الإثنين، 23 يونيو 2025

02:25 ص

ضرب المفاعلات وغلق مضيق هرمز.. كيف تجر أمريكا العالم إلى ركود نفطي جديد؟

الأحد، 22 يونيو 2025 11:14 م

مضيق هرمز

مضيق هرمز

في تطور خطير يعكس تصعيدًا نوعيًا في الصراع الإقليمي، أقدمت الولايات المتحدة على تنفيذ ضربات جوية استهدفت منشآت نووية إيرانية حساسة، في ما وصفته بعملية استباقية لمنع التخصيب العسكري.

قصف منشآت نووية

لكن الرد الإيراني لم يتأخر، طهران أعلنت أنها سترد في المكان الأكثر إيلامًا، وسرعان ما بدأت مؤشرات التنفيذ تظهر عبر تهديدات مباشرة بإغلاق مضيق هرمز، الشريان الذي يمر عبره نحو 20% من تجارة النفط العالمية.

ما بين الانفجارات في منشآت طهران وأصوات التهديدات عند سواحل الخليج، يقف العالم على حافة أزمة طاقة جديدة، قد تفوق في أثرها أزمة 1973، خاصة مع إعلان طهران عن زرع ألغام بحرية متقدمة في محيط المضيق.

مضيق هرمز.. الرئة التي قد تُشل

مضيق هرمز ليس مجرد ممر مائي، بل هو شريان اقتصادي حيوي يمر عبره أكثر من 17 مليون برميل نفط يوميًا، إضافة إلى كميات هائلة من الغاز الطبيعي المسال والأسمدة والبتروكيماويات.

أي إغلاق فعلي، أو حتى مجرد تعريض الملاحة فيه للخطر، كفيل بإشعال زلزال في أسعار الطاقة يتردد صداه من بكين إلى برلين.

سابقًا، كانت التهديدات الإيرانية تُفسر غالبًا على أنها تكتيكات ضغط، لكن استخدام الألغام هذه المرة يرفع مستوى التصعيد إلى تهديد فعلي بالتنفيذ، ما قد يُعطل الملاحة التجارية ويشعل أزمة عالمية في التوريد.

اقرأ أيضًا:

3 ملايين برميل نفط، خبير بترول: السعودية الأكثر استعدادًا لإغلاق مضيق هرمز

قفزة أسعار النفط.. والركود يطرق الأبواب

مع الساعات الأولى للتصعيد، قفز سعر خام برنت بأكثر من 12 دولار في يوم واحد، ووسط مخاوف من اختناق الإمدادات.

الصين والهند واليابان، وهى من أكبر المستوردين لنفط الخليج، ستدفع الثمن أولاً، ليس فقط على صعيد الطاقة، بل في شكل ارتفاع حاد في أسعار السلع والنقل والتأمين البحري.

أما أوروبا، التي لم تكد تتعافى من أزمة الطاقة الروسية، فستجد نفسها مجبرة على السحب من احتياطاتها، بينما تتسارع معدلات التضخم.

كل هذا يُهدد بعودة شبح الركود التضخمي، أي النمو السلبي مع ارتفاع الأسعار، وهو السيناريو الأسوأ للمصارف المركزية وصناع القرار.

مضيق هرمز

بدائل محدودة.. وهشاشة في سلاسل الإمداد

صحيح أن دول الخليج تمتلك خطوط تصدير بديلة مثل ميناء الفجيرة في الإمارات وخط أنابيب شرق غرب السعودي إلى البحر الأحمر، إلا أن هذه البدائل لا تستوعب سوى جزء محدود من صادرات النفط والغاز، وحتى مع تشغيلها بكامل طاقتها، فإنها لا توفر المرونة الكافية لتعويض توقف الملاحة في هرمز.

الأزمة لا تتوقف عند النفط، فشركات الشحن البحري العالمية بدأت ترفع أسعار التأمين على مرور الناقلات في الخليج، في وقت تتكدس فيه السفن بحثاً عن ممرات بديلة، الأمر الذي يؤدي إلى تأخيرات ضخمة في سلاسل التوريد، ويدفع بأسعار السلع إلى مستويات غير مسبوقة.

اقرأ أيضًا:

مضيق هرمز يتحول إلى فوهة بركان، والسياسة تشعل النفط

 تداعيات أعمق.. هروب رؤوس الأموال وقلق المستثمرين

الأسواق المالية في دول الخليج لم تكن بعيدة عن التوتر، فمؤشرات الأسهم في السعودية والإمارات وقطر سجلت تراجعات حادة مع بداية الأزمة، وسط مخاوف من تدفق رؤوس الأموال للخارج نتيجة تصاعد التوتر الأمني في الممر الأهم بالعالم.

ثقة المستثمرين الدوليين في أمن المنطقة تتزعزع، ما قد يُبطئ مشاريع عملاقة ويضغط على العملات الخليجية، خصوصًا مع استمرار الحديث عن احتمال توجيه ضربات إيرانية لمنشآت نفطية أو موانئ خليجية.

الحرب الإيرانية الإسرائيلية

هل يتغير شكل الاقتصاد العالمي؟

إغلاق مضيق هرمز، ولو مؤقتًا، لن يمر دون أثر طويل الأجل، الدول الكبرى بدأت منذ سنوات تنويع مصادر الطاقة، لكن الأزمة الحالية قد تدفعها إلى تسريع خطط فك الارتباط مع نفط الشرق الأوسط، بما في ذلك توسيع الاعتماد على الطاقة المتجددة وتوقيع عقود استراتيجية مع دول أخرى مثل البرازيل، أستراليا، وحتى الولايات المتحدة ذاتها.

قد نشهد أيضًا إعادة رسم خريطة التجارة البحرية العالمية، مع البحث عن ممرات أقل توترًا، وهو ما يغير مسارات الاستثمار وخطط التوسع الجغرافي لشركات النفط والطاقة والنقل.

اقرأ أيضًا:

ما بين التوترات الإقليمية وزيادة أسعار تأمين السفن، مضيق هرمز يضع دول الخليج في أزمة

العالم على شفا أزمة طاقة.. ومضيق هرمز هو مركز العاصفة

ما يجري اليوم ليس مجرد مواجهة إقليمية بين أميركا وإيران، بل نقطة انعطاف خطيرة في مستقبل الاقتصاد العالمي، وضرب المفاعلات النووية الإيرانية كان الشرارة، وإغلاق مضيق هرمز قد يكون الانفجار الكامل.

وإذا كانت التكنولوجيا تقدمت، والاقتصادات تنوعت، فإن العالم لا يزال معلقًا بخيط نفطي رفيع يمر بين شواطئ الخليج.

أي توتر فيه قد يُشعل نارًا لا تُطفأ بتدخل دبلوماسي أو زيادة إنتاج، بل تُطفأ فقط بتهدئة سياسية شاملة وهو ما يبدو بعيدًا حتى اللحظة.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search