الأحد، 17 أغسطس 2025

01:39 ص

دكتور أسامة سلام يكتب: الإدمان الرقمي.. مصيدة الانتباه في عصر الشاشات

السبت، 16 أغسطس 2025 12:41 م

دكتور أسامة سلام يكتب: الإدمان الرقمي.. مصيدة الانتباه في عصر الشاشات

دكتور أسامة سلام يكتب: الإدمان الرقمي.. مصيدة الانتباه في عصر الشاشات

في عصرنا الرقمي المتسارع، أصبحت الهواتف الذكية والمنصات الاجتماعية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومع ذلك، يخفي هذا الاندماج الواسع مخاطر خفية، أبرزها الإدمان الرقمي، الذي يُعرف بأنه الاعتماد المفرط على الأجهزة الرقمية والتطبيقات، مما يؤدي إلى فقدان السيطرة على الوقت والانتباه، هذا الإدمان ليس مجرد عادة سيئة، بل هو "مصيدة" مصممة بعناية من قبل شركات التكنولوجيا العملاقة

الإدمان الرقمي 

يعرف الإدمان الرقمي بأنه حالة يصبح فيها الفرد غير قادر على مقاومة الرغبة في استخدام الأجهزة الرقمية، حتى لو أدى ذلك إلى إهمال مسؤولياته اليومية أو علاقاته الاجتماعية وتعتمد هذه "المصيدة" على آليات نفسية وتكنولوجية مدروسة، مستوحاة من علم النفس السلوكي، على سبيل المثال، آلية "المكافأة المتغيرة"، حيث تكون الإعجابات والتعليقات غير متوقعة، تشبه آلة القمار، مما يدفع الدماغ إلى إفراز الدوبامين ويجعل المستخدم يعود مرارًا للتحقق من الجديد.

كما تلعب الخوارزميات دورًا محوريًا كـ"مهندس خفي"، حيث تحلل سلوك المستخدم بدقة لتقديم محتوى مخصص يبقيه منخرطًا. الإشعارات المستمرة، التمرير اللانهائي، والخوف من فقدان الأحداث (FOMO) كلها أدوات تستغل حاجتنا الفطرية للتواصل والتحفيز، مما يحول التكنولوجيا من أداة مفيدة إلى سلوك قهري، الدوافع النفسية العميقة التي تجعلنا عرضة لهذا الإدمان، الحاجة إلى التحفيز المستمر، الرغبة في الانتماء الاجتماعي، والخوف من الملل كلها عوامل تجعل الشاشات ملاذًا سهلًا.

اقتصاديًا، تعتمد شركات مثل فيسبوك وتويتر (الآن X) على نموذج "اقتصاد الانتباه"، حيث يُباع انتباهنا للمعلنين، كل دقيقة إضافية نقضيها على التطبيق تعني إيرادات أعلى، مما يدفع هذه الشركات إلى تصميم واجهات جذابة تستثير العواطف وتستغل نقاط الضعف، مثل التحيزات المعرفية أو الجاذبية العاطفية للمحتوى السلبي.

 تأثير إشعارات الادوات الرقمية على الدماغ 

لا يقتصر الإدمان الرقمي على سرقة الوقت، بل يمتد تأثيره إلى جوانب متعددة من الحياة، على المستوى النفسي، يؤدي إلى زيادة القلق، الاكتئاب، والشعور بالوحدة، خاصة بسبب المقارنات الاجتماعية غير الواقعية، كما يتسبب في تفتيت الانتباه، مما يضعف القدرة على التركيز العميق والإنتاجية، كما أظهرت دراسات مثل تلك الواردة في الكتاب عن تأثير الإشعارات على الدماغ.

اجتماعيًا، يؤدي إلى إضعاف العلاقات الحقيقية، حيث يفضل الكثيرون التواصل الافتراضي على اللقاءات الوجه لوجه، مما يقلل من العمق العاطفي. أما على المستوى المجتمعي، فيساهم في انتشار المعلومات المضللة، حيث تفضل الخوارزميات المحتوى المثير على الحقيقي، مما يعزز الاستقطاب والفقاعات المعلوماتية.

لحسن الحظ، ليس الإدمان الرقمي قدرًا محتومًا، ولكن يمكننا أن:
- نستخدم تطبيقات لتحديد وقت الاستخدام اليومي، مثل إيقاف الإشعارات غير الضرورية وتخصيص أوقات "غير متصلة".
- نمارس تمارين اليقظة الذهنية أو التأمل لتعزيز القدرة على التركيز العميق.
- نجعل هناك مناطق خالية من الشاشات في المنزل، ونشجع على الهوايات غير الرقمية مثل القراءة أو الرياضة.
كما يجب ان يكون هناك تنظيما أخلاقيا للمنصات، مثل قوانين تحمي خصوصية البيانات وتحاسب الشركات على المحتوى الضار.

الإدمان الرقمي ليس مجرد مشكلة فردية، بل تحدٍ مجتمعي يتطلب جهودًا مشتركة. التكنولوجيا أداة، والقرار بيدنا: هل نتركها تسيطر علينا، أم نستخدمها لتعزيز حياتنا؟ باتخاذ خطوات واعية اليوم، يمكننا بناء مستقبل رقمي أكثر توازنًا وإنسانية.

تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ“أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية”، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search