رؤساء العالم يواجهون الـAI، الذكاء الاصطناعي يتحول لمحرك اقتصادي ومصدر قلق عالمي
الجمعة، 10 أكتوبر 2025 04:31 م

رؤساء العالم يواجهون الـAI
في زمن كانت فيه الصور توثيقًا للحقيقة، أصبح من يظن أن الصور لا تكذب عليه أن يتابع الذكاء الاصطناعي، هذه الجملة، التي قد تصنف في خانة التحذير لا التسلية، تختصر تحولاً اقتصاديًا وتقنيًا واجتماعيًا غير مسبوق، تحدثه أدوات تحرير الصور بالذكاء الاصطناعي التي اقتحمت السوق بسرعة مذهلة، وخلقت قطاعًا واعدًا يحمل في طياته فرصًا ذهبية، ومخاطر أخلاقية قد تزعزع الثقة في الواقع ذاته.

الاقتصاد الجديد للصورة.. من الذكريات إلى السوق
لم يعد تحرير الصور نشاطًا محصورًا بالمصممين أو الهواة، بل أصبح الآن قطاعًا اقتصاديًا فعالًا يقوده الذكاء الاصطناعي، ويستهدف المستهلكين مباشرة، من خلال تطبيقات يمكن تحميلها في ثواني، واستخدامها لإحياء صور الطفولة، أو دمج الوجوه، أو حتى اختلاق مشاهد لم تحدث قط.
يشير تقرير لشركة "أندرسن هورويتز" أن نصف أفضل 50 تطبيقًا للذكاء الاصطناعي على الهواتف المحمولة تدور حول تعديل الصور والفيديو.
هذا ليس مجرد اتجاه ترفيهي، بل يعكس تحولًا اقتصاديًا حقيقيًا نحو ما يمكن تسميته بـ"اقتصاد الصورة الاصطناعية"، حيث تولد الشركات التقنية إيرادات ضخمة من عمليات التحرير، والتجميل، والإضافة، والحذف.
خذ على سبيل المثال منصة "فيدو" الصينية، والتي تتيح دمج ما يصل إلى سبع صور مرجعية، وتعديلها خلال ثواني، هذه السرعة، إلى جانب سهولة الاستخدام، تعني شيئًا واحدًا.. سوق ضخم جاهز للانفجار.
وقد أعلنت شركة "كويشو تكنولوجي" أن محرر الفيديو الخاص بها "كلينج" مرشح لتجاوز أهدافه السنوية من الإيرادات.
اقرأ أيضًا:
فاتورة الذكاء الاصطناعي تتضخم.. من حل سريع إلى رفاهية باهظة
الصين تسبق الجميع.. التنظيم أولًا
في وقت يبدو فيه الغرب منشغلًا بالابتكار، تسعى الصين إلى استباق الكارثة عبر بوابة التنظيم، فقد بدأت السلطات في فرض قوانين تلزم بوضع علامات مميزة على الصور والفيديوهات المولدة بالذكاء الاصطناعي، من خلال بيانات وصفية (Metadata) واضحة، تهدف إلى حماية المستهلك من التضليل، وتثبيت معايير الشفافية في بيئة رقمية سريعة الزوال.
هذا التحرك التنظيمي ليس اعتباطيًا، فبينما توفر أدوات الذكاء الاصطناعي فرصًا دعائية وتجارية هائلة كتبديل المنتجات في إعلانات الملابس أو إضافة أفراد للعائلة في صور المناسبات فإنها تفتح الباب أيضًا لمستويات غير مسبوقة من التزييف، والابتزاز، والتلاعب السياسي.
لقد بدأت بعض المنصات بالفعل برفض تنفيذ طلبات حساسة، مثل دمج صور لرؤساء دول مع عناصر مثيرة للجدل، لكن هذا الرفض يبقى تقنيًا ومؤقتًا، في بيئة لا تعترف بالحدود الجغرافية ولا الأخلاقية.
الذكاء الاصطناعي.. محرك نمو ولكن بثمن
تظهر المنافسة بين الشركات الكبرى من جوجل إلى علي بابا وبايت دانس أن السباق الحقيقي اليوم، لم يعد على تطوير كاميرات أفضل، بل على إنتاج الواقع البديل بكفاءة أعلى، وفي هذا السوق الجديد، الصور لا توثق الواقع، بل تصنعه.
وهنا تكمن الخطورة الاقتصادية، فبقدر ما تغري هذه التقنيات المعلنين والمستهلكين والشركات، فإنها تهدد أساس الثقة في المحتوى الرقمي.
هل تلك الصورة حقيقية؟ هل كان ذلك المسؤول في مكانه فعلًا؟ هل فعلاً فاته حفل العائلة؟ الأسئلة بسيطة، لكن الإجابة صارت أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.
التحدي التنظيمي.. كيف تبني الثقة في عصر الصورة الاصطناعية؟
المنصات التكنولوجية اليوم تقف أمام معضلة اقتصادية وأخلاقية: كيف توازن بين الابتكار الذي يجلب الأرباح، وبين الحاجة إلى حماية المستخدمين من الخداع والتضليل؟
في حال فشلت الشركات أو الحكومات في هذا التوازن، فقد يؤدي تزايد الشك العام في الصور والفيديوهات إلى آثار اقتصادية مدمرة.
من فقدان ثقة المعلنين إلى الرقابة المفرطة، ومن التضليل الانتخابي إلى الابتزاز الرقمي، يمتد الطيف المظلم لاستخدامات الذكاء الاصطناعي على حساب الاقتصاد والمجتمع معًا.
اقرأ أيضًا:
منصات ذكاء اصطناعي تقدم نفسها كأصدقاء نفسيين للأطفال دون مؤهلات طبية
من الصورة المزيفة إلى القيمة الحقيقية
بعض التجارب الشخصية كحال الصحفي الذي حاول استعادة صورة جده الراحل تكشف محدودية التقنية من جهة، وواقعيتها الخطيرة من جهة أخرى.
فبينما فشلت الأداة في إنتاج صورة مثالية للماضي، فإنها نجحت وبسهولة في دمج صور لشخصيات عامة في مشاهد مختلقة لكنها مقنعة تمامًا.
هذه القدرة على التشويه لا تنحصر في ألعاب الإنترنت، بل تحمل في طياتها تهديدًا حقيقيًا للمصداقية، بل وللهويات الرقمية نفسها.
وهنا، تصبح قيمة الصورة الأصلية غير المعدلة سلعة نادرة، وقد ترتفع قيمتها في المستقبل في مقابل طوفان التزييف.

الصور تكذب.. فهل نصدق الاقتصاد؟
دخل العالم مرحلة جديدة من الاقتصاد البصري، حيث لا يمكن الوثوق بالعين وحدها، ولا الاعتماد على الواقع كما تصوره الشاشة، إنها مرحلة يصنع فيها الذكاء الاصطناعي حقيقة بديلة، تكون مربحة أحيانًا، وخطيرة في أحيان أخرى.
ولأن الصورة بوصفها سلعة رقمية أصبحت تنتج وتستهلك وتباع وتعدل بلحظة واحدة، فإن مستقبل هذه السوق سيعتمد على شيء واحد: الثقة.
فإذا استطاع القطاع الحفاظ على ثقة المستخدم، وفرض حواجز تنظيمية واقعية، فقد يكون أمامه أحد أكثر الأسواق نموًا وربحية في العصر الحديث.
أما إذا ترك الحبل على دون رادع، فإن هذه السوق قد تتحول سريعًا من فرصة إلى تهديد، ومن اقتصاد إلى فوضى.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
التحول الرقمي في الخدمات المالية، طريق العدالة الاقتصادية للمجتمعات المُهمشة
09 أكتوبر 2025 03:26 م
«التقشف الأخضر»، خطة ترامب لإعادة تشكيل مستقبل الطاقة في أمريكا
09 أكتوبر 2025 10:32 ص
تقرير عالمي يؤكد ضرورة النظر إلى الموارد المائية كعامل حيوي في دفع عجلة الاقتصاد
02 أكتوبر 2025 01:57 م
أكثر الكلمات انتشاراً