الهند والصين تعيدان ضبط العلاقات، تحالف اقتصادي جديد يُولد من رحم التوترات
الأربعاء، 20 أغسطس 2025 11:11 ص

الصين والهند
ميرنا البكري
تحاول كل من الهند والصين، "أكبر قوتين اقتصاديتين في آسيا"، فتح صفحة جديدة بعد سنوات من الشد والجذب بسبب الحدود، وما يحدث الآن ليس مجرد قرارات دبلوماسية، بل تحرك اقتصادي كبير له انعكاسات على التجارة، الاستثمار، وسلاسل التوريد في المنطقة بأكلمها، وفي وقت العالم يشهد فيه توترات جيوسياسية، أي خطوة للتقارب بين هاتان القوتان ستؤثر على الخريطة الاقتصادية ليس في آسيا فقط، لكن أيضًا على مستوى عالمي.

اتفاق “إعادة الاستقرار”، مشهد جديد للتعاون
الاتفاق الي أعلنوه يشمل خطوات عملية، منها:-
1.استئناف الرحلات الجوية المباشرة لأول مرة منذ سنوات.
2.إعادة فتح التجارة الحدودية في 3 نقاط محددة.
3.تخفيف قيود التأشيرات لتسهيل التنقل بين البلدين.
4.إعادة تفعيل آليات الحوار التي كانت متوقفة منذ 2020.
هذه الخطوات تعني أن الجانبين يدركون أن استمرار الجمود كان يكلفهم اقتصادياً، والتجارة المباشرة كانت متضررة بشكل كبير بعد أزمة وادي جالوان، والآن هناك توجه لإعادة الروابط التجارية تدريجياً.
الخلفية، من وادي جالوان للانفتاح الحذر
الخلاف الحدودي بين الهند والصين ليس جديدًا، لكن صدامات وادي جالوان عام 2020 كانت نقطة التحول، فنتج عن هذه الصدامات قتلى من الجانبين، وتجميد قنوات الاتصال السياسي والعسكري، وتعزيز القوات والبنية التحتية العسكرية على طول الحدود، مما خلق بيئة انعدام ثقة وأدى إلى تراجع ملحوظ في التجارة الثنائية التي كانت تقترب من 100 مليار دولار قبل الأزمة.
التأثير الاقتصادي المباشر
إذا تم تنفيذ الاتفاق بشكل سلس، قد نواجه:-
1.زيادة حجم التجارة الثنائية خاصةً في القطاعات التكنولوجية والإلكترونيات والمنسوجات.
2.انخفاض تكاليف الشحن والنقل نتيجة استئناف الطيران المباشر.
3.عودة الشركات الصغيرة والمتوسطة التي كانت تعتمد على التجارة الحدودية للعمل.
قد تستفيد الهند من التكنولوجيا الصينية والمواد الخام، والصين قد تحصد نتائج جيدة من السوق الاستهلاكي الضخم في الهند ومن العمالة الماهرة منخفضة التكلفة.
التأثير الإقليمي والعالمي
قد يغير تحسن العلاقات بين الهند والصين ميزان القوى الاقتصادي في آسيا، فمن الممكن أن يخفف الضغط على سلاسل التوريد العالمية خاصةً في الإلكترونيات والمنتجات الصناعية، وقد يقلل فرص الانحياز الكامل للهند نحو الغرب ضد الصين، مما يغير المعادلة في المحافل الدولية مثل الـ BRICS وG20، ويفتح مجال لتعاون ثلاثي أو رباعي يشمل دول مثل روسيا والبرازيل في قضايا الطاقة والتكنولوجيا.
التوقعات للفترة المقبلة
على المدى القصير:- قد يحدث تحسن تدريجي في حجم التجارة، وعودة الاستثمارات المشتركة.
على المدى المتوسط:- إمكانية توقيع اتفاقيات أوسع للتعاون في مجالات البنية التحتية والطاقة المتجددة.
على المدى الطويل: إذا استمر الاستقرار، قد يحدث تحالف اقتصادي آسيوي أقوى يواجه النفوذ الغربي في المنطقة.
اقرأ أيضًا:
رسوم ترامب تقرب الخصوم، الصين والهند على طريق إعادة رسم التحالفات
الهند والصين تتفقان على استئناف الرحلات الجوية المباشرة

ختامًا، ما يحدث بين الهند والصين ليس مجرد صلح حدودي،بل بداية إعادة هندسة للعلاقات الاقتصادية والسياسية في آسيا، والطرفين على دراية تام ةبأن المواجهة مكلفة، وأن التعاون حتى لو كان محدود أفضل من استمرار التوتر، لكن النجاح سيعتمد على قدرة الطرفين على إدارة الخلافات التاريخية وتحييدها لصالح المكاسب الاقتصادية.
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
ثروات الخليج تتحدى الأزمات، من صواريخ إيران إلى قلب النظام المالي العالمي
19 أغسطس 2025 07:48 م
في ظل مفاوضات الحرب، واشنطن تلوح بالعقوبات والهند تعيد رسم خريطة النفط
19 أغسطس 2025 04:24 م
الفائدة الآسيوية تغير المعادلة، هل بدأ الاقتصاد العربي يتأثر أكثر بالصين والهند؟
19 أغسطس 2025 01:02 م
أكثر الكلمات انتشاراً