السبت، 28 يونيو 2025

12:40 ص

في عصر الذكاء الاصطناعي: سرعة اللحظة أم الإقصاء الحتمي؟

الجمعة، 27 يونيو 2025 05:39 م

زحف الذكاء الاصطناعي

زحف الذكاء الاصطناعي

في زمن تبدلت فيه مفاهيم الزمن والسرعة، لم يعد السؤال عن كيفية طيران الطائرات يتطلب معلمًا، بل مجرد شاشة تفاعلية. وفي عالم تُحسم فيه قرارات استثمارية بمليارات الدولارات قبل أن تبرد قهوة المدير، يبدو أن الزمن قد انكمش أمام الزحف الهائل للذكاء الاصطناعي، لتتحول الثواني إلى دهور، ويصبح البطء عيبًا قاتلًا.

شريحة ويلو

لم يعد العالم ينتظر أحدًا. فمن مستشفيات القاهرة إلى جدة، حيث يستغرق تشخيص المرض حاليًا حوالي 185 يومًا في المتوسط، سيصبح الأمر في المستقبل القريب لا يستغرق أقل من دقيقة واحدة، حتى قبل أن يكمل المريض جملته عن الأعراض. 

ومرورًا بأسواق أبو ظبي المالية، التي تجني ملايين الدراهم في لمح البصر، تفرض هذه الحقبة الجديدة قانونها الحديدي: إما الكفاءة اللحظية أو الإقصاء الحتمي.

اقرأ أيضًا:

صراع العمالقة: خلاف متصاعد بين مايكروسوفت وأوبن إيه آي يهدد مستقبل الذكاء الاصطناعي

الخوارزميات هي من يقرر

الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية، بل تحول إلى حاكم غير منتخب في كثير من القطاعات، في البورصات، كما في المزارع، تتخذ الخوارزميات قرارات أسرع من قدرة البشر على الفهم، لا التنفيذ فقط. 

خوارزمية "فينيق" مثلاً، الذي يُحلل 40 ألف مصدر عالمي ويتخذ آلاف قرارات التداول في الثانية، ليس أداة مالية، بل ماكينة زمنية تتغذى على المستقبل نفسه، هذه التحولات لم تأتي من فراغ، بل تقف خلفها ثورتان تقنيتان خفيتان:

  • الأولى هي السرعة الفائقة في تدفق البيانات، فأنبوب ألياف زجاجية في اليابان يمكنه تحميل مكتبة الكونجرس كاملة 18 مرة في الثانية.
  • والثانية الحوسبة الكمومية، حيث تمكنت شريحة ويلو من جوجل من إنجاز ما كان سيستغرق 20 مليون سنة في خمس دقائق فقط.
الحوسبة الكمومية

الذكاء العام الاصطناعي.. لحظة التحول الأعظم

الذكاء العام الاصطناعي AGI ليس نسخة مطورة من ChatGPT أو أدوات الكتابة الذكية، بل قفزة نوعية تجعل من الحاسوب كائنًا قادرًا على التعلم والاستنتاج والإبداع.

وكما تنبأ  الرئيس التنفيذي لشركة  OpenAI سام ألتمان، فإن الأجيال الجديدة قد تشهد ولادة هذا النوع من الذكاء قبل دخولهم الجامعة، في مشهد سيُعيد تعريف العمل والتعليم والحكم.

فهل لا تزال وزارات الاقتصاد، والعدل، والتجارة، والمرافق العامة في عالمنا العربي تُدار وفق دورات ورقية طويلة؟ 

إن الجواب عن هذا التساؤل ليس إداريًا بل وجوديًا، لأن الحكومات التي لا تعيد تصميم ذاتها رقميًا، تُصبح عبئًا على شعوبها بدل أن تكون رافعة لنهضتها.

اقرأ أيضًا:

ما هو التزييف العميق، وكيف نكتشفه؟ ( فيديو)

من الكفاءات إلى السرعات ومن العمل إلى الأتمتة

ما يحدث ليس مجرد تحسين في كفاءة العمل، بل إعادة كتابة لقواعد اللعبة الاقتصادية، ففي شركة Salesforce، أدى تبني الذكاء الاصطناعي إلى تقليص عدد الموظفين إلى النصف، مع مضاعفة الإنتاجية. 

لم يعد الأمر فقط إحلالاً للوظائف، بل إعادة تعريف ماهية العمل نفسه، فاليد العاملة تحولت إلى عقل رقمي، والفرق بين شركة ناجحة ومتعثرة قد يكون خوارزمية لا تتجاوز دقيقتين من التحليل.

وفي الحكومات، بدأت نماذج جديدة تتشكل:

  • وزارة العدل في إستونيا تحل نزاعات مدنية في دقائق.
  • وزارة الاقتصاد في سنغافورة تستخدم الذكاء الاصطناعي للتخطيط الاقتصادي اللحظي.
  • الإمارات تفتح أبواب المجالس الاتحادية لأعضاء من الذكاء الاصطناعي الاستشاري.
الذكاء الاصطناعي

عصر وزارات السرعة والتوقع

ما يُحسم في هذه اللحظة هو من يملك قرار المستقبل؟

الدول التي لا تؤسس وزارات للسرعة والتوقع، ولا تُعيد كتابة مناهجها التعليمية نحو التفكير المرن بدلاً من الحفظ، ستواجه تسونامي رقمي لن ينفع معه أي حائط صد تقليدي.

التعليم سيتحول من حفظ المعلومات إلى بناء مهارات عقلية قادرة على فهم أنماط الزمن، لأن المستقبل لم يعد موعودًا ولا متوقعًا، بل مفاجئًا، والاقتصاد لم يعد بحاجة إلى موظفين بقدر حاجته إلى عقول قادرة على الفهم والتكيف.

اقرأ أيضًا:

ثورة الذكاء الاصطناعي، كيف حققت الشخصيات الرقمية ملايين الدولارات في الصين؟

العقل البطيء.. عبء اقتصادي

في عصر تُنجز فيه خوارزميات مثل Devyn تطبيقات كاملة في 4 دقائق، وتُتخذ فيه قرارات استراتيجية أسرع من طرفة عين، فإن البطء لم يعد ترفًا أو خيارًا، بل مشروع انقراض.

سواءً كنت دولة، أو شركة، أو حتى فردًا في سوق العمل، فإن البقاء لم يعد للأذكى أو للأكبر، بل للأسرع تكيفًا، القرن الحادي والعشرون لا يرحم المتأخرين، ومن لا يُسرع نفسه.. سيتجاوزه الزمن.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search