ثروة بلا وريث، 124 تريليون دولار مهددة بالضياع في عصر الميراث الرقمي
الإثنين، 10 نوفمبر 2025 06:00 م
ثروة
نفيسه محمود
يشهد العالم اليوم أكبر عملية نقل للثروات في تاريخه، حيث تُشير التقديرات إلى أن ما بين 80 و124 تريليون دولار ستنتقل من جيل "طفرة المواليد" (مواليد 1946–1964) إلى الأجيال الأصغر خلال الـ20 سنة المقبلة، ومع هذه العملية الضخمة، تبرز مشكلة كبرى تهدد بتبخر جزء كبير من هذه الأصول، فيما يُعرف بـ "الثقب الأسود الرقمي". هذا الثقب يبتلع مليارات الدولارات من الأصول الرقمية التي تُفقد للأبد نتيجة أخطاء بشرية أو تعقيدات تقنية.
ثروة البيتكوين المفقودة: 3.7 مليون عملة ضاعت بسبب النسيان
تتركز أزمة الضياع بشكل كبير في الأصول المشفرة؛ ففي عالم العملات الرقمية، تُظهر التقديرات أن ما بين 11% و18% من إجمالي عملة البيتكوين الموجودة في السوق قد ضاعت وتبخرت نهائياً، وهي ثروة تُقدر بمليارات الدولارات.
يعود السبب الرئيسي لهذا الفقد إلى أخطاء بشرية بسيطة مثل نسيان كلمات المرور والمفاتيح الخاصة، حاليًا، يُقدر عدد عملات البيتكوين المفقودة بشكل نهائي بنحو 3.7 مليون بيتكوين، ولا تقتصر الأزمة على النسيان؛ فقد سجلت منصات الثروة الرقمية ارتفاعاً في حوادث الاختراق، أبرزها سرقة 300 مليون دولار من منصة DMM Bitcoin.
تعقيد الأصول وتزايد العزوبية يفاقمان أزمة الميراث
لا يقتصر خطر ضياع الثروات على النظام المالي الرقمي وحده، بل يمتد إلى النظام المالي التقليدي؛ حيث تُفقد سنوياً مليارات الدولارات بسبب بوالص التأمين المهجورة، وحسابات التقاعد غير المستخدمة، وأرصدة الأسهم التي يجهل أصحابها أو ورثتهم بوجودها، وتكمن المشكلة الأعمق في غياب التوافق بين آليات تخزين الأصول الرقمية وأنظمة الثروات التقليدية، فالنظام المالي الحالي لا يعتمد على تبليغ الورثة بالأصول ومواقعها.
بالإضافة إلى التعقيد المالي، يساهم التركيبة السكانية في الأزمة؛ فارتفاع أعداد كبار السن الذين لا يملكون أبناء يزيد من احتمالية ضياع الثروة، ففي الولايات المتحدة، مثلاً، لا يمتلك سُدس الأمريكيين ممن تجاوزوا 55 عامًا أبناء، بينما في ألمانيا، تجاوزت خُمس النساء الأربعينات دون إنجاب، هذا الواقع يُنشئ "ثروات معلقة" لا يعلم أحد من سيرثها أو يعرف بحجمها.

شبكة الأعمال المعقدة: المستثمرون بلا خطة توريث
يزداد الأمر تعقيدًا في مجال الأعمال؛ حيث يمتلك العديد من المستثمرين أصولًا متعددة ومتنوعة (أسهم، عقارات، حسابات بنكية، عملات رقمية) وموزعة في دول مختلفة، وغالبًا ما يفتقر هؤلاء المستثمرون إلى خطة واضحة ومُحكمة توضح حجم أصولهم وكيفية تسليمها للورثة، وبالتالي، يجد الورثة أنفسهم أمام شبكة معقدة من الأصول المجهولة الموقع، مما يحول دون المطالبة بها، لتُفقد الثروة بشكل نهائي.
أمريكا تبحث عن "المنقذ" في الثروات المنقولة لمواجهة الدين الضخم
في المقابل، تولي الدول والحكومات اهتماماً كبيراً لعملية انتقال الثروات هذه، حيث يرى بنك UBS أن الحكومات تراقبها كفرصة محتملة لتخفيف ديونها والهروب من العجز المالي. وذلك عبر فرض المزيد من الضرائب ووضع سياسات نقدية جديدة تستفيد من هذه الثروات.
تُعدّ الولايات المتحدة الأمريكية مثالاً بارزاً؛ فمع وصول ديونها إلى حوالي 38 تريليون دولار، تواجه أزمة إنفاق مستمرة، وفي ظل هذا الدين الضخم، تبرز ثلاثة سيناريوهات لإنقاذ أمريكا:
ـ توقف المستثمرين عن شراء سندات الخزانة الأمريكية.
ـ لجوء البنك المركزي لطباعة النقود، مما يسبب خفضاً لقيمة الدولار وارتفاعاً للتضخم.
ـ استغلال انتقال الثروات بفرض الضرائب عليها، أو اللجوء لحلول غير تقليدية مثل فكرة "البطاقة الذهبية" التي طرحها الرئيس السابق دونالد ترامب.

9 تريليونات دولار في أيدي النساء تعيد تشكيل الأسواق
بالعودة إلى عملية انتقال الثروات، فإن الأجيال الأصغر (X، Y، Z) سترث حوالي 107 تريليونات دولار من المبلغ الإجمالي. ويُتوقع أن يُعيد هذا التحول تشكيل مشهد القوة المالية ويؤثر على اتجاهات الاستثمار وأنماط الاستهلاك العالمي، ومن أبرز التوقعات التي أشار إليها بنك UBS، أن هذا التوزيع قد يمنح الحكومات تحكماً أكبر في الثروات، مما قد يقلل من الأموال المخصصة للقطاع الخاص بسبب "الحرب" المتوقعة بين الحكومات والأفراد على هذه الأصول.
في دراسة لموقع جيه بي مورجان (JPMorgan)، تبرز النساء كقوة استثمارية قادمة، حيث ستستحوذ النساء على ما يقرب من 9 تريليونات دولار من خلال الميراث خلال السنوات المقبلة. ونظراً لأن غالبية هؤلاء النساء هن في الأصل من ميسوري الحال ولا يعتمدن على الميراث لتأمين مستقبلهن، يُتوقع أن يكون مصير هذه التريليونات هو الاستثمار بدلاً من الإنفاق الاستهلاكي. هذا الدخول القوي للنساء بثروات ضخمة إلى قطاع الأعمال سيغير من طبيعة الأسواق ويُساهم في استقرار الاستثمار العالمي على المدى الطويل.

اقرأ أيضًا:
توجه جديد.. لماذا يشتري الأثرياء الأندية؟ أسرار استثمار المليارديرات في الرياضة
التوقعات الاقتصادية علم أم حظ، وكيف يمكن للمستثمر الوثوق بالأرقام؟
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
أكثر من 140 ألف دولار، قائمة الوظائف الأعلى أجرًا في العالم بدون شهادة جامعية
10 نوفمبر 2025 04:00 م
320 مليار دولار، الذكاء الاصطناعي يعيد رسم اقتصاديات الشرق الأوسط
10 نوفمبر 2025 02:30 م
طفرة الذكاء الاصطناعي، هوس المستثمرين يواجه اختبار الواقع
10 نوفمبر 2025 12:00 م
أكثر الكلمات انتشاراً