صراع العمالقة: خلاف متصاعد بين مايكروسوفت وأوبن إيه آي يهدد مستقبل الذكاء الاصطناعي

الجمعة، 27 يونيو 2025 12:57 م

مايكروسوفت - أوبن إيه آي

في مشهد يعكس تحولات كبرى في صناعة الذكاء الاصطناعي، تتصاعد الخلافات بين عملاق التكنولوجيا "مايكروسوفت" وشريكها الحيوي "أوبن إيه آي"، ما يهدد واحدة من أهم التحالفات الاستراتيجية في هذا القطاع الواعد.

ورغم التطمينات المتبادلة بلغة دبلوماسية، إلا أن الحقيقة الاقتصادية تقول إن مصالح المليارات على المحك، وإن جوهر النزاع يمتد إلى قلب السيطرة على مستقبل الذكاء الاصطناعي العام (AGI).

خلاف تقني أم أزمة ملكية فكرية؟

يتجلى جوهر الخلاف في بند تعاقدي يمنع مايكروسوفت من الوصول إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي العام (AGI) التي قد تطورها أوبن إيه آي. هذا البند، الذي تعتبره مايكروسوفت "مقيدًا" لاستثماراتها العملاقة التي تجاوزت 13 مليار دولار، يواجه إصرارًا من أوبن إيه آي على الحفاظ على استقلالها التقني كأصل استراتيجي حيوي. هذا التباين في الرؤى يضع الشراكة على مفترق طرق خطير.

تداعيات اقتصادية محتملة

في حال تفاقم هذه الأزمة، فإن الأسواق العالمية قد تشهد إعادة تقييم كبيرة لأسهم مايكروسوفت، التي ارتفعت بشكل ملحوظ في الأعوام الأخيرة مدفوعة بثقة المستثمرين في ريادتها بمجال الذكاء الاصطناعي. قد تُفسر أي توترات على أنها تهديد لأرباح مستقبلية كانت مرتقبة من شراكة Azure-OpenAI.

فالجدير بالذكر أن مايكروسوفت لم تكن مجرد ممول، بل هي المنصة الأساسية للحوسبة السحابية لـ ChatGPT و Copilot، وهما منتجان باتا يشكلان محور أعمالها المستقبلية.

هل تؤثر الخلافات على سوق الذكاء الاصطناعي؟

بلا شك، يشهد قطاع الذكاء الاصطناعي حاليًا تنافسًا عالميًا حادًا. أي اضطراب في تحالفات اللاعبين الكبار يُترجم فورًا إلى فراغات في السوق، مما يفتح الباب أمام منافسين أقوياء مثل غوغل و ميتا، أو حتى شركات ناشئة مدعومة من صناديق سيادية وخليجية.

كما أن استمرار حالة "عدم اليقين" هذه سيؤثر سلبًا على وتيرة الاستثمارات في القطاع، خصوصًا مع التكلفة التشغيلية المتزايدة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي، ما يستلزم شراكات مستقرة وطويلة الأمد.

البعد الأعمق.. من يملك المستقبل؟

الأمر لم يعد تقنيًا بحتًا، بل يرتبط بشكل وثيق بمن سيسيطر على الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي. ترغب مايكروسوفت في ضمان حصة عادلة من مستقبل "AGI"، بينما تسعى أوبن إيه آي للحفاظ على نموذجها الهجين الذي يجمع بين الربحية والمنفعة العامة. هذا التعقيد في الأهداف يجعل التفاهم حول الملكية والتراخيص أمرًا بالغ الصعوبة.

السيناريوهات القادمة

المحادثات لا تزال جارية، لكن السوق يراقب عن كثب، وقد تحدد هذه المفاوضات مستقبل الذكاء الاصطناعي:

سيناريو التفاهم: يعزز هذا السيناريو موقع مايكروسوفت في السوق، وتعود الشراكة إلى مسارها الطبيعي، مع إعادة صياغة بعض البنود التعاقدية لتلبية مصالح الطرفين.

سيناريو التصعيد: قد تنسحب مايكروسوفت تدريجيًا من الشراكة، وتعيد توجيه استثماراتها نحو تطوير تقنيات داخلية أو إقامة شراكات بديلة.

سيناريو الانفصال: يعتبر هذا السيناريو الأسوأ اقتصاديًا؛ حيث يؤدي إلى تراجع حاد في ثقة المستثمرين ويُضعف من هيمنة الشركتين معًا أمام منافسين جدد قد يبرزون على الساحة.

في عالم الذكاء الاصطناعي، الوقت يُساوي مئات الملايين من الدولارات، والخلافات ليست فقط فلسفية، بل هي محور إعادة تشكيل قواعد الاقتصاد الرقمي العالمي.

فما هو القرار القادم الذي سيغير مستقبل هذا القطاع الواعد؟

المحادثات لا تزال جارية، لكن السوق يراقب... والقرار القادم قد يغيير مستقبل الذكاء.

تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافه لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم