الأحد، 17 أغسطس 2025

11:34 م

ديون أمريكا تتجاوز الخطوط الحمراء، فوائد قياسية تهدد الموازنة والاقتصاد العالمي

الأحد، 17 أغسطس 2025 03:20 م

ديون أمريكا

ديون أمريكا

ميرنا البكري

تواجه الولايات المتحدة الآن أزمة مالية ليست بسيطة، حيث وصل الدين العام لمستويات غير مسبوقة، وفوائد الديون أصبحت تأكل جزء ضخم من ميزانية الدولة، لدرجة أنها الآن أكبر من الإنفاق على الدفاع والصحة، فترامب يسعى للسيطرة على العجز ويضغط على الفيدرالي ليخفض الفائدة بأقصى سرعة، لكن الأمر ليست بهذه السهولة، لأن أي قرار في واشنطن يرج أركان الاقتصاد العالمي بأكمله.

للمرة الرابعة في 2025.. الفيدرالي يعاند ترامب ويبقي الفائدة دون تغيير -  تليجراف مصر
رئيس الفيدرالي الأمريكي

 فوائد الديون، الوحش اللي بيأكل الموازنة

في أول 10 شهور من السنة المالية 2025، دفعت أمريكا  تريليون دولار فوائد ديون فقط، وهذا أعلى رقم في التاريخ لنفس الفترة، وإذا استمر الوضع هكذا، ستتخطى الفوائد 1.2 تريليون دولار هذا العام بالكامل، لأول مرة في تاريخ أمريكا.

والأمر الذي أخطر من ذلك، أن هذه الفوائد أصبحت ثاني أكبر بند في الإنفاق الفيدرالي بعد الضمان الاجتماعي (1.5 تريليون دولار)، أي الدفاع والصحة الذين كانوا أعمدة الموازنة أصبحوا خلفها، وكل واحد منهمحوالي 900 مليار فقط.

 دين متفاقم، سقف جديد وصدمة جديدة

أعلنت الخزانة الأمريكية أن الدين العام  تخطى 37 تريليون دولار في أغسطس 2025، وهذا بعد  أن مرر الكونجرس مشروع "القانون الكبير الجميل" الذي رفع سقف الدين من 36.1 لـ 41.1 تريليون دولار. والمفاجأة أن الدين زاد 410 مليار دولار في يومين فقط بعد إقرار القانون، والنتيجة ارتفاع التكلفة على الخزانة، والفوائد تظل تضغط على الموازنة أكتر وأكتر.

 تداعيات عالمية، ليس أزمة أمريكا بمفردها

لا يقف الموضوع عند حدود واشنطن، فحذر صندوق النقد الدولي من 2024 أن ديون أمريكا القياسية خطر على الاستقرار المالي العالمي؛ لأن كل ما تزداد الديون، تضطر الحكومة الأمريكية لطرح سندات أكثر، وبالتالي عائد السندات يقفز، مما يرفع أسعار الفائدة ليس في أمريكا فقط، لكن أيضًا في دول كثيرة حول العالم.

أي الاقتصادات الناشئة التي تعتمد على الاقتراض الخارجي ستتأثر بشدة، مما قد يسبب أزمات سيولة ونزيف في عملاتها المحلية.

 ترامب والفيدرالي، صراع الفائدة

يضغط ترامب الآن  على الاحتياطي الفيدرالي ليهبط الفائدة بسرعة وبمعدلات كبيرة لكي يقلل فاتورة فوائد الدين، لكن الفيدرالي لديه أولويات أخرى مثل السيطرة على التضخم، وإذا قام بتخفيض الفائدة بسرعة، قد يحدث انفجار في الطلب والأسعار تزداد مرة أخرى، وإذا استمر على على الوضع الحالي، ستتآكل الموازنة الفيدرالية أكثر بفعل الفوائد.

التوقعات، السيناريوهات المقبلة

إذا خفض الفيدرالي الفائدة بسرعة:- قد تهبط تكلفة الدين قليلًا، لكن هذا قد يضغط على التضخم ويرفع الأسعار، أي أزمة من نوع آخر.

إذا استمر الوضع كما هو:- ستتخطى الفوائد سقف 1.2 تريليون، وأمريكا ستجد نفسها في سباق مرعب بين تمويل الدين وبين تمويل باقي الخدمات.

على المدى الطويل:- سيظل الدين الأمريكي قضية سياسية أكثر منها اقتصادية، وكل إدارة قادمة ستواجه  نفس المعضلة، إما تقشف قاسي أو استمرار في دوامة الاستدانة.

اقرا أيضًا: 

بعد ارتفاع التضخم الأمريكي، ترامب يطالب جيروم باول خفض سعر الفائدة الآن

ديون أمريكا تتجاوز 37 تريليون دولار، كرة ثلج تقترب من حافة الهاوية

The US Debt—Causes and Consequences | Hoover Institution The US Debt—Causes  and Consequences
الديون الأمريكية

ختامًا، الديون الأمريكية ليس مجرد أرقام على ورق، بل قنبلة موقوتة داخل أكبر اقتصاد في العالم، والفوائد الآن تأكل من لحم الموازنة، وترامب يحاول التصرف بالضغط على الفيدرالي، لكن أي خطوة لها تكلفة ضخمة، والأخطر أن العالم كله يتأثر، من سندات الخزانة التي ترسم شكل الفوائد العالمية، حتى الاقتصادات الناشئة التي تدفع ثمن القرارات الأمريكية. هذه الأزمة ليست قصيرة المدى، بل معركة طويلة ستحدد مستقبل الاقتصاد الأمريكي، بل والاقتصاد العالمي بأكمله.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search