المعادن النادرة المصرية، من التصدير الخام إلى صناعة المستقبل الرقمي

الأحد، 31 أغسطس 2025 03:57 م

الرمال السوداء

محمد السيد

تعيش مصر مفترق طرق فيما يتعلق باستغلال معادنها النادرة، وعلى رأسها المعادن المستخرجة من الرمال السوداء التي تنتشر على ساحل البحر المتوسط، ورغم أن مصر تمتلك احتياطيات تقدَّر بملايين الأطنان من هذه المعادن، فإن معظمها يُصدر خامًا إلى الخارج، ليعاد تصنيعه هناك في صناعات إستراتيجية مثل الشرائح الإلكترونية والبطاريات وأجهزة الاتصالات، وهذا الوضع يحرم الاقتصاد المصري من إضافة قيمة مضافة ضخمة، إذ أن سعر الطن الخام من الزركون مثلًا لا يتجاوز 500 دولار، بينما يمكن أن تصل قيمته بعد التصنيع إلى أكثر من 5000 دولار.

تحقق عوائد مضاعفة

المعادلة الاقتصادية واضحة، وبدلًا من تصدير المعادن بقيمة محدودة، يمكن لمصر أن تحقق عوائد مضاعفة إذا استثمرت في سلاسل القيمة التكنولوجية، وتشير دراسة لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار إلى أن توجيه 25% من المعادن النادرة المصرية نحو صناعة المكونات الإلكترونية قد يضيف للاقتصاد ما لا يقل عن 1.2 مليار دولار سنويًا، وهو رقم قادر على تقليص فجوة الواردات من الإلكترونيات التي تتجاوز قيمتها 2 مليار دولار سنويًا.

استثمارات كبيرة في معامل أبحاث

من الناحية الصناعية، يتطلب هذا التحول استثمارات كبيرة في معامل أبحاث وتصنيع متطورة، قد تصل إلى 2 أو 3 مليارات دولار في البداية، لكن التجربة العالمية تشير إلى أن الاستثمار في هذا القطاع مثمر، حيث تحولت ماليزيا خلال عقد واحد إلى مركز لتجميع الشرائح والدوائر الإلكترونية باستثمارات تجاوزت 5 مليارات دولار، وأصبحت تصدر منتجات بأكثر من 20 مليار دولار سنويًا، ومصر لديها فرصة مشابهة إذا نجحت في جذب شراكات مع كيانات مثل "سامسونج" أو "إنتل" لإقامة مصانع مشتركة تعتمد على الخامات المحلية.

زيادة نسبة المكون التكنولوجي في الناتج المحلي

إلى جانب العوائد الاقتصادية، فإن توطين هذه الصناعات سيوفر آلاف الوظائف عالية المهارة في مجالات الهندسة والإلكترونيات والبحث العلمي، وهو ما يتماشى مع خطة الدولة لزيادة نسبة المكون التكنولوجي في الناتج المحلي الإجمالي، وإذا تم استغلال الرمال السوداء والمعادن النادرة في مصر بذكاء، فقد تتحول من مجرد مادة خام تُصدر للخارج إلى قاعدة لصناعة المستقبل الرقمي في المنطقة.

المخلفات الإلكترونية، ثروة مهدرة في عالم تصنيع الهواتف المحمولة

شركات عالمية تضع مصر على خريطة تصنيع الأجهزة الإلكترونية

بين حماية الصناعة الوطنية وجذب الاستثمارات، المكون المحلي في المحمول إلى أين؟

المكون المحلي في الهواتف المستوردة، خطوة لفرض الصناعة

فيتش سوليوشنز: انخفاض واردات الهواتف المحمولة لـ1.7 مليار دولار

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.