الإثنين، 23 يونيو 2025

12:31 ص

ميناء الدُقم، هل يكون البديل الآمن حال غلق مضيق هرمز؟

الأحد، 22 يونيو 2025 08:47 م

سلطنة عمان

سلطنة عمان

تحليل/ ميرنا البكري

في ظل التوترات التي تحدث حاليًا، من المحتمل أن تظهر دولة واحدة تلعب دور "اللاعب العاقل" وسط الجنون، وأبرز الدول المرشحة لهذا الدور ببساطة هي سلطنة عُمان، فرغم أنها ليست صاحبة أقوى جيوش المنطقة، لكنها تمتلك أهم شيء في هذه الأزمات وهي:- (الحكمة، الحياد، والموقع الجغرافي الذي لا يٌعوض).

 

عُمان ليست داخل الأزمة، لكنها في قلب الحل

ويعد مضيق هرمز، هو عنق الزجاجة الذي يمر منه البترول الخليجي، لكن من الذي خارج هذه الزجاجة؟ عُمان، وخاصةً ميناء "الدُقم" الذي يطل على بحر العرب، خارج نطاق هرمز تمامًا، وهو ما يجعل "الدُقم"، مرشحًا في أنه يتحول لـ"ممرٍ بديلٍ ومركزٍ لوجيستي دولي"، وإذا تم غلق المضيق، أو زاد عليه الضغط العسكري والسياسي.

ومع تطوير البنية التحتية، قد تمتص عُمان جزءًا من حركة التجارة التي ستتهرب من هرمز، وتقدم  نفسها كميناء آمن وحيادي في وسط الجحيم.

ميناء الدقم - ويكيبيديا
ميناء الدُقم

 

الدبلوماسية العمانية، السلاح الذي لا يصيب أحد لكنه بيكسب الكل

ما يميز عُمان عن جيرانها، هو أنها محتفظة بعلاقات متوازنة مع الجميع، ولديها خطوط اتصال مفتوحة مع إيران، وعلاقاتها ممتازة مع السعودية والإمارات، ومقبولة عند أمريكا وأوروبا، ما يعطيها ميزة ضخمة في أنها تلعب دور الوسيط، أو "جسر التواصل" وقت الأزمات.

أي ليس مستبعدًا أبدًا  أن نرى مسقط تستضيف مفاوضات سرية، أو تفتح قناة حوار تمنع انفجارًا إقليميًا شاملًا، خاصةً إذا توسع الصراع بعد إغلاق المضيق، أو حدثت ضربات نووية محتملة.

 

المكاسب الاقتصادية، من الحكمة تولد الفرصة

وفي ظل هروب السفن من هرمز، وزيادة التوتر في الخليج، ميناء الدُقم قد يحقق قفزات في:- (إيرادات الموانئ، والاستثمارات اللوجستية، ونمو النقل البحري، والربط الإقليمي بالأسواق الأسيوية والإفريقية).

ومن المحتمل أن يجعل عُمان، تتحول تدريجيًا لمركز عبور بديل لبعض البضائع، و"بديل ذكي" على المدى الطويل، في وقت الجميع يبحث عن تنويع المسارات ويقلل المخاطر.

اقرأ أيضًا:-

قنبلة في مياه بحر العرب، الاقتصاد الخليجي تحت تهديد الإشعاع والعطش

مضيق هرمز يتحول إلى فوهة بركان، والسياسة تشعل النفط

لماذا يهدد إغلاق مضيق هرمز السعودية والإمارات؟ | الخليج أونلاين
مضيق هرمز

 

التوقعات، من الهامش إلى الصدارة؟

وإذا استغلت عُمان الفرصة بذكاء، وفعلت خطط تطوير الدقم والموانئ، فقد تكون مركزًا إقليميًا للنقل والطاقة البديلة، ووسيط دبلوماسي دائم بين القوى المتصارعة، ونقطة توازن في معادلة الخليج المتقلبة، وما يحدث حول مضيق هرمز ليس تهديدًا، لكنه أيضًا فرصة نادرة للدول التي تستطيع المشي وسط النيران دون أن تحترق.

الكل يتصارع، لكن التوقعات تشير إلى أن صوت عُمان سيأتي بعقل وسط الزحام، حيث أن صوت مسقط قد يكون هو الوحيد الذي يُسمع، والحياد ليس ضعفًا، والموقع لم يعد جغرافيًا فقط، كما أن الدولة التي في الظل، هي التي تمسك مفاتيح الحل.

Short Url

search