الجمعة، 29 أغسطس 2025

12:26 ص

القطاع اللوجستي يصطدم بالتكنولوجيا.. مستودعات الغد بين الأتمتة والواقع العملي

الخميس، 28 أغسطس 2025 11:18 ص

المستودعات والأتمتة

المستودعات والأتمتة

في ظل تصاعد التحديات اللوجستية عالميًا، من نقص اليد العاملة إلى تقلب السياسات التجارية وارتفاع توقعات العملاء، بات واضحًا أن مستقبل المستودعات لن يبنى على التقنيات المتقدمة وحدها، بل على مزيج دقيق من الأساسيات القوية والتطوير التدريجي الذكي.

تكنولوجيا المستودعات

مستودعات تتسلح بالتكنولوجيا ولكن بحذر

منذ سنوات، تصدرت أنظمة الأتمتة مشهد الاستثمارات في قطاع الخدمات اللوجستية، والمتمثلة في الروبوتات، والطائرات المسيرة “الدرونز”، وأنظمة الفرز الذكية، والتحليلات التنبؤية، وباتت تزين الخطط المستقبلية لأغلب الشركات. 

لكن، التكنولوجيا المتقدمة لا تثمر دون أساس متين، وخاصة عند قيام الكثير من الشركات بالتسرع في تبني أدوات المستقبل، متجاهلة البنى التحتية الرقمية الأساسية. 

وعندما تكون تلك الأساسيات غائبة، مثل دمج دقيق بين أنظمة إدارة المخزون WMS، وتخطيط الموارد ERP، أو استخدام باركود فعال في جميع المعاملات، فإن حتى أذكى الأنظمة تفشل في تحقيق النتائج المرجوة.

 

اقرأ أيضًا:

إطلاق العنان لإمكانات الذكاء الاصطناعي.. المكاتب الخلفية تقود النقل والخدمات اللوجستية

ماذا تريد الشركات فعلاً؟

بحسب استطلاع "Peerless Research Group" الصادر عام 2025 حول برامج الأتمتة، فإن قرابة نصف الشركات تعتزم الاستثمار في أنظمة الفرز والنقل المؤتمتة خلال العامين المقبلين، بينما 44% منها تخطط لإدخال روبوتات لعمليات الانتقاء وتكديس البضائع. 

كذلك، سعت العديد من الشركات والممثلة 40% لتحديث أو استبدال أنظمة إدارة المستودعات الحالية، والدوافع ليست تكنولوجية بحتة، بل عملية بامتياز. 

نقص العمالة، وضغوط الوقت، وتوقعات العملاء المرتفعة تجعل الشركات تبحث عن حلول مرنة، قابلة للتوسع، ومترابطة، والهدف لم يعد مجرد تقليل التكاليف، بل ضمان استمرارية تدفق السلع وسط عالم متقلب وغير متوقع.

أتمتة المستودعات

الحذر من بريق التكنولوجيا

رغم الإغراءات، تتجنب الشركات الذكية القفز من "النقطة أ" إلى "النقطة ياء" في رحلتها نحو الأتمتة الكاملة، فكثير منها تتبنى نهجًا تدريجيًا، يجمع بين الحلول التقليدية والحديثة، ويترك مجالًا للمرونة والتجريب.

هذا التوجه التدريجي لا يعكس فقط حرصًا ماليًا، بل وواقعية إدارية، فمع تقلب السياسات الجمركية، وتغير قوانين العمل، ومخاطر الكوارث الطبيعية، يصعب على الشركات الالتزام باستثمارات ضخمة غير قابلة للتعديل السريع.

لذلك، تفضل غالبًا التوسع في الأتمتة على مراحل، تتيح لها تحقيق مكاسب آنية، مع بناء بنية رقمية قوية تمكنها من استيعاب التطورات المستقبلية.

اقرأ أيضًا:

الشبكات الذكية تمنح اللوجستيات قدرة غير مسبوقة على تتبع الشحنات عالميًا

ذكاء صناعي وتوأم رقمي

في المستقبل القريب، لن تقتصر مهام الأنظمة الذكية على تنفيذ الأوامر، بل ستبدأ في استباق الأعطال وتحليل المخاطر. 

ولن نندهش حين نرى محرك ناقل يظهر مؤشرات على فشل محتمل، ويساعد النظام في التدخل تلقائيًا بل ويطلب الصيانة، أو مثلاً إعصار يهدد بتعطيل الشحنات، حينها يتدخل النظام ويقوم بإعادة توزيع المخزون وإعادة توجيه الطلبات آليًا.

ستكتسب المفاهيم مثل التوأم الرقمي أهمية متزايدة، حيث تستخدم نماذج رقمية حية تعكس الوضع الحقيقي للمستودع لحظة بلحظة، ما يسهم في اتخاذ قرارات دقيقة وسريعة، تقلل الهدر وتحسن الإنتاجية.

أما الطائرات المسيرة، فستتحول من أدوات استعراضية إلى وسائل يومية لفحص المخزون والتحقق من العدد، خاصة في الأماكن المرتفعة أو التي يصعب الوصول إليها.

مراقبة المخزون

الأساس هو الملك

ورغم كل هذه الوعود، تبقى الرسالة الأساسية التي يوجهها الخبراء واضحة، وهى لا يمكن لأي تكنولوجيا مهما كانت متقدمة أن تعوض عن غياب الأساسيات.

وأخيرًا، لا تزال المستودعات مزيجًا بين التكنولوجيا والبشر، وبين الرؤية المستقبلية والإدارة الحكيمة، والمستودع الذكي حقًا ليس الأكثر استثمارًا، بل الأكثر وعيًا بكيفية استثمار كل قطعة تقنية لتحقيق نتائج حقيقية.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search