التضخم الخفي يرهق جيوب الأمريكيين وسط تصاعد الرسوم الجمركية

الأحد، 24 أغسطس 2025 09:08 م

التعريفات الجمركية

دخلت التعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب حيز التنفيذ، في أغسطس 2025، موجهة لمجموعة واسعة من السلع المستوردة من الصين ودول أخرى.

لماذا تُفرض التعريفات الجمركية؟

التعريفات الجمركية فرضت كأداة لحماية الصناعات المحلية وتحفيز الاقتصاد الأمريكي، وكذلك لتقليل العجز التجاري مع الصين ودول أخرى، وكان من المتوقع أن تدفع هذه الرسوم الشركات الأجنبية لتخفيض أسعار صادراتها، لكن الواقع الميداني يشير إلى أن أن الشركات الأمريكية هي من تتحمل العبء الأكبر، على الأقل في البداية.

قراءة الأرقام.. هل تتحمل الدول الأجنبية تكلفة التعريفات؟

وفقًا لبيانات الاستيراد، لم تنخفض أسعار السلع المستوردة لتعكس التكلفة على المصدرين، وعلى العكس، فقد ظلت أسعار الاستيراد ثابتة أو حتى ارتفعت قليلاً.

هذا يعني أن الشركات الأمريكية التي تستورد هذه البضائع هي من تدفع الفرق، سواء كان المصنع، أو تاجر الجملة، أو الموزع، ويبقى السؤال: من سيتحمل التكاليف في النهاية؟ غالبًا ما يكون المستهلك النهائي.

المستهلك الأمريكي.. الضحية النهائية

حتى الآن، تمكن المستهلك الأمريكي من التهرب جزئيًا من ارتفاع الأسعار من خلال عدة عوامل، من تخزين الشركات للبضائع قبل تطبيق التعريفات، وتقاسم التكاليف بين اللاعبين في سلسلة الإمداد، وتأجيل تطبيق بعض التعريفات على فئات معينة من السلع، لكن الواقع يشير إلى أن هذا الحماية مؤقتة.

كشف تقرير من جولدمان ساكس أن 22% فقط من تكلفة التعريفات قد انتقلت إلى المستهلك حتى يونيو 2025، مع توقع وصول هذه النسبة إلى 67% بحلول أكتوبر، بل وقد تصل إلى 100% مع الأخذ في الاعتبار ارتفاع أسعار المنتجات المحلية التي تستفيد من انخفاض المنافسة الخارجية، ورغم ذلك المستهلك سيتحمل التكلفة الكاملة مع الوقت.

بعد واردات تخطت 60 مليار دولار، أمريكا تستعد لفرض رسوم جمركية على قطاع الأثاث

ارتفاع الأسعار تدريجيًا وأثره الاقتصادي والاجتماعي

يطلق الخبراء على هذه الظاهرة اسم التضخم الخفي أو Sneakflation، حيث ترتفع أسعار المنتجات بشكل تدريجي ومتناثر، بحيث لا يلاحظها المستهلك في البداية، لكنها تؤثر في ميزانيته بشكل كبير مع مرور الوقت.

الأثر لا يقتصر فقط على أسعار السلع المستوردة، بل يمتد ليطال أسعار المنتجات المحلية التي تستفيد من حماية السوق، وهذا ما يؤدي إلى موجة تضخم أوسع تشمل كل قطاع تقريبًا، من الأدوات المنزلية إلى الملابس، وحتى بعض الخدمات.

ويؤكد تقرير البنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا على أن الشركات، سواء المتأثرة مباشرة بالتعريفات أم لا، تتوقع رفع الأسعار في 2025 بنسب أعلى مما كانت تتوقع في 2024، مما يعزز القلق من تأثيرات التضخم الممتد.

الفئات الأكثر تأثرًا.. الفقراء والأسر ذات الدخل المحدود

تبدو الزيادات السعرية ضئيلة أو متدرجة للمستهلكين ذوي الدخل المرتفع، فإنها تشكل عبئًا ثقيلًا على الفئات ذات الدخل المحدود، فهؤلاء يضطرون إلى موازنة نفقاتهم بدقة، وتأجيل بعض الاحتياجات الأساسية، مثل الغذاء أو الرعاية الصحية، للتعامل مع ارتفاع تكاليف أخرى.

يدرك التجار وأصحاب العلامات التجارية الكبرى هذه الحساسية، لذا يعتمدون على استراتيجية التضخم الخفي بتمرير الزيادات الصغيرة بشكل تدريجي لتقليل مقاومة المستهلكين، ولكن النتيجة تبقى ارتفاعًا في الأعباء المعيشية.

مليارات يجمعها ترامب.. أين تذهب عائدات تلك الرسوم الجمركية؟

ما القادم؟

من المتوقع أن تستمر هذه الظاهرة في التصاعد مع استمرار تطبيق التعريفات الجمركية، خاصة إذا لم تتراجع السياسات الجمركية أو تتكيف سلاسل الإمداد العالمية مع الواقع الجديد، كما أن تقلبات أسعار النفط العالمية والتوترات الجيوسياسية قد تضيف مزيدًا من التعقيد على المشهد التضخمي.

الحكومة الأمريكية مطالبة بمراجعة سياساتها الاقتصادية والتجارية لتخفيف العبء على المستهلكين والقطاعات الإنتاجية، خصوصًا أن فرض تعريفات جمركية دون وجود تدابير تعويضية قد يؤدي إلى إضعاف القوة الشرائية للمواطنين، ما قد ينعكس سلبًا على النمو الاقتصادي والرفاهية الاجتماعية.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.