الخميس، 26 يونيو 2025

10:59 ص

الذكاء الاصطناعي يرسم خرائط الموت في ساحات الحروب

الخميس، 26 يونيو 2025 07:33 ص

الذكاء الاصطناعي والحروب

الذكاء الاصطناعي والحروب

فرض الذكاء الاصطناعي واقعًا جديدًا للحروب،  لاسيما وأن المعارك لم تعد تحسمها فقط كثافة النيران أو براعة الجنود، بل أيضًا من يملك القرار الأسرع، والمعلومة الأدق، والخوارزمية الأذكى.

روبوت يقتل إنسان

وتحولت الحروب من صدام عضلي إلى سباق ذهني، من ساحات يغمرها الغبار والرصاص إلى معارك صامتة تُخاض داخل مراكز البيانات وغرف التحكم، فهل نشهد قريبًا ولادة عقيدة القتل الخوارزمي؟ وهل تتحول الحروب فعليًا إلى قرار تتخذه آلة دون قلب أو ضمير؟

 الخوارزميات تقرر من يعيش ومن يُقتل

لم يعد الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة في الجيش، بل أصبح اليوم ضابط عمليات متمرسًا، في مشروع مايفن الأمريكي، تُحلل الطائرات المُسيرة آلاف الساعات من الفيديوهات، لتكشف الأهداف وتحدد مستويات التهديد في ثوانٍ، بدقة تفوق البشر بثلاثة أضعاف.

وفي إسرائيل، تطور نظام جوسبل ليولد قوائم أهداف لحظيًا، بتكامل مع خدمات مايكروسوفت أزور، وهو ما يعني أن تحديد هدف وضربه قد يتم في دقائق، بأقل تدخل بشري ممكن.

هذا ما دفع منظمة هيومن رايتس ووتش إلى دق ناقوس الخطر، مؤكدة أن الآلة لا الإنسان باتت تحدد متى وأين وبأي قوة يُستخدم السلاح، إنها لحظة فارقة تُخرج القرار الأخلاقي من يد الجندي وتضعه في يد الخوارزمية.

اقرأ أيضًا:

رادارات المراقبة العسكرية، العيون التي لا تنام في صراع التسلح

 

السباق نحو الذكاء المؤتمت.. من يربح زمام المبادرة؟

يبدو أن السباق العالمي نحو تسليح الذكاء الاصطناعي قد بدأ، ولكن دون قواعد واضحة، الولايات المتحدة تتحرك سريعًا فمن ريبليكاتور إلى بانوبتيك جنكشن، ومن شراكات مع جوجل ومايكروسوفت إلى أسراب طائرات وسفن روبوتية، تراهن واشنطن على نشر آلاف الأنظمة المؤتمتة خلال عامين، لمعادلة التفوق العددي الصيني.

الصين، بالمقابل، تستثمر بثبات في الحرب المعرفية، وتمضي نحو امتلاك أسلحة مستقلة بالكامل بحلول 2026، معتمدة على ذكاءها الاصطناعي الذي بات يُعد خطط المعارك في ثواني، ما أثار قلقًا عميقًا لدى الغرب.

ورغم العقوبات والضغوط الاقتصادية، تخوض روسيا تجربة فريدة في أوكرانيا، حيث يتم اختبار المسيرات الانتحارية والخوارزميات الحربية على أرض الواقع، في بيئة مشبعة بالدم والمعطيات.

في حين أن كل إسرائيل والاتحاد الأوروبي يسابقان الزمن لتطوير أنظمة هجومية ووقائية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وسط منافسة لا ُتقاس بعدد الصواريخ، بل بكمية البيانات وسرعة التحليل.

البيانات هي السلاح الجديد

السلاح الجديد.. البيانات

وفي عالم الذكاء الاصطناعي، لا تُستخدم الرصاصات بل البيانات، المعلومات تُعادل الذخيرة، وكل ضغطة على لوحة مفاتيح قد توازي ضغطة على الزناد.

الجيوش الحديثة تعتمد على تحليل النشاط الشبكي، أنماط المستخدمين، والبرمجيات الخبيثة لتأمين دفاعاتها السيبرانية، منصة بانوبتيك جنكشن الأميركية تُراقب التهديدات وتوصي بردود فعل آنية قبل أن يتمكن أي خصم من التسلل.

وهكذا، تتحول ساحة الحرب السيبرانية إلى معركة استباقية، تُخاض بأسلحة رقمية، وتُحسم خلال أجزاء من الثانية.

اقرأ أيضًا:

أوروبا على خط النار، سباق التسلّح يتسارع لمواجهة غياب أمريكا وتهديد روسيا

الإنسان الآلي أم الإنسان المقاتل؟

رغم كل هذا التطور، لم تُلغِ الآلة الجندي تمامًا بعد، ففي حرب إسرائيل مع إيران في يونيو 2025، أُطلقت الضربات الأولى استنادًا إلى توصيات الذكاء الاصطناعي، لكن التنفيذ تم بطائرات شبح وطيارين بشريين.

الجيش ما زال يحتاج للعقل البشري، ولكن لم يعد وحده في ساحة المعركة، اليوم، يقاتل الجندي كتفًا بكتف مع الروبوت، يتلقى توجيهات آنية من خوارزميات تحلل الميدان لحظيًا، ويعتمد على واقع معزز يزوده بالمعلومات التكتيكية كما لو كان في لعبة فيديو.

الاقتصاد العسكري

الاقتصاد العسكري في عصر الخوارزميات.. كلفة أقل وقرارات أسرع

من زاوية اقتصادية، يحمل الذكاء الاصطناعي العسكري وعودًا كبيرة للجيوش، تقليل الخسائر البشرية، تحسين الكفاءة اللوجستية، وتسريع القرار بأقل كلفة.

وأصبح الدعم اللوجستي أكثر مرونة بفضل الطابعات ثلاثية الأبعاد المدعومة بالذكاء الاصطناعي، التي تُنتج قطع الغيار ميدانيًا.

وتمنع الصيانة التنبؤية الأعطال قبل وقوعها، مما يقلل من كلفة الإصلاح والإمداد، إلى جانب التحليل اللحظي للبيانات والذي يختصر أسابيع من العمل الاستخباراتي إلى دقائق، ما يسرع العمليات ويقلل من الهدر.

لكن هذه الكفاءة المادية لا تأتي دون ثمن أخلاقي، فحينما يُقرر كود برمجي قتل إنسان، من يُحاسب؟ المبرمج؟ الجيش؟ أم الخوارزمية نفسها؟

 

اقرأ أيضًا:

"القبة الذهبية" درع أميركا الفضائي يعيد تشكيل سباق التسلح ويهدد موازين الاقتصاد العالمي

الذكاء الاصطناعي والحروب

من يضغط الزناد؟

السؤال لم يعد عن متى ستسيطر الآلة على القرار العسكري، بل إلى أي مدى ستُمنح هذه السلطة، فالحروب باتت أقرب إلى أن تكون قرارات خوارزمية، حيث تُفرز الأهداف وتُحدد الأولويات وتُطلق النيران، وكل ذلك قبل أن يرمش الجندي بعينيه.

ربما آن الأوان لإعادة تعريف القيادة العسكرية في زمن تحكمه الخوارزميات، فالمستقبل لن يقرره الأقوى جسدًا، بل الأسرع حسابًا، والسؤال الآن ليس فقط من يربح الحرب، بل من يُبرمجها؟ 

لكن الخطر لا يكمن فقط في أن تقتل الآلة، بل في أن تُخطئ، وعندها، لا يكون هناك مجال للندم.

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، إضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

search