السبت، 11 أكتوبر 2025

04:26 م

"ليست كل زيادة في الإيرادات معناها أرباحًا"، كيف تتحول مكاسب الشركات لخسائر؟

السبت، 11 أكتوبر 2025 12:22 م

أرباح

أرباح

نفيسه محمود

الهدف الرئيسي لأي شركة موجودة في السوق، هو تحقيق هوامش ربح مرتفعة، عبر جمع أكبر قدر ممكن من الإيرادات، مع أقل قدر ممكن من التكاليف، دون التأثير على جودة السلع والخدمات التي تقدمها، كما تواجه الشركات بشكل عام، مشكلة عدم القدرة على خفض التكاليف، ونستعرض من خلال التقرير التالي، كيف تستطيع الشركات وخاصة الصغيرة خفض تكاليفها، ولكن أولًا يجب فهم مقاييس وأنواع هوامش الأرباح.

 

ماهو هامش الربح وكيف يتم حسابه؟

هوامش الأرباح، هي الأموال التي تجنيها الشركات بعد فصل نفقاتها من إجمالي الإيرادات، وهي أهم المقاييس التي يهتم بها المستثمرون، ويعبر عنها بنسبة مئوية، وتشير هذه الهوامش إلى قيمة الأرباح التي يتم تحقيقها مقابل قيمة محددة من المبيعات.

ويوجد أربعة أنواع من هوامش الربحية، وهم، هامش الربح الإجمالي، وهامش الربح التشغيلي، وهامش الربح قبل الضريبة، وهامش صافي الربح، ويركز كل هامش على نوع محدد من الأرباح، ولحساب أي منها، ثم يتم قسمة نوع الربح الذي تحتاجه على إجمالي الإيرادات، ومن ثم يتم ضرب الناتج في 100، حتى نحصل على النسبة المئوية.

أرباح

 

مصاريف ثابتة + إيرادات مرتفعة = أرباح مرتفعة

وإذا استطاعت الشركة إنفاق نفس المصاريف بدون تغيير، مع زيادة في الإيرادات، فهذا معناه أن الشركة ستحصل على أرباح مرتفعة، ويمكن زيادة الإيرادات من خلال مجموعة من الإجراءات، منها رفع الأسعار، أو الحفاظ على نفس الأسعار، ولكن مع زيادة المبيعات، ويمكن تنشيط المبيعات من خلال التسويق الفعَّال، وتشجيع العملاء على شراء المزيد مما تقدمه الشركات، والتوسع في أسواق جديدة.

 

ليست كل زيادة في الإيرادات معناه زيادة أرباح

ولا تعد كل الطرق التي تهدف إلى زيادة الإيرادات، تحقق المطلوب منها، ففاعليتها تتحدد على عدة عوامل منها، أن تمتلك الشركة علامة تجارية قوية، بسمعة إيجابية، وقد تفشل في استخدام إستراتيجية زيادة الأسعار، إذا كانت الشركة تعمل في سوق عالية التنافسية، حيث قد تواجه انخفاضًا في الإيرادات بدلًا من زيادتها، وخاصة إذا لم تكن تمتلك ميزة تنافسية قوية.

وهناك تفكير شائع، أنه كلما زادت الإيرادات، معناه زيادة الأرباح، وهذا خطأ كبير، لأنها ليست قاعدة ثابتة، فمثلًا قد تشهد الإيرادات ارتفاعًا كبيرًا، ولكن زادت معها التكاليف، وعند طرح التكاليف من الإيرادات، نجد أن الأرباح انخفضت، على سبيل المثال، إذا زادت إيرادات شركة ما، وفي نفس الوقت بدأت بتعيين مجموعة من الموظفين الجدد، ففي هذه الحالة، ستزداد التكاليف على الشركة، وستتأثر الأرباح.

خفض التكاليف مع ثبات الإيرادات قد يسبب خسائر مرتفعة

ولو استطاعت الشركة، خفض التكاليف مع ثبات إيراداتها، سترتفع أرباح الشركة بشكل تلقائي، وهذه في الغالب تعتبر أسهل طريقة لجنى الأرباح، ولكن تعتبر طريقة محفوفة بالمخاطر، فمثلًا أي إستراتيجة تأتي لتقليل التكاليف، تحتاج لتكاليف أولية مرتفعة، فعلى سبيل المثال، أي مصنع يحاول تخفيض تكاليفه، من خلال تقليل عدد العمال، سيحتاج في البداية شراء معدات غالية الثمن، ولكنها في النهاية ستحقق الهدف المطلوب.

وإذا خفضت الشركة التكاليف بشكل مبالغ فيه، فقد تتعثر في تقديم منتجاتها وخدماتها بالجودة المطلوبة، فبدلًا من جني الأرباح، قد ينتج عن هذه الإجراءات نتيجة عكسية تسبب تدمير للأرباح، على سبيل المثال، تبدأ شركة لصناعة الملابس خفض التكاليف، فتتجه إلى استخدام خامات رديئة، فيرفض العملاء شراء منتجات الشركة.

وتضطر الشركة إلى تخفيض أسعارها، في محاولة لتنشيط مبيعاتها، حيث تواجه الشركة أزمة نتيجة انخفاض أرباحها، وعزوف العملاء عنها، وهو ما يترتب عليه، تكاليف أخرى على التسويق، حتى تستطيع الشركة كسب رضا العملاء مرة أخرى.

إيرادات

 

كيف تخفض الشركات من تكاليفها دون التأثير على إيراداتها؟

ومن الممكن تخفيض التكاليف ولكن بطريقة ذكية، بحيث لا تضطر الشركة إلى التأثير على جودة ما تقدمه ولا حتى إيراداتها، وذلك من خلال زيادة الكفاءة، بمعنى تحقيق نتائج أفضل بنفس الموارد، أو بموارد أقل، على سبيل المثال، تدريب الموظفين على العمل بكفاءة أعلى، أو مثلًا تنظيم خطوط الإنتاج بحيث توفر وقت، وتوفر جهد وبالتالي عدم الحاجة إلى عدد كبير من العمال.

وتستطيع الشركات تقليل تكاليفها، من خلال التركيز على البنود عالية التكلفة، كمثلًا التركيز على خفض تكاليف استيراد المواد الخام، بدلًا من خفض جودة المواد الخام، أو مثلًا تخفيض المرتبات في بعض الأقسام الأقل أهمية، أو حتى اختيار وسائل إعلانية غير مكلفة بشكل مبالغ فيه.

الشركة المثالية الجاذبة للمستثمرين، هي التي تتميز بكفاء تشغيلية أعلى، بمعنى أقل قدر ممكن من الهدر في التكاليف، مع وجود خطة واضحة لزيادة إيراداتها على المدى القريب والبعيد.

 

تويوتا تنجح وبوينج تخسر بعد خفض التكاليف

وبعد أزمة تويوتا في 2008، حينما تعرضت الشركة لأكبر خسارة في تاريخها، نتيجة انخفاض الطلب العالمي على سياراتها، اضطرت الشركة إلى إعادة هيكلة سلاسل توريدها، لتقليل حجم تكاليفها، فتبنت نظام الإنتاج الرشيق حتى لا تؤثر على الجودة، وتقلل من الهدر، ونجحت الشركة بالفعل في تخطي الأزمة، وزادت أرباحها.

وعلى الجانب الآخر، نجد شركة بوينج المتخصصة في صناعة الطائرات، والتي خفضت تكاليفها، من خلال تجاهل التطوير، لتقليل نفقاتها، فوفقًا لبلومبرج، صرح مهندسون سابقين بالشركة، أنها استهدفت التركيز على إنتاج أكبر عدد من الطائرات، دون مراعاة الاهتمام والتطوير ضمن معايير السلامة، لتقليل التكاليف، وهو ما أدى في النهاية إلى خسارة الشركة لمليارات الدولارات، وخسارة سمعتها في السوق، على الرغم من كونها حتى الآن، تعتبر من أكبر الشركات في سوق الطائرات كبيرة الحجم.

خسائر

 

اقرأ أيضًا:-

كيف تضغط تكاليف الخدمات اللوجستية على المصنعين وتتحكم بالأرباح؟

كيف يمكن لمستثمر صغير أن يقلب سوق الأسهم ويعرض مؤسسات كبرى لخسائر فادحة؟

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search