.

وأيضًا دخل الـ AI قطاع المطاعم ، وأصبح يحلل تفضيلات المستهلكين بالإضافة إلى اقتراح تطوير وصفات وتقليل الهدر، وأيضًا توقع الطلب.

 فرصة ذهبية للعلامات التجارية الغذائية في عصر الذكاء الاصطناعي

يشهد سوق الأغذية والمنتجات الغذائية تحول جذري، والعلامات التجارية التي لا تدرك هذا التغيير ستتخلف عن الركب، خاصةً مع مع رغبة 57% من المستهلكين في تعلم واستخدام الذكاء الاصطناعي، فأصبحت نقاط التقاء التكنولوجيا والتغذية كتطبيقات التخطيط الغذائي، وأجهزة المطبخ الذكية، والمنتجات "الصحية والمحسوبة والجاهزة"، تمثل فرصًا استثمارية مباشرة، فإن العلامات التجارية التي تنجح في ربط منتجاتها بتجربة الذكاء الاصطناعي لتسهيل عملية الاختيار والتحضير على المستهلك هي وحدها التي ستكسب ثقة وولاء الجيل الجديد من المستهلكين.

What's Home Automation, and How Does it Work?
الأجهزة الذكية في المطبخ

 هل يحل الـ AI محل دكتور التغذية؟

الإجابة المنطقية لا، لكنه يغير دوره جوهريًا، فرغم أن الذكاء الاصطناعي ليس لديه القدرة على فهم التاريخ المرضي للمستهلك، وعاداته الشخصية، وأبعاده النفسية والاجتماعية المعقدة تجاه الطعام، إلا أنه يمتلك قوة كافية لتقليل اعتماد الأفراد على الاستشارة المتكررة، ليصبح دوره في التخطيط الأساسي فعالاًK وهذا التغيير يعني اقتصاديًا أن دور أخصائي التغذية سيتحول من الدور "الأساسي" إلى دور "تصحيحي" يركز على الحالات المعقدة وتقديم الخبرة البشرية غير القابلة للأتمتة.

 تحليل مستقبل أخصائي التغذية في 2026

مع استمرار انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي في المطبخ، وبناءً على الإحصائيات السابقة، فمن المتوقع أن يتراجع الطلب على الاستشارات الغذائية العامة في 2026.

أي أن الاتجاه المتوقع تراجع الطلب على خدمات الاستشارات الغذائية العامة التقليدية، لكن هناك فئة ستصمد وتزدهر "أخصائي التغذية العلاجية"؛ نظرًا لأن دوره يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالأمراض المزمنة والمعقدة كرعاية مرضى السكري، والفشل الكلوي، وأمراض القلب، أو حالات الأورام، فتتطلب هذه الحالات تدخل غذائي دقيق ومخصص لا يمكن أن تقدمه خوارزميات الذكاء الاصطناعي بمفردها، بالإضافة إلى الحالات المعقدة التي تحتاج إلى تقييم بشري وتتطلب مهارات تحليلية ومتابعة سريرية متخصصة.

أما بالنسبة لمن لا يطور مهاراته ليتمكن من العمل مع أدوات الذكاء الاصطناعي وليس ضدها سيكون أكثر عرضة للتهميش وقد يجد نفسه خارج المنافسة في سوق العمل بشكل دائمK يكمن التفوق هنا  في احتضان التكنولوجيا واستخدامها كأداة قوية لدعم الرعاية العلاجية والتركيز على الجوانب البشرية  التي لا يستطيع الـ AI القيام بها.

اقرأ أيضًا:-

الذكاء الاصطناعي يغزو قطاع المطاعم، 36% من الأفراد يستخدمونه في إعداد وجباتهم

16+ Courses on Nutrition for Aspiring Nutritionists
مستقبل أخصائي التغذية في 2026

إعادة تعريف دور الإنسان البشري في المطبخ

 بحلول عام 2026، سيتحول المطبخ إلى نظام ذكي يرتكز على التكنولوجيا، فيُـوقع  أن يصبح مجهز بشاشات تفاعلية، وتطبيقات متقدمة، وكمية من البيانات تتجاوز الوصفات المكتوبةK فلن يقوم الذكاء الاصطناعي بالطهي بدلًا من الإنسان ولكنه سيتحول إلى شريك فعال في عملية اتخاذ القرار، بحيث يختار مع الفرد أنسب الخطوات على حسب بيانات التغذية المتاحة، وهذا لتكامل سيوفر وقت ومجهود، ويحول الطبخ من أمر روتيني ومتكرر إلى تجربة شخصية فريدة.

الشراكة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي في المطبخ

لقد تجاوز ما يحدث الآن مجرد كونه تريند عابر، بل يعتبر تحول حقيقي في طريقة الأفراد في تناولهم للطعام، فالذكاء الاصطناعي دخل المطبخ لأنه يلبي أهم طلب عند المستهلك في 2026 (أقل مجهود، أقل وقت، ونتيجة مضمونة)

لكن في النهاية، لا يحل الـ AI محل الإنسان، بل المطبخ الذكي يحتاج عقل بشري يشرف ويقرر، والتكنولوجيا تتحول إلى أداة تكميلية، اما أخصائي التغذية الذي يستمر ويزدهر في هذا العصر المتغير فهو ليس من يكتفي بتكرار النصائح العامة لكن من يقدم خبرة حقيقية وعلاج وفهم عميق للحالات المعقدةK لا يقبل عام 2026 كصراع بين الإنسان والآلة، لكنه يأتي بشراكة ذكية، ومن يتأقلم ويستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لصالحه، ويركز على التغذية العلاجية بما يضمن تقديم حلول مخصصة تفوق قدرات الخوارزميات، فلا يمكن للـ AI بأن يحل محله نهائيًا.

اقرأ أيضًا:-

«الشيف الخفي»، مطبخ عصري بنكهة الذكاء الاصطناعي يؤثر على مستقبل شيف المطاعم

Artificial intelligence (AI) and its application in nutriti

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا.

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search