الجمعة، 10 أكتوبر 2025

12:20 ص

70 % من إنتاج العالم، الصين تحظر تصدير المعادن النادرة لهذه الدول

الخميس، 09 أكتوبر 2025 03:42 م

 أعلنت بكين أنها ستشدد القيود على تصدير تقنيات المعادن النادرة

أعلنت بكين أنها ستشدد القيود على تصدير تقنيات المعادن النادرة

ميرنا البكري

في خطوة جديدة تكشف عن تبدل قواعد اللعبة التجارية العالمية، أعلنت بكين أنها ستشدد القيود على تصدير تقنيات المعادن النادرة وليس الخام فقط، لكن أيضًا السلع المصنعة في الخارج التي استخدمت مواد مصدرها الصين، هذا القرار ليس اقتصادي فقط، بل رسالة سياسية موجهة لواشنطن قبل أسابيع من لقاء “شي جين بينج” و“ترامب”، ببساطة، الصين تبعث رسالة للعالم إذا كانت التكنولوجيا سلاحكم، فالمعادن النادرة ذخائري.

China's Rare Earth Export Restrictions: Impact on U.S. Defense & Technology  — The Indo-Pacific Studies Center
أعلنت وزارة التجارة الصينية قواعد جديدة تشدد الرقابة على معادنها النادرة

الصين تشدد القيود على المعادن النادرة

أعلنت وزارة التجارة الصينية قواعد جديدة تشدد الرقابة على معادنها النادرة، لمن يريد أن يستخدمها خارج البلاد، بمعنى آخر أي شركة أجنبية تستورد معادن نادرة من الصين وتستخدمها في منتجاتها، فلابد الآن أن تستأذن الحكومة الصينية ثم تحصل على ترخيص تصدير قبل أن تبيع هذه المنتجات للخارج.

كما أضافت الوزارة أن أي تقنيات خاصة باستخراج أو تصنيع أو تدوير المعادن النادرة، أصبحت تحت رقابة مشددة، وتُمنع من التصدير إلا بموافقة خاصة من السلطات.

أما في حالة الاستخدامات العسكرية، فكانت الصين  واضحة للغاية، فمن يستخدم هذه المعادن في أغراض عسكرية أو ضرر للأمن القومي الصيني، لن يتم توفير له أي شيء.

بمعنى أصح، تسعى الصين للتحكم أكثر في مواردها الاستراتيجية، وتقول للعالم أنها لا تسمح لأحد أن يستخدمها ضدها أو دون إذنها.

يغطي هذا القرار طيف واسع من الصناعات، من السيارات الكهربائية حتى أشباه الموصلات والتقنيات الدفاعية، أي  باختصار العالم كله سيتأثر.

لماذا يُعد هذا القرار هامًا؟

لأن الصين ببساطة تتحكم في حوالي 70% من إنتاج العالم من المعادن النادرة، وهذه المعادن لا تُسمى “نادرة” عبثًا بل هي أساس في صناعة أي شيء متقدم، كالشرائح الإلكترونية والمغانط القوية والبطاريات والصواريخ وأنظمة التوجيه.

فإذا أغلقت الصين الحنفية، حتى جزئياً، فقد يهز هذا سلاسل التوريد العالمية ويضغط على أمريكا وشركاتها العملاقة التي تعتمد بشكل كبير على المواد الصينية.

 حرب التكنولوجيا تشتعل مرة أخرى

منذ عام  2018، والحرب التجارية بين أمريكا والصين ليس على السلع فقط، لكن على من يمتلك مفاتيح المستقبل التكنولوجي.

كما فرض ترامب قيود على الصفقات، وعلى شركات صينية مثل “هواوي”، والصين ردت وقتها بتهديدات تتعلق بـ"المعادن النادرة"، واليوم عادت بكين لاستخدام هذه الورقة رمة أخرى، لكن بشكل أذكى وليس بوقف الصادرات مباشرةً، بل  بضبط حركة التقنيات والعمليات الصناعية التي تخلق القيمة الحقيقية.

تأتي هذه الخطوة قبل أسابيع من اللقاء المرتقب بين ترامب وشي، في وقت الطرفين يحاولون التواصل فيه  لاتفاق تجاري أوسع نطاقًا، وتضغط الصين لكي تدخل المفاوضات من موقع قوة.

فبدلًا من أن تظهر أنها ترد بانفعال، ترد بكين بتحكم اقتصادي مدروس، يجعلها دائمًا في موضع اللاعب الذي يمسك بخيوط السوق وليس المتأثر به.

The rare earths mine becoming a bellwether for US minerals policy
استخراج المعادن النادرة من الصين

تداعيات هذا القرار على المدى القصير والطويل

في المدى القريب، قد يرفع القرار تكاليف الإنتاج في أمريكا وأوروبا التي تعتمد على المواد الصينية، ويخلق موجة من القلق في الشركات التقنية التي تخشى من اضطراب سلاسل التوريد.

وأيضًا قد يدفع بعض الدول أن تسارع في البحث عن بدائل مثل أستراليا واليابان التي تحاول توسع إنتاجها المحلي من هذه المعادن.

لكن على المدى الطويل، قد تضع الصين أسس “سيادة المواد الخام” كأداة جيوسياسية جديدة، كما استخدمت أمريكا الدولار أو التكنولوجيا كسلاح ضغط.

ما يحدث هنا ليس مجرد تقييد صادرات، بل تحول في نموذج القوة الاقتصادية، وتسعى الصين لإثبات للعالم أن القيمة ليس في السلعة، بل في التقنية التي تخلقها.

وبالتالي، عندما تمنع تصدير هذه التقنيات، بل تحافظ على سلسلة القيمة داخل أراضيها، وتجبر الشركات الأجنبية على أنها تنقل مصانعها للصين، أو تواجه نقص في المواد والمكونات الأساسية، بل ذكاء اقتصادي على الطريقة الصينية، أي حرب باردة لكن بأدوات سوقية.

أبرز التوقعات المستقبلية

1. قد ترد الولايات المتحدة بقيود جديدة على واردات تكنولوجية صينية أو دعم مالي لمشروعات تعدين بديلة.

2. قد يحاول الاتحاد الأوروبي الموازنة  بين مصالحه التجارية مع الصين ومصادره الصناعية.

3. قد تستغل الصين التوتر لصالحها في المفاوضات القادمة، وقد توسع هذه القيود لاحقاً لتشمل مجالات أخرى مثل تقنيات البطاريات والطاقة المتجددة.

المعادن تحولت لسلاح، والاقتصاد ساحة حرب

ما تفعله الصين اليوم هو نقل المعركة من الموانئ إلى المختبرات، بعد أن كانت الحرب التجارية تدور حول الجمارك والأسعار، الآن أصبحت عن من  يمتلك المعرفة والمادة الخام في نفس الوقت.

وبينما العالم يحاول يفهم كيفية الموازنة بين أمنه الصناعي ومصالحه التجارية، الصين ببساطة تؤكد أنها ليس مجرد “مصنع العالم”، لكنها المصدر الحقيقي للطاقة الخفية التي تُشغل كل آلة في العالم الحديث.

اقرأ أيضًا:-

في قلب الصراع بين واشنطن وبكين، سباق التسلح يبدأ بمغناطيسات المعادن النادرة

المعادن النادرة.. صراع الغرب لتقليص هيمنة الصين على المستقبل

China's rare earth dominance: Myanmar plays a critical role
الصين تحارب العالم بالمعادن النادرة

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــن

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم. 

Short Url

search