-
عضو غرفة صناعة الأخشاب في حوار لـ«إيجي إن»: ندرة العمال تهدد الصناعة والشباب يفضلون الـ«توك توك» على الورش
-
خبير اقتصادي لـ«إيجي إن»: رفع أسعار الوقود الاجتماع المقبل مرتبط بشرط
-
فترة سداد تصل لـ15 سنة، حلول تمويلية من بنك مصر لشراء الوحدات السكنية والاستثمارية
-
«إيجي إن» تكشف كواليس انسحاب أحمد عز من انتخابات غرفة الصناعات المعدنية
المضيق قبل النفط في عصر اللوجستيات الجيوسياسية، تجارة الطاقة بين القلق العالمي والخرائط الجديدة
الإثنين، 15 سبتمبر 2025 06:40 م

المضائق المائية
ميرنا البكري
تُعد الطاقة في العالم كالدم في جسم الإنسان، تسير في شرايين بحرية ضيقة تُسمى “المضائق”، فأي قلق أو توتر يسود هذه الطرق، يعني نزيف للأسواق، ارتفاع للأسعار، تفكك لسلاسل التوريد، وقلب ميزانيات الدول.
خلال آخر عاميين، ظهرت أزمات جعلت التجار والحكومات يعيدون التفكير، فهل هذه المضائق، لا زالت آمنة أم لابد من البحث عن بدائل جديدة؟

أزمة المضائق المائية، أرقام تكشف الخطر
في 2023، كان يمر من المضائق الكبرى (ملقا، هرمز، باب المندب، قناة السويس، المضائق التركية، ورأس الرجاء الصالح) حوالي 71.3 مليون برميل يوميًا من النفط، و26 مليار قدم مكعب من الغاز المسال، وفقًا للتقرير الصادر من وحدة أبحاث الطاقة.
لكن في 2024، تراجع هذا الرقم لـ 65 مليون برميل نفط و24.8 مليار قدم مكعب غاز، فالهبوط لا يرجع إلى الأحداث المؤقتة فقط كهجمات الحوثيين أو توتر إيران وإسرائيل، لكن أيضًا هناك تحول هيكلي، فأصبحت الشركات تعيد توجيه ناقلاتها بعيدًا عن مناطق الخطر.
مضيق ملقا، الشريان الآسيوي
وفقًا لبيانات شركة Rystad Energy، يُعد مضيق ملقا أكبر ممر تجاري في العالم، فيمر منه 24 مليون برميل يوميًا من النفط والغاز، وتستحوذ الصين على أكبر حصة من واردات النفط والغاز، وتعتبر السعودية المُصدر الأكبر بنسبة 25%.
وبالتالي أي تهديد لهذا المضيق سيصبح كارثة للصين واليابان وكوريا، الذين يعتمدون بشكل ضخم عليه، وقد يدفع بكين لتسريع خططها في “طرق برية بديلة” مثل مبادرة الحزام والطريق.
مضيق هرمز، لعبة شد الحبل بين إيران والعالم
وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، يمر من مضيق هرمز حوالي 20.3 مليون برميل يوميًا (خُمس تجارة النفط العالمية)، كما أن نصف إنتاج الشرق الأوسط من النفط يمر من هذا المضيق، أيضًا يُعد بوابة الغاز القطري، فثلثي إنتاج قطر (16.3 مليار قدم مكعب يوميًا) يخرج من خلاله.
كما أن تهديد إيران بغلق المضيق خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل وأمريكا، وبرغم أن الخبراء يعتقدون أن الإغلاق الكامل صعب ومعقد لكن مجرد التهديد سبب قلق عالمي.
وبدأت الدول التي تُصدر النفط كالسعودية والإمارات، في بناء خطوط نقل برية، فالمملكة العربية السعودية لديها خط أنابيب "شرق-غرب" بطاقة 5–7 مليون برميل، وتمتلك الإمارات خط الفجيرة 1.8 مليون برميل، وأيضًا بنت إيران خط غوره–جاسك (0.3 مليون برميل).
أي أن الدول تحاول تقليل اعتمادها على مضيق هرمز، لكن لا يزال هرمز نقطة الضعف القاتلة في تجارة الطاقة بدول الخليج.
باب المندب وقناة السويس، الشرق الأوسط على صفيح ساخن
قبل هجمات الحوثيين 2023، كان يمر منه 12% من تجارة النفط العالمية، وبعد ديسمبر 2023، تراجع حجم الشحن بنسبة 50% في 6 شهور.
وإذا تم إغلاقه، فناقلات العالم بأكملها ستضطر المررو كاملًا من قناة السويس ثم رأس الرجاء الصالح، أي وقت أطول وتكلفة أعلى.
مما يجعل قناة السويس نفسها في ورطة، خاصةً أن الشركات الكبيرة أصبحت تحول مساراتها بعيدًا عن البحر الأحمر خوفًا من الصواريخ والدرونز.
المضائق التركية، عنق زجاجة بين آسيا وأوروبا
يمر من خلالها 3.5 مليون برميل يوميًا، أغلبهم نفط روسي، حيث تستحوذ روسيا على 40% من تجارة النفط المارة، وتركيا نفسها تسيطر على 16% فقط، بحسب بيانات شركة Rystad Energy.
المخاطر هنا مختلفة، فطبيعة الممرات ضيقة ومتعرجة بالإضافة إلى الحرب الأوكرانية، والبدائل لها خط باكو، تبليسي، جيهان (أذربيجان–تركيا) أو خط العراق–تركيا لكنه مغلق الآن، مما يعني أن أي توتر سياسي بين أنقرة وموسكو أو أوروبا قد يشل تجارة النفط في المنطقة.
رأس الرجاء الصالح، طريق أطول لكنه أكثر أمانًا
وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، بلغ حجم تجارة النفط المارة منه 6 مليون برميل يوميًا في 2023، وفي عام 2024، ارتفعت تدفقات النفط المارة عبره لـ 8.7 مليون بسبب هجمات الحوثيين، كما أن الصين سيطرت على 40% من تدفقات النفط المارة في هذا العام بحسب بيانات شركة Rystad Energy، وأيضًا حول منتجون مثل السعودية والعراق نفط أوروبا عن طريقه بدلًا من قناة السويس.
رغم التكلفة والوقت، تعتبره الشركات الآن، الطريق الأضمن والآمن من الخطر، خاصةً مع التوتر في البحر الأحمر.
اقرأ أيضًا:-
"مضيق هرمز".. الممر الصغير الذي قد يهز أسواق العالم
ما بين التوترات الإقليمية وزيادة أسعار تأمين السفن، مضيق هرمز يضع دول الخليج في أزمة

أبرز النتائج الاقتصادية من التحليل
1. ارتفاع تكاليف النقل والتأمين، يرفع أسعار الطاقة.
2. أوروبا وآسيا الأكثر هشاشة؛ بسبب اعتمادهم الكبير على المضائق.
3.التوترات الجيوسياسية خلقت مكاسب لجنوب إفريقيا، ففي الفترة الأخيرة أصبح رأس الرجاء الصالح، طريق عالمي هام.
عصر “اللوجستيات الجيوسياسية”
يدخل العالم مرحلة جديدة تُسمى “عصر اللوجستيات الجيوسياسية”، فالأسعار لا ترتبط فقط بالإنتاج والطلب، بل بالطريق الذي تمر منه الشحنة، وهو بنفس خطورة البرميل نفسه، ومع تزايد الهجمات والصراعات، يفكر التجار والحكومات في الطريق قبل النفط.
أصبحت المضائق القنابل الموقوتة في جسد الاقتصاد العالمي، وكلما ضاقت الممرات، اتسعت فاتورة الطاقة على الشعوب.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
من الحسابات البنكية للتمكين المالي، لماذا أصبح الشمول المالي مجرد وهم في العالم العربي؟
15 سبتمبر 2025 04:53 م
بين القمامة والكهرباء، كيف تستفيد مصر من سوق عالمي قيمته 73 مليار دولار؟
15 سبتمبر 2025 04:30 م
أكثر أعوام حياته ربحًا، كيف ضاعف ترامب ثروته بعد عودته إلى البيت الأبيض؟
14 سبتمبر 2025 04:29 م
أكثر الكلمات انتشاراً