ديون أمريكا تتجاوز 37 تريليون دولار، كرة ثلج تقترب من حافة الهاوية

الأحد، 10 أغسطس 2025 08:52 م

الديون الأمريكية

ميرنا البكري

أصبحت الديون الأمريكية مثل كرة الثلج التي تتدحرج من فوق الجبل، لدرجة أنها وصلت لأول مرة في التاريخ لأكثر من 37 تريليون دولار، وهذا ليس مجرد رقم كبير على ورق، بل يعني ان أكبر اقتصاد في العالم أصبح تحت ضغط مالي غير مسبوق، ومع كل يوم يمر تتعمق الأزمة، والتداعيات تصل للعالم بأكمله.

فوائد الديون الأمريكية تقترب من الرقم القياسي وعبارة (إنه الاقتصاد يا غبي) - صحيفة مال — **الاقتصاد الأمريكي**

"القانون الكبير الجميل"، بداية الصعود الجنوني للديون

القانون الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وأطلق عليه “مشروع القانون الكبير الجميل”، رفع سقف الدين من 36.1 تريليون دولار لـ 41.1 تريليون دولار، لكن اللحظة التي تم الموافقة فيها على رفع السقف، قفزت الديون 410 مليارات دولار في يومين فقط.

فمن يوم 4 يوليو 2025 حتى الآن، زادت الديون حوالي 780 مليار دولار، وبمعدل 22 مليار دولار يوميًا، وهذا لا يعكس أن الإنفاق ضخم فقط، لكن أيضًا يشير إلى أن الفوائد المترتبة على الديون تتراكم بسرعة رهيبة.

أسبوع تاريخي في إصدار السندات

في أسبوع واحد فقط، باعت الحكومة الأمريكية 724 مليار دولار سندات خزانة في 10 مزادات مختلفة، وتوضح هذه الكمية بمفردها أن الحكومة تعتمد بشكل متزايد على الاستدانة لكي تمول نفقاتها، مما يجعل الدين العام ليس مجرد مشكلة، لكن أزمة متفاقمة.

الديون أكبر من حجم الاقتصاد نفسه

بحسب بيانات 2024، كان الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي 29.18 تريليون دولار، مما يعني أن الديون الآن تساوي 126.79% من حجم الاقتصاد، وحينما يكون الدين أكبر من حجم الانتاج السنوي، يجعل أي أزمة مالية أو ركود اقتصادي أخطر بكثير.

تحذيرات محلية ودولية

في أبريل 2024، حذر صندوق النقد الدولي من أن المستوى القياسي للديون الأمريكية يهدد الاستقرار المالي العالمي، خاصةً مع ارتفاع أسعار الفائدة التي تؤثر على أسواق المال في العالم بأكمله.

في يوليو 2025، قال راي داليو، الملياردير والمستثمر الشهير، أن الدين الأمريكي سيسجل 130% من الناتج المحلي الإجمالي خلال 10 سنوات.

وضح داليو أن الحكومة تصرف حوالي 7 تريليونات دولار سنويًا، مقابل إيرادات حوالي 5 تريليونات، أي الدين الآن حوالي 6 أضعاف الإيرادات، ومتوقع أن يصل لـ 7.5 أضعاف خلال عقد.

التداعيات المتوقعة على المدى القريب والبعيد

1. على الاقتصاد الأمريكي

سيزود ارتفاع الفوائد تكلفة خدمة الدين، وهذا يعني أن الحكومة ستدفع أكثر لكي تسدد الفوائد بدلًا من الاستثمار في البنية التحتية أو الصحة أو التعليم، فأي أزمة ركود اقتصادي ستكون أخطر لأن هامش المناورة المالي سيكون محدود للغاية.

2. على الاقتصاد العالمي

تعتبر سندات الخزانة الأمريكية الأداة الأكثر أمانًا للاستثمار في العالم، لكن مع زيادة المعروض منها، العوائد سترتفع، مما يرفع أسعار الفائدة في دول كثيرة، والدول النامية ستعاني أكثر لأنها تواجه صعوبة في الاقتراض بأسعار معقولة.

3. على الأسواق المالية

زيادة الديون ستخلق مخاوف بين المستثمرين، مما قد يؤدي لتقلبات أكبر في أسواق الأسهم والعملات، وأي تخفيض في التصنيف الائتماني الأمريكي قد يهز ثقة الأسواق العالمية.

بسبب الدين الأمريكي، ترامب يؤجل إنشاء صندوق الثروة السيادي

ترامب يأمر بنشر غواصتين نوويتين بعد تصريحات روسية — **الرئيس الأمريكي دونالد ترامب**

السيناريوهات المستقبلية

السيناريو الإيجابي: تبدأ الحكومة الأمريكية خطة جادة لتقليل الإنفاق وزيادة الإيرادات، مع إصلاحات هيكلية في النظام الضريبي.

السيناريو السلبي: استمرار نفس النهج الحالي، ووقتها الدين قد يتخطى 50 تريليون دولار قبل 2035، والضغوط على الاقتصاد العالمي ستكون أكبر.

السيناريو الكارثي: أزمة ثقة في السندات الأمريكية ستؤدي لهروب رؤوس الأموال، مما يفتح الباب أمام أزمة مالية عالمية.

ختامًا، أزمة الديون الأمريكية ليس رقم رقم ضخم يُسجل في دفاتر وزارة الخزانة، لكنها خطر حقيقي يؤثر على مستقبل الاقتصاد الأمريكي والعالمي، ومع استمرار الإنفاق الضخم وسقف الدين المفتوح، هذه الكرة لا تقف عن التدحرج.

والسؤال الحقيقي، هل لدى واشنطن خطة توقفها قبل أن تصل للحافة؟

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.