السبت، 06 سبتمبر 2025

01:01 ص

ترامب يشعل نار الرسوم الجمركية.. وآسيا تفاجئ العالم بصمودها

الجمعة، 05 سبتمبر 2025 10:46 م

رسوم ترامب تعصف بالجميع

رسوم ترامب تعصف بالجميع

عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن فرض رسوم جمركية إضافية على السلع القادمة من أسيا، بدا الأمر وكأنه بداية معركة قاسية، قد تعصف بمراكز التصدير في المنطقة.

ورجحت التقديرات الأولية، تراجعًا في النمو وتقلصًا في الطلب الخارجي، فيما حذرت البنوك المركزية من تباطؤ محتمل يهدد استقرار الاقتصادات الناشئة، لكن المفاجأة كانت أن الأسواق الأسيوية، أظهرت مرونة مدهشة، بل واستطاعت أن تحول التهديد إلى فرصة، فما سر هذا الصمود؟

رسوم ترامب الجمركية

الرسوم الفعلية أقل من المعلنة

أول ما كشفته البيانات، هو أن الصدمة لم تكن بالحدة التي جرى الترويج لها ولا بهذا التهويل، فبينما كان المعدل النظري للرسوم الأمريكية يقترب من 20 في المئة، لم يتجاوز المعدل الفعلي 9.1 في المئة بحلول منتصف 2025، وهذا الفارق الكبير، خفف من الضغط المتوقع على الصادرات الأسيوية، وأتاح لها الاستمرار في المنافسة داخل السوق الأمريكي.

 

إعفاءات واتفاقيات تخفف العبء

كما لعبت الإعفاءات الجمركية، دورًا حاسمًا في تقييد أثر الرسوم، فبعض الدول والسلع استفادت من استثناءات أو ترتيبات خاصة ضمن الاتفاقيات التجارية، ما مكنها من الحفاظ على تدفقات صادراتها، فالاتفاقيات التي عقدتها إدارة ترامب مع كوريا الجنوبية واليابان وفيتنام وإندونيسيا، ساعدت على امتصاص جزء من الصدمة، وحولت الرسوم من تهديد شامل إلى عبء محدود.

دونالد ترامب

 

إستراتيجيات الشركات الأمريكية

وهناك عامل آخر مهم وهو التخزين المسبق، فالكثير من الشركات الأمريكية، سارعت إلى استيراد كميات ضخمة من السلع قبل دخول الرسوم حيز التنفيذ، ما رفع المخزونات وقلل من الأثر المباشر للقيود الجديدة، وهذا السلوك منح المصدرين الأسيويين، فرصة لتمديد نشاطهم دون خسارة فورية، فيما لجأت العديد من الدول إلى اكتشاف أسواق جديدة، تجنبًا لأي تحديات قادمة.

 

اقرأ أيضًا:-

ترامب يحذر: إلغاء الرسوم الجمركية يهدد بتحويل أمريكا إلى دولة من العالم الثالث

تفاوت الرسوم وطبيعة الصادرات

وليست كل السلع سواءً أمام الرسوم، فقد جاءت معظم صادرات أسيا في فئات أقل استهدافًا، خصوصًا أشباه الرقائق الإلكترونية، والمنسوجات، والسلع الاستهلاكية منخفضة التكلفة، وهذه القطاعات، التي تتركز في كوريا الجنوبية وفيتنام وبنغلاديش، استطاعت الحفاظ على زخمها بفضل الطلب العالمي المستمر.

 

النمو المحلي والتيسير النقدي

إلى جانب العوامل الخارجية، لعبت السياسات الداخلية دورًا داعمًا، فقد شرعت بنوك مركزية في المنطقة، من إندونيسيا إلى ماليزيا وتايلاند، في خفض أسعار الفائدة، لتعزيز الطلب المحلي، والحفاظ على النشاط الصناعي. 

وهذا التيسير النقدي خفف من الضغوط الناتجة عن تباطؤ التجارة العالمية، بل خلق بيئة استثمارية منعشة في كافة القطاعات العالمية.

إعادة تشكيل سلاسل التوريد

ربما كان التطور الأبرز، هو التحول الهيكلي في سلاسل التوريد، حيث دفعت الرسوم الأمريكية على الصين الشركات متعددة الجنسيات إلى تنويع مواقع إنتاجها، لتتجه بشكل متزايد نحو فيتنام وكمبوديا والهند وبنجلاديش، وهكذا وجدت بعض الدول نفسها مستفيدة من القيود المفروضة على بكين، إذ تحولت إلى بدائل مفضلة للشركات الباحثة عن تقليل المخاطر.

اقرأ أيضًا:-

رغم الحروب التجارية، الطلب على الطاقة العالمية في طريقه للارتفاع حتى 2050

ورقة تفاوضية أكثر من كونها سياسة رادعة

ويرى خبراء أن الرسوم التي فرضها ترامب، لم تكن سوى أداة تفاوضية للضغط من أجل تقليص العجز التجاري الأمريكي، لكنها لم تكن بالصرامة الكافية، لإحداث شلل في مراكز التصدير الآسيوية، بل على العكس، ساهمت في تسريع إعادة توزيع الإنتاج عالميًا، بما يصب في صالح اقتصادات نامية، مثل فيتنام وسريلانكا وتايلاند.

حاويات

 

تأثيرات طويلة المدى

صحيح أن أسيا خرجت حتى الآن بأقل الخسائر، بل وربحت في بعض الحالات، إلا أن استمرار الرسوم على المدى الطويل قد يغير المشهد، وحذر صندوق النقد الدولي بالفعل، من تباطؤ محتمل إذا استمرت حالة عدم اليقين، خصوصًا في القطاعات التكنولوجية الحساسة، مثل الرقائق الإلكترونية. 

ومع ذلك، تبقى التحولات الجارية في سلاسل التوريد ورقة قوة لصالح أسيا، والتي أثبتت أن نموذجها التصديري، لا يزال قادرًا على التكيّف مع العواصف التجارية، ولم تضعف الرسوم الجمركية، من قوة مراكز التصدير الأسيوية لأن الأثر الفعلي كان أخف من المتوقع.

ولأن المنطقة استفادت من مزيج من الإعفاءات، والسياسات الداخلية، وتنويع سلاسل التوريد، واستمرار الطلب العالمي، تحولت الرسوم من تهديد إلى فرصة عززت مكانة أسيا في خريطة التجارة العالمية.


تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search