الذكاء الاصطناعي في الحروب، من أداة دعم إلى فاعل عسكري

الثلاثاء، 24 يونيو 2025 12:19 م

الذكاء الاصطناعي في الحروب

تحليل/ ميرنا البكري

في الماضي كنا نسمع عن الذكاء الاصطناعي في الألعاب والتطبيقات، الآن أصبحنا نراه، يحلل، يرصد، يقرر، وأحيانًا يقتل، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي جزء أساسي في الجيوش الحديثة، ليس من أجل السرعة والدقة، لكن لأنه يوفر "ميزة تنافسية" اقتصادية وعسكرية، مما يغير شكل الإنفاق العسكري، ويوجه المليارات من ميزانيات التسليح لتكنولوجيا أكثر من العتاد التقليدي.

How AI Will Win Wars | IMI — **الذكاء الاصطناعي أصبح جزء أساسي في الجيوش الحديثة**

تحديد الهدف في ثواني، من مشروع مايفن لغزة

المشاريع مثل "مايفن" الأمريكي، و"جوسبل" الإسرائيلي، توضح قدرة الذكاء الصناعي على مضاعفة إنتاجية المخابرات العسكرية والتقليل من وقت اتخاذ القرار، وهذا معناه: أقل تكلفة بشرية (جنود أقل، إصابات أقل)، أعلى دقة (استهداف أكثر فاعلية)، واستجابة أسرع في ساحة المعركة (فرق التوقيت يعتبر تفوق).

والنتيجة؟اقتصاديًا، ذلك يحول الحرب من استنزاف طويل لـ "صدمات ذكية" قصيرة، بتكلفة أقل ومكاسب أكثر.

الروبوتات القتالية، الجنود الجدد بتكلفة أقل

سواء كلاب روبوتية أو مسيرات انتحارية، أصبحت الجيوش تعتمد على معدات ذكية تعمل 24 ساعة، بدون مرتبات، أو نوم.

طورت تركيا Kargu‑2، تحدد هدفها وتنفذ المهمة بمفردها، وأعدت أمريكا مشروع Skyborg يضع طائرات ذاتية بجوار الطيار البشري، والصين تجهز لمعارك كاملة بخطط تم إنشاءها في ثواني بالذكاء الصناعي.

وهذا معناه إن الصناعات الدفاعية تتجه للروبوتات والمكونات البرمجية بدلًا من الدبابات والأسلحة الثقيلة، وتكلفة تصنيع أقل، وقيمة اقتصادية أعلى.

الدعم اللوجستي الذكي، حينما يصنع الذكاء الصناعي السلاح في الجبهة

ليس القتال فقط، الذكاء الصناعي يدير "الجبهة" أيضًا:

1.طابعات ثلاثية الأبعاد مدعومة بالذكاء تصنع قطع الغيار في ساحة القتال، وتطبيقات تتنبأ بالعطل قبل حدوثه.

2.سفن أمريكية مزودة بأنظمة رصد الأعطال.

3.منصة Palantir توزع الموارد بدقة أثناء القتال.

أي اقتصاد الحروب ليس "ضرب نار"، بل أصبح به إدارة سلسلة توريد فورية تقلل الفاقد وتزود الإنتاجية.

الحروب السيبرانية، الذكاء الاصطناعي كحارس شخصي رقمي

في عصر البيانات، أصبحت الهجمات السيبرانية خط دفاع وهجوم، وأنظمة مثل Panoptic Junction ترصد البرمجيات الخبيثة وتتصرف أسرع من أي بشر.

اقتصاديًا؟ الدفاع الإلكتروني المدعوم بالذكاء الاصطناعي يحمي البنية التحتية الحساسة (طاقة، دفاع، اتصالات)، ويقلل الخسائر التي قد تصل لمليارات.

الصين تعزز طائرتها الحربية باستخدام منصة الذكاء الاصطناعي DeepSeek

الحرب أصبحت صورة، الذكاء الاصطناعي يتحول لسلاح تزييف فتاك (فيديو)

الحرب السيبرانية: أخطر الحروب في المستقبل — **الهجمات السيبرانية**

سباق تسلح تكنولوجي، أمريكا والصين وإسرائيل

أصبح الذكاء الاصطناعي العسكري "المعادلة الجديدة" للقوة العالمية، وقامت الولايات المتحدة بإعادة جوجل للعبة، ومبادرة Replicator ستنشر آلاف الأنظمة الذكية خلال عامين فقط، كما أن الصين تجهز لأسلحة مستقلة تمامًا بحلول 2026، وإسرائيل أسست "مصنع ذكاء اصطناعي" وخوارزميات لضرب غزة.

هذا يعتبر سباق تسلح مختلف، ليس بالدبابات والصواريخ، لكن بـ"خوارزميات، بيانات، وشبكات ذكية"، وكل دولار يتم استثماره في هذا المجال قد يضاعف العائد العسكري والسياسي.

هل الجندي البشري أصبح موضة قديمة؟

لا، لكن شكله يتغير، والذكاء الاصطناعي لا يستبدل الإنسان، لكنه يساعده، حيث أصبح الجندي يرتدي خوذة واقع معزز، ويتواصل مع الذكاء الصناعي لحظيًا، ويتسلم توصيات فورية، مثل ما حدث في الضربة الإسرائيلية على إيران في 13 يونيو 2025.

وهذا معناه إن المعركة أصبح يتواجد بها"كوكتيل" بين إنسان وآلة، وكل طرف لابد أن يكون "مُحدث" تكنولوجيًا لكي يظل داخل اللعبة.

التداعيات على الاقتصاد العالمي

1. إعادة توزيع الموازنات العسكرية

ستتحول مليارات الدولارات من شراء دبابات إلى تصنيع طائرات بدون طيار وخوارزميات تحليل.

2. نمو قطاع الدفاع التكنولوجي

شركات مثل Palantir، Helsing، Skydio ستشهد طلب متزايد، مما يخلق وظائف في البرمجة، تحليل البيانات، الأمن السيبراني.

3. التأثير على الصناعات التقليدية

قد تفقد مصانع السلاح القديمة مكانتها لصالح الشركات التي تبرمج العقل وليس الجسم.

4. سباق الجغرافيا العسكرية

الدول التي لديها إنترنت، شبكات اتصالات قوية، ومهندسين برمجيات ستصبح أقوى عسكريًا من دول لديها جيش ضخم لكنه غير رقمي.

الجنرال الخفي، كيف يحكم الذكاء الاصطناعي ميدان الحرب واقتصادها؟

Analysing the US-China “AI Cold War” Narrative – ICTs for Development — **الذكاء الاصطناعي العسكري "المعادلة الجديدة" للقوة العالمية**

ختامًا، الذكاء الاصطناعي ليس مجرد "أداة" في الحروب، بل أصبح "فاعل أساسي" يحدد كيف، أين، ومتى المعركة تبدأ وتنتهي.

واقتصاديًا، هذا معناه إن كل جنيه يتم وضعه في الذكاء الاصطناعي العسكري يعود بـ 10 أضعاف، سواء في صورة تفوق عسكري أو تقليل خسائر بشرية أو حتى السيطرة على المستقبل.

السؤال الهام: هل العالم مستعد يعطي "قرار القتل" للآلة؟ أم سيظل الإنسان دائمًا صاحب الكلمة الأخيرة؟

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.