الصين تعلق تصدير الجاليوم والمعادن الاستراتيجية، مناورة في مواجهة التوتر التجاري
الأحد، 09 نوفمبر 2025 01:30 م
الصين والمعادن النادرة
ميرنا البكري
في خطوة لفتت أنظار كل المراقبين الاقتصاديين، أعلنت الصين أنها علقت الحظر على صادرات المعادن الاستراتيجية التي كانت سببًا في أزمة عالمية كالجاليوم والجرمانيوم والأنتيمون إلى أمريكا، والمواد فائقة الصلابة التي تدخل في صناعات حساسة مثل الرقائق والبطاريات والطاقة المتجددة، وذلك وفقًا لوزارة التجارة الصينية.
يعتبر هذا القرار جزء من صفقة تهدئة مؤقتة بين بكين وواشنطن، بعد شهور من شد وجذب اقتصادي كاد أن يصل إلى حرب تجارية جديدة.
اتفاق "الهدنة التجارية" بين شي وترامب
بدأ هذا الموضوع بعد لقاء الرئيسين شي جين بينج ودونالد ترامب، الذين اتفقوا به على مجموعة خطوات لخفض التوتر التجاري وهي تقليل الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة عام، وتعليق بعض القيود المفروضة على الصادرات الحساسة، بالإضافة إلى فتح باب المراجعة المشتركة لبعض الملفات مثل سلاسل الإمداد التكنولوجية والمعادن النادرة.
يعكس هذا الاتفاق رغبة الطرفين في تقليل الضغط الاقتصادي، خاصةً مع تباطؤ الاقتصاد الصيني من جانب، والضغوط الداخلية على إدارة ترامب من جانب آخر.
الصين تعلق الحظر لفترة مؤقتة
يبدو هذا القرار في ظاهره أنه تساهلًا من جانب بكين، لكن في الحقيقة الصين تلعبها بذكاء استراتيجي، فلم تلغي الحظر نهائيًا إنما علقته مؤقتًا حتى نوفمبر 2026، واحتفظت بحقها في إعادة فرضه وقت ما تشاء.
كما أطلقت الصين حملة جديدة في مايو 2025 لمكافحة تهريب المعادن الاستراتيجية، بعد اكتشافها لبعض الكيانات الأجنبية التي تتحايل على القيود عن طريق شركات محلية مما يؤكد أن بكين لا تنوي أن تفقد السيطرة على الموارد التي تعتبرها "أصل سيادي" كالنفط في الماضي.
المعادن الاستراتيجية، سلاح الصين الجديد
تُعد المعادن الاستراتيجية قلب الصناعة الحديثة، فيتم استخدام الجاليوم والجرمانيوم في الرقائق وأجهزة الاتصالات، ويدخل الأنتيمون والتنجستن في صناعات الدفاع والطاقة المتجددة، كما يُعد الجرافيت أساسيًا في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية.
أي الصين التي تتحكم في أكثر من 80% من الإمدادات العالمية من هذه المعادن، أي أنها تسيطر على مفتاح مهم للغاية في الصراع التكنولوجي والاقتصادي العالمي.
الصين تتخذ القرار في وقت حساس للغاية
بعد شهور من ضغوط غربية على بكين بسبب سياساتها الصناعية، ومع تصاعد احتياجات السوق الأمريكي لمواد التصنيع التكنولوجي بعد موجة الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، وأيضًا في وقت تحاول به الصين تحسن صورتها التجارية وتثبت أنها ليس العدو الاقتصادي رقم 1، على الأقل مؤقتًا.
فهذه الخطوة كأنها رسالة طمأنة للأسواق العالمية، التي كانت بدأت تقلق من نقص المعروض وزيادة الأسعار في الصناعات التكنولوجية والطاقة النظيفة.
أبرز التوقعات، تهدئة مؤقتة أم بداية مرحلة جديدة؟
رغم الهدوء الظاهري، يعتقد الخبراء أن اللعبة مازالت في بدايتها، فهذه التهدئة قد تعطي فرصة للدولتين لإعادة ترتيب أوراقهم قبل أي تصعيد جديد.
لكن في نفس الوقت، من غير المتوقع أن تعود هذه الثقة سريعًا خاصةً مع استمرار السباق على الزعامة التكنولوجية والاقتصادية، وفي حال فشل التفاهمات، قد تعود الصين لتفعل القيود ثم استخدامها كورقة ضغط سياسية وتجارية وقت اللزوم.
ما قامت به الصين ليس تنازلًا أو انفتاحًا بل مناورة ذكية ومدروسة، فهي تعطي لنفسها مرونة سياسية واقتصادية، وتوجه رسالة بأنها تستطيع التحكم في السوق العالمي وفقًأ لمصالحها، وتحافظ على صورتها كقوة مسؤولة في نفس الوقت الذي تحمي به مصالحها الاستراتيجية.
اقرأ أيضًا:-
الصين توقف قيود تصدير المعادن النادرة مؤقتًا بعد هدنة تجارية مع أمريكا
مسؤول: المعادن النادرة تمثل صراع القرن على موارد المستقبل بين أمريكا والصين

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
أكثر من 140 ألف دولار، قائمة الوظائف الأعلى أجرًا في العالم بدون شهادة جامعية
10 نوفمبر 2025 04:00 م
320 مليار دولار، الذكاء الاصطناعي يعيد رسم اقتصاديات الشرق الأوسط
10 نوفمبر 2025 02:30 م
طفرة الذكاء الاصطناعي، هوس المستثمرين يواجه اختبار الواقع
10 نوفمبر 2025 12:00 م
أكثر الكلمات انتشاراً