الخميس، 14 أغسطس 2025

07:05 م

رسوم ترامب تقرب الخصوم، الصين والهند على طريق إعادة رسم التحالفات

الخميس، 14 أغسطس 2025 02:58 م

الصين والهند

الصين والهند

ميرنا البكري

يُعد الوضع السياسي والاقتصادي بين الصين والهند الآن معقد وحساس للغاية، حيث قررت الصين إرسال وزير خارجيتها "وانج يي" لنيودلهي لأول مرة منذ 3 سنوات، في محاولة لتذويب الجليد بعد أزمة الحدود في الهيمالايا عام 2020، هذه الزيارة ليس زيارة مجاملة، بل تمهد لتفاهمات حقيقية على الأرض، أهمها تقليل القوات على الحدود وفتح ملفات التجارة التي تم إغلاقها منذ سنوات.

اللافت أن هذه التحركات تحدث في نفس الوقت التي تتوتر فيه العلاقات بين الهند وإدارة ترامب بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية الضخمة على الصادرات الهندية (50%)، والتي تُعد الأكبر مقارنة بباقي دول المنطقة.

الهند والصين.. عودة الدفء للعلاقات الاقتصادية بعد توتر حدودي
الصين والهند على طريق إعادة رسم التحالفات من جديد

 رسوم ترامب، دفعت الخصوم ليتحولوا لشركاء

تعيد واشنطن تحت قيادة ترامب تشكيل النظام التجاري العالمي، لكن بأسلوب يخلق ضغوط على بعض الحلفاء ويفتح فرص لخصوم أمريكا ليقتربو، كما دفعت  الرسوم الجمركية القاسية على الهند نيودلهي أنها تفتح قنوات أعمق مع بكين، خاصةً أن الاثنين يعتبرون أنفسهم "دول نامية كبرى" و"أعضاء هاميين في الجنوب العالمي".

يخلق هذا الوضع تقارب استراتيجي، خاصةً أن الصين والهند لديهم ملفات اقتصادية تستطيع كسبهم الاثنين إذا تعاونوا، مثل الأسمدة، التجارة الحدودية، وحتى مشاريع النقل الجوي المباشر.

 التجارة الحدودية، من التوابل للصوف والرجوع بعد غياب طويل

قبل جائحة كورونا، كان هناك تجارة حدودية متواضعة بين الصين والهند، لكنها مؤثرة على حياة سكان المناطق الجبلية، فتشمل التوابل والسجاد والصوف والنباتات الطبية والأجهزة البسيطة، وكانت قيمة التجارة في (2017/2018)  حوالي 3.16 مليون دولار، وتعتبر ليست كبيرة مقارنة بتجارتهم العامة، لكن لها قيمة اجتماعية واقتصادية للسكان المحليين.

بعد الاشتباك الدموي في 2020 والجائحة، تم إغلاق النقاط التجارية، لكن الآن يوجد نقاش جاد لإعادة فتحها عبر نقاط محددة، فقد تكون عودة التجارة خطوة رمزية لاستعادة الثقة، وفي نفس الوقت بداية لشراكات اقتصادية أوسع.

 النفط الروسي، حجر الخلاف بين نيودلهي وواشنطن

على الجانب الآخر، هناك ملف يزود الفجوة بين الهند وأمريكا“النفط الروسي”، فيعتقد ترامب أن استمرار الهند في شراء النفط الروسي بأسعار مخفضة يمول حرب أوكرانيا، لكن مودي لا يظهر أي نية للتراجع، بالعكس وقع اتفاقيات جديدة مع موسكو لتعميق التعاون الاقتصادي.

وترد الهند قائلة أن مشترياتها تحمي استقرار الأسواق العالمية ومنع أزمة إمدادات، مام يجعل موقفها أقوى أمام الضغوط الأمريكية، وفي نفس الوقت يجعل الصين ترى بها شريك محتمل في مواجهة سياسات واشنطن.

علاقات متزايدة مع دول البريكس

يسعى رئيس وزراء الهند “مودي”  لتعزيز العلاقات مع  أعضاء دول البريكس كالبرازيل وروسيا، وفي أغسطس دعا   الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة الهند في وسط توتر العلاقات مع أمريكا.

وأيضًا ناقش مودي مع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، بعض الأمور المتعلقة بالتجارة وفرض الرسوم الجمركية الأحادية على بلدهما، فكان دعم العلاقات التجارية بين البرازيل والهند القضية الأساسية خلال زيارة مودي  لـ برازيليا في يوليو الماضي.

اقرأ أيضًا: 

الهند في مرمى النيران، نيودلهي بين النفط الروسي ورسوم ترامب الجمركية

ترامب يطرح فكرة خفض الرسوم الجمركية على الصين إلى 80% - اخباري 24 | Ekhbary  24
رسوم ترامب الجمركية

 التوقعات الاقتصادية

1. من المتوقع أن يزداد التعاون الثنائي، إذا حققت الزيارة نتائج في ملف خفض القوات، فمن الممكن أن يحدث توسع في التجارة والرحلات الجوية، مما قد يرفع حجم التجارة الحدودية بشكل تدريجي.

2. قد يحدث إعادة توجيه العلاقات الاقتصادية، فالضغوط الأمريكية ستدفع الهند للبحث عن بدائل، والصين مرشحة لتكون أكبر مكسب إذا استغلت الفرصة.

3. فرص استثمارية جديدة، فقد نرى استثمارات مشتركة في الصناعات الخفيفة والزراعة، خاصةً في المناطق الحدودية.

4. تعقيد الموقف مع واشنطن، فأي تقارب كبير بين بكين ونيودلهي سيزيد من حدة التوتر مع أمريكا، تحديدًا في ظل ملفات حساسة مثل النفط الروسي والتكنولوجيا.

ختامًا، تعكس التحركات الأخيرة بين الصين والهند أن الخصومات الشديدة قد تتحول لمساحة للتعاون حينما تفرض المصالح نفسها، فيخلق ترامب برسومه الجمركية وسياساته فراغ تجاه النفط الروسي، وتسعى الصين لتملئه، والهند تلعب على الجانبين لتحقيق أقصى استفادة.

لكن رغم التقارب، تظل هذه العلاقات حذرة ومبنية على المصالح، وأي أزمة حدودية جديدة أو ضغط خارجي قد يرجع الأمور للصفر.
 

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search