الثلاثاء، 17 يونيو 2025

05:35 م

الهجمات السيبرانية أداة حرب تكلف إسرائيل فاتورة إلكترونية باهظة

الثلاثاء، 17 يونيو 2025 02:57 م

الهجوم السيبراني

الهجوم السيبراني

تحليل/ ميرنا البكري

في الماضي كنا نرى الحرب على الأرض أو في السماء، لكن الآن هناك جبهة جديدة تشتعل، وهي “الجبهة السيبرانية”، فتلك الهجمات أصبحت تضرب الاقتصاد، والبنوك، والحكومة، بل وتستهدف بعض الناس،  ومنها التي حدثت على إسرائيل في اليومين الماضيين، بعد غاراتها على إيران، والتي تعد خير دليل على أن الإنترنت أصبح ميدان معركة، وليس أقل خطورة من أي سلاح تقليدي.

Picture background
الهجمات الإلكترونية

 

هجوم سيبراني بـ700% زيادة، ما الذي يحدث؟

شركة "رادوير" الإسرائيلية، التي تعمل في الأمن السيبراني، أعلنت أن الهجمات الإلكترونية على إسرائيل، زادت بنسبة 700% في يومين فقط بعد الـ12 من يونيو، وما حدث ليس طبيعي، فقد تسببت الهجمات في الحرمان من الخدمة (DDoS)، وهو أمر قد يسبب في انهيار مواقع إلكترونية بالكامل، كما أن محاولات اختراق البنية التحتية مثل الكهرباء والاتصالات والمياه، وسرقة بيانات، يعني أن أي معلومات بنكية، أو بيانات حكومية، أو سجلات حساسة، معرضة للبرمجيات الخبيثة مثل الفيروسات التي تتسلل وتعطل الأنظمة من الداخل.

الجدير بالذكر أن المتهم الرئيسي، هم مجموعات قرصنة إيرانية، أو على الأقل موالية لطهران، كما أنها تعمل على تليجرام علنًا.

 

التأثير الاقتصادي على إسرائيل

  • شركات تخسر ثقة المستثمرين

وعند تعرض الدولة لهجمات إلكترونية ضخمة، فإن المستثمرين سيشعرون بالقلق، وبالتالي قد تواجه شركات التكنولوجيا والاتصالات في إسرائيل، انخفاضًا في أسهمها في البورصة، وارتفاعًا في تكاليف التأمين السيبراني، وتأجيل صفقات وشراكات دولية.

  • قطاع البنية التحتية في خطر

استهداف الهجمات للبنية التحتية، يعني أي عطل في الكهرباء أو المياه أو الإنترنت، يكلف الاقتصاد ملايينَ الساعة، خاصةً في دولة متقدمة ومعتمدة على التكنولوجيا، مثل إسرائيل.

 

تكلفة الدفاع السيبراني أصبحت عبء

وستضطر الحكومة الإسرائيلية، لتزويد ميزانية الدفاع السيبراني، ما يعني تقليص مخصصات في قطاعات أخرى مثل التعليم أو الرعاية الصحية، وتخصيص موارد ضخمة لمواجهة هجمات إلكترونية، بدلًا من تطوير البنية الاقتصادية.

 

الهدف النفسي والاقتصادي من الهجمات

القرصنة الإلكترونية ليس لتخريب مواقع، بل أيضًا تعمل على تفكيك الثقة بين الناس والحكومة، فحينما تُختَرق البنوك، فإن المواطن يخشى على أمواله، وعندما تقع مواقع حكومية، فإن الناس تشعر بعدم الأمان، وعندما ينقل الإعلام هذه الصورة، فإن الاقتصاد يهتز لإسرائيل أمام العالم.

 

اقرأ أيضًا: 

"الأمن السيبراني"، درع الحماية والأمان في العصر الرقمي

سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي في الشرق الأوسط وسط شبح التهديدات السيبرانية

 

توقعات، هل تستمر الحرب السيبرانية؟ 

ومن المتوقع أن نرى موجات متكررة من الهجمات الإلكترونية خلال الشهور المقبلة، خاصةً إذا كانت التوترات بين إيران وإسرائيل، ستستمر في الاشتعال.

كما يُتوقع أن تزدهر شركات الأمن السيبراني، خاصةً الشركات التي تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي والوقاية الرقمية، حيث ستبدأ دول المنطقة في مراجعة خططها الدفاعية الرقمية، لأن الخطر لم يعد محصورًا في إسرائيل.

 

تداعيات إقليمية محتملة، البنية التحتية والطاقة في مرمى التصعيد

أي ضرر للبنية التحتية الإسرائيلية، خاصةً في الغاز والطاقة، قد يضرب شبكات إمداد الغاز التي تصدرها إسرائيل لبعض دول المنطقة، وهذا له تداعيات اقتصادية مباشرة، كما أن الصراع الإلكتروني، يوسع "الحرب بالوكالة"، وذلك قد يفتح باب لهجمات على دول أخرى أو مصالح حليفة لإسرائيل أو إيران.

اقرأ أيضًا:-

«حرب متعددة الجبهات» تقود «اقتصاد إسرائيل» إلى حافة الانهيار

ختامًا، الحرب السيبرانية ليست رفاهية أو أفلام خيال علمي، بل واقعًا يفرض نفسه على الدول، ويجعلنا نعيد حساباتنا في كل شيء من الاستثمارات لخطط الدفاع، ومن الثقة في البنوك لمصداقية الإعلام.

والهجمات الأخيرة على إسرائيل، ليس مجرد رد فعل عشوائي، بل رسالة استراتيجية تقول، "إذا ضربتني بصاروخ، من الممكن أن أرد بفيروس"، وكل ما يشتد الصراع، فإن الفاتورة الاقتصادية ترتفع، سواءً بالدولار أو بالثقة أو بالبنية التحتية.

Short Url

search