"الطيران في زمن الهاكرز"، مخاطر جديدة تلاحق المسافرين والاقتصاد
الأحد، 29 يونيو 2025 09:13 م

الاحتيال الإلكتروني على قطاع الطيران
تحليل/ ميرنا البكري
في ذروة موسم السفر الصيفي، وبينما يقوم الكثير من الناس بحجز التذاكر والتنقل من مكان إلى آخر، ظهرت شبكة إلكترونية إجرامية تسمى "سكاترد سبايدر" (العناكب المبعثرة)، والتي اخترقت أنظمة شركات طيران كبيرة في أمريكا وكندا، فرغم أن الطائرات لن تقع، لكن هناك شيء أخطر بدأ يهتز:- (الثقة، البيانات، والأمان الاقتصادي لقطاع الطيران والسفر).
وسنوضح في هذا التحليل، كيف يؤثر ذلك على الشركات والاقتصاد! ومن قد يكون الضحية المقبلة؟ وهل ذلك خطر عابر أم بداية لفصل جديد في حروب العصر الرقمي؟

“سكاترد سبايدر”، عصابة تلعب في الجو وعلى الأرض
هذه ليست مجرد مجموعة هاكرز عادية، لكن مجرمين إلكترونيين محترفين، يبحثون عن الأموال والابتزاز، ويتقنون فنون التسلل الإلكتروني، ويستخدمون أدوات متطورة للغاية.
رحلة احتيال إلكترونية، قراصنة ينتحلون صفة موظفين ويسرقون بيانات حساسة
ويقوم القراصنة بانتحال صفة موظفين في شركات الطيران أو عملاء عاديين، ويتواصلون مع "مكاتب الدعم الفني" ويطلبون صلاحيات دخول، وبمجرد الدخول، يسيطرون على بيانات حساسة جدًا (مثل بيانات العملاء، الخطط التشغيلية، أو حتى مستندات مالية) ويطلبوا فدية.
الاختراق الأخير لم يكن عابرًا، بل استهدف شركات طيران كبرى مثل هاواي إيرلاينز وويست جيت الكندية، وقد لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، فهناك احتمال كبير أن تظهر أسماء شركات أخرى متضررة خلال الأيام القادمة.
التأثير الاقتصادي ضرب في الثقة، وضرب في الجيب
وحتى لو لم تقف العمليات، فبمجرد خبر لـ "اختراق سيبراني" يخوف ذلك المسافرين والمستثمرين، وبالتالي قد يحدث تراجعًا في الحجوزات، وقد تنخفض القيمة السوقية للشركات، ومن الممكن أن يتأثر تصنيفها الائتماني إذا حدث تكرار.
تكاليف الاستجابة والتعافي
وقد تضطر شركات الطيران، أن تنفق أكثر على تعزيز أنظمة الأمان السيبراني، وتدريب الموظفين، وشركات استشارية خارجية (مثل "مانديانت" التابعة لجوجل)، وتأمين بيانات العملاء وتعويضات محتملة إذا حدث تسريب، والتقديرات تقول إن تكلفة الهجمات السيبرانية على القطاعات الحيوية، تصل لمليارات الدولارات سنويًا.
اختراقات متعددة تطال قطاعات كبرى، موسم إلكتروني ساخن
ومن الواضح أن الحديث ليس عن حادثة واحدة فحسب، بل موسم اختراقات على نار هادئة، وخلال الشهور الماضية، ضرب هاكرز قطاعات مختلفة، وكل مرة يستهدفون شركات ضخمة، ويسحبون بيانات حساسة جدًا، فمثلًا في مجال الترفيه، حصل اختراق كبير لشركتي MGM وCaesars في لاس فيجاس، حيث سُرقت بيانات حجوزات وحسابات.
وفي التأمين، تسرب من شركة AFLAC، بيانات صحية وأرقام ضمان اجتماعي، كما أن قطاع التجزئة تضرر، وتحديدًا شركة Ahold Delhaize، التي تسرب منها بيانات عملاء وسلاسل إمداد، أما الطيران فدخل على الخط أيضًا، وشركات أمريكية وكندية تعرضت لسرقة بيانات تشغيلية ومعلومات خاصة بخدمة العملاء، وباختصار، كل القطاعات تقريبًا أصبحت على الرادار.
اختراق قطاع الطيران ليس مزحة، بل كارثة اقتصادية وأمنية
ونظرًا لأن الطيران ليس مجرد طائرة، بل به عقود ضخمة مع الحكومات والموردين، ويوجد به بيانات ملايين المسافرين، وأيضًا به شبكات لوجستية معقدة ما بين المطارات، والشحن، والدفع الإلكتروني، والتعطل به يعني خسائر بالمليارات، وفوضى جماهيرية، وهو ما يجعل شركات الطيران، هدف مفضل لمجرمي الإنترنت، تحديدًا وقت الازدحام الموسمي.
اقرأ أيضًا:-
الشرق الأوسط في مرمى الهجمات السيبرانية، تهديد أمني أم معركة جيوسياسية؟
الهجمات السيبرانية أداة حرب تكلف إسرائيل فاتورة إلكترونية باهظة

التوقعات، ما الذي قد يحدث بعد ذلك؟
على المدى القصير
1.شركات الطيران، ستزود الإنفاق على الأمن الإلكتروني.
2.هناك احتمالية تأجيل أو تعطيل مؤقت لبعض الخدمات.
3.قطاع التأمين على البيانات، سيتسع وسيطلب شروط أكثر.
على المدى المتوسط
1.ارتفاع تكلفة التذاكر لتعويض الخسائر والتكاليف الجديدة.
2.قد نسمع عن اندماجات بين شركات طيران أصغر، لا تستطيع أن تتحمل تكاليف التأمين السيبراني.
3.طلب أعلى على موظفين أمن إلكتروني داخل القطاع.
على المدى الطويل
1.قد تفرض الجهات التنظيمية (مثل FAA) معايير سيبرانية إجبارية.
2.قد تعتبر الدول الهجمات على الطيران "إرهابًا إلكترونيًا".
3.قد نرى تعاون دولي لمكافحة العصابات السيبرانية العابرة للحدود.
النتائج النهائية
1."سكاترد سبايدر" ليست مجرد عصابة هاكرز، بل إنذار للعالم كله بأن الأمن الرقمي، أصبح ركيزة للاقتصاد.
2.قد يتلقى قطاع الطيران في أمريكا وكندا، ضربة جديدة في عز الموسم.
3.ولابد أن تراجع الشركات خطط المرونة، والحوكمة، والتأمين الإلكتروني.
4.وأي ضعف في البنية التحتية الرقمية، يعتبر خطرًا مباشرًا على التشغيل، والمال، وسمعة الشركات.
ختامًا، في عالم ما بعد كورونا، ومع عودة السفر، أصبحت الحرب السيبرانية جزءًا من الواقع، فالهجمات لن تقف، لكن من يستطيع أن ينجو، هو من يستثمر في أمانه الرقمي، مثل الذي يستثمر في وقود طائراته، وإلا قد نستيقظ يومًا، لنجد القراصنة يلعبون بتذاكر سفرنا الإلكترونية، ويتحكمون في مقاعدنا وبياناتنا، وكأنهم أصحاب الرحلة.
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (تيليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن، عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ24 ساعة، لـ"أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية"، في مصر والوطن العربي وحول العالم.
Short Url
الذكاء الاصطناعي يهدد ويخدع ويضع العالم أمام تحدي الاستغناء عنه أو مواجهته
29 يونيو 2025 04:15 م
كشف أثري جديد في أسوان، 3 مقابر صخرية من عصر الدولة القديمة بقبة الهوا (صور)
29 يونيو 2025 12:36 م
صعود قطاع "المساعدين عن بعد" في الفلبين، مكاسب اقتصادية غير تقليدية
29 يونيو 2025 12:37 م


أكثر الكلمات انتشاراً