الثلاثاء، 19 أغسطس 2025

04:08 م

الفائدة الآسيوية تغير المعادلة، هل بدأ الاقتصاد العربي يتأثر أكثر بالصين والهند؟

الثلاثاء، 19 أغسطس 2025 01:02 م

السياسات النقدية بآسيا

السياسات النقدية بآسيا

ميرنا البكري

تتقدم السياسات النقدية بآسيا عام 2025 في مسارات متباينة، فهناك دول تسهل الاقتراض لكي تدعم النمو، ودول أخرى لا زالت متحفظة أو مازالت تدرس رفع الفائدة لكي تواجه التضخم.

وعلى الرغم أن الفائدة الأمريكية لازالت الأساس الذي يحرك قرارات البنوك المركزية في المنطقة العربية، إلا أن تأثير آسيا أصبح يزحف تدريجياً على العرب من بوابة التجارة، الطاقة، والتحويلات والاستثمار.

السؤال الهام، كيف تغير السياسات النقدية في الصين، الهند، اليابان، وكوريا الجنوبية شكل الاقتصاد العربي في الفترة المقبلة؟

صندوق النقد العربي يتوقع تعافياً لاقتصادات الدول العربية العام المقبل : CNN  الاقتصادية
الاقتصاد العربي

 الصين، توازن حساس بين النمو والاستقرار

ثبت بنك الشعب الصيني الفائدة الأساسية (LPR) عند 3% في يوليو، لكنه سبب خفض انتقائي لتمويل قصير الأجل، والهدف دعم القطاعات المرهَقة مثل العقارات والتصنيع دون أن يسبب ضغط كبير على اليوان.

أي أن الصين تسير على حبل مشدود، فتسعى لدعم النمو وفي نفس الوقت تحاول الحفاظ على الاستقرار المالي وسط توترات مع الولايات المتحدة الأمريكية.

 ومن المتوقع أن يحدث خفض إضافي بسيط (من 20 لـ 30 نقطة أساس) قبل نهاية العام، وإذا استمر الركود الاستهلاكي، فينعكس ذلك في طلب أكبر على الطاقة الخليجية، وصفقات توريد أطول.

الهند، سياسة حذرة وسط ضغوط خارجية

خفض البنك المركزي الهندي الفائدة لـ 5.5% في يونيو، وأيضًا قلل الاحتياطي الإلزامي للبنوك، لكن بعد ذلك وقف عند موقف “محايد”، وذلك بسبب التضخم المستورد والضغط على الروبية بعد الرسوم الأمريكية.

من المتوقع أن تظل الفائدة كما هي، مع احتمال تخفيض صغير إذا هبط التضخم لأقل من 2.5%، وبالتالي قد تزداد  التحويلات من العمالة الهندية في الخليج؛ لأن الأسر هناك لا تحتاج إلى الاعتماد عليها كما كان الحال قديمًا، مما يعطي قوة للطلب الاستهلاكي في الخليج.

 اليابان، من الفائدة المنخفضة لاحتمال التشديد

ثبت بنك اليابان الفائدة عند 0.5% لكنه رفع توقعاته للتضخم لـ 2.7%، مما يعني احتمالية رفع الفائدة موجودة إذا استمرت الضغوط السعرية.

تجعل الفائدة المنخفضة تاريخياً عند اليابان مستثمريها يبحثون عن عوائد أعلى خارج البلاد، وهنا تأتي أهمية أسواق الدين في الخليج ومصر والمغرب.

من المتوقع أن تصل الفائدة لـ 0.75% أو حتى 1% قبل نهاية 2025، مما يجعل تدفقات رأس المال الياباني للعرب مستمرة لكن بحذر أكثر.

كوريا الجنوبية، ضغط ديون الأسر وتباطؤ الصادرات

أبقت كوريا الفائدة عند 2.5% في يوليو بعد خفض بسيط، والاقتصاد يعاني من ديون الأسر المرتفعة وضعف الطلب الخارجي.

ومن المتوقع أن يكون هناك خفض إضافي صغير إذا استمر التباطؤ، مما يعني استمرار استثمارات كورية في الخليج لكن بشكل أبطأ.

 جنوب شرق آسيا، السباق للتيسير

خفضت إندونيسيا الفائدة 4 مرات حتى أصبحت 5.25%، وسجلت ماليزيا أول خفض من 5 سنوات لـ 2.75%، والهدف هنا دعم النمو وتشجيع الاقتراض في بيئة تضخم منخفض.

ومن المتوقع أن تظل المنطقة في مسار التيسير، مما يعطيها قدرة أنها تزود صادراتها للعالم العربي بأسعار منافسة.

ما الهدف خلف التركيز على الفائدة الآسيوية؟

1. يشكل خفض الفائدة في الصين والهند، طلب أكبر على النفط والغاز الخليجي.

2. تحفز الفائدة المنخفضة في اليابان وكوريا استثمارات وصناديق تضخ أموال في السندات والمشاريع العربية.

3.  تيسير السياسة النقدية في آسيا يجعل منتجاتها أرخص، والمستهلك العربي يجد إلكترونيات وملابس وقطع غيار بأسعار أقل.

4. إذا شددت آسيا سياستها، تزداد أسعار السلع ، والتضخم يُترجم فوراً في أسواق مستوردة مثل مصر وتونس والأردن.

 الرابحون والخاسرون

الرابحون:-

1.الخليج (ارتفاع الطلب على الطاقة).

2.الحكومات التي تستفيد من قروض منخفضة التكلفة.

3.المستهلك العربي الذي بيشتري سلع آسيوية أرخص.

الخاسرون:-

1.الدول المستوردة بكثافة من آسيا (مصر، تونس، الأردن) وقت التشديد.

2.قد تخسر البنوك الخليجية جزء من أرباحها، إذا هبطت الفائدة الأمريكية والآسيوية بقوة.

3.أسواق المال العربية، إذا عاد رأس المال الأجنبي لآسيا.

اقرأ أيضًا: 

السياسة النقدية الصينية تتغير، خفض الفائدة وضخ تريليون يوان لتحفيز الاقتصاد

رئيس الاحتياطي الفيدرالي: لم نناقش توقعات السياسة النقدية مع ترامب

الأسهم الآسيوية ترتفع بقيادة الصين بعد تثبيت الفائدة
الفائدة الآسيوية

 أيهما أهم للعرب، الفائدة الأمريكية أم الآسيوية؟

الأمريكية:- هي الأكثر تأثيرًا مباشرة، خاصةً في الخليج الذي يربط عملاته بالدولار، فأي خفض أو رفع من الفيدرالي ينعكس فوراً على القروض والعقارات والاستثمار.

الآسيوية:- تأثيرها بطيء لكنه متصاعد، ويأتي عبر التجارة والطاقة ورؤوس الأموال، ومع توسع العلاقات الاقتصادية بين آسيا والعرب، سيكبر هذا التأثير كل عام.

ختامًا، المشهد النقدي في آسيا 2025 يقول أننا نواجه عالم متعدد الأقطاب وليس في السياسة فقط، لكن أيضًا في الفائدة وأسواق الأموال.

لازالت الولايات المتحدة المايسترو، لكن آسيا أصبحت العازف الذي يرتفع صوته يومًا بعد يوم، والعرب أمامهم فرصة للاستفادة من التيسير الآسيوي سواء كانفي تمويل رخيص أو طلب قوي على الطاقة، لكن لابد أن يضعون في اعتبارهم أيضًا مخاطر التضخم واستثمارات رأس المال التي قد تتجه للشرق بدلًا من أن تأتي لهم.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search