الخميس، 26 يونيو 2025

07:56 م

السفارات الرقمية والتحكيم السيادي، السعودية تبني محكمة العالم الرقمي

الخميس، 26 يونيو 2025 11:34 ص

التحول الرقمي في السعودية

التحول الرقمي في السعودية

تحليل/ ميرنا البكري

في وقت يتسابق فيه العالم كله نحو الذكاء الاصطناعي،  قررت السعودية ألا تكون مجرد مستخدم لهذه التكنولوجيا، بل تريد أن تصبح "الحَكَم" في أي خلاف قانوني يخص الذكاء الاصطناعي.

في إبريل 2025، كشفت السعودية عن مسودة "قانون مركز الذكاء الاصطناعي العالمي"، وهو ليس قانون جديد فقط، بل طموح استراتيجي يضع المملكة في قلب اللعبة القانونية العالمية لتقنيات الذكاء الاصطناعي.

The digital transformation powering Saudi Arabia's shift to an  innovation-driven economy | The Independent
السعودية تطرح نموذج غير تقليدي للتحكيم

مركز تحكيم لا يشبه غيره، لماذا المملكة العربية السعودية مختلفة؟

السعودية تطرح نموذجًا غير تقليدي للتحكيم

تفصل بين البنية التحتية والمسؤولية القانونية، أي قد تحتفظ شركة ببياناتها في السعودية، لكن تتحاكم في نظام قانوني محايد داخل السعودية نفسها، وكأنها في "سفارة رقمية".

يوفر القانون أنظمة مراكز بيانات سيادية مثل، "المركز الممتد"، "الخاص"، و"الافتراضي"، لكي يستضيف بيانات شركات الذكاء الاصطناعي العالمية بطريقة آمنة ومنظمة، كما يوفر بديل جذاب للقوانين المعقدة مثل  الـGDPR الأوروبي أو قانون CLOUD الأمريكي، وكل ذلك يجعل السعودية ليس مقر فقط، بل منصة قانونية دولية  قد تلجأ إليها الشركات الكبرى وقت الخلاف.

لا تدخل السعودية الموضوع من فراغ، بل تمتلك المركز السعودي للتحكيم التجاري الذي تأسس عام 2016، وأدار عشرات القضايا الدولية، كما أن هناك ارتفاع في القضايا بنسبة 59% في 2024 عن 2023، وهذا يشير إلى الثقة المتزايدة، التحكيم الإلكتروني الكامل، بيئة رقمية متقدمة، استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي عن طريق "سدايا" و"هيوماين"، استضافة قمة الذكاء الاصطناعي، وجذب شركات مثل  إنفيديا، أمازون، سينس تايم، وجوجل.

كل ذلك يجعل فكرة "التحكيم في السعودية" منطقية للغاية في عين الشركات الدولية، خاصةً مع وجود بيئة تنظيمية مرنة وسريعة.

 التوقعات، هل ستقود السعودية الإطار القانوني للذكاء الاصطناعي؟

في ضوء  هذه التطورات دي، نستطيع أن نتوقع الآتي:

1. ارتفاع مساهمة الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي للسعودية من حوالي 15 مليار دولار حالياً إلى 130 مليار دولار بحلول 2030.

2. احتمالية تحول السعودية إلى مرجع قانوني إقليمي ودولي لنزاعات الذكاء الاصطناعي، خاصةً في ظل غياب إطار دولي موحد.

3. نمو قطاع التحكيم في قضايا التكنولوجيا بشكل كبير جدًا، بالتوازي مع الطفرة في الاستثمارات التقنية داخل المملكة.

اقرأ أيضًا: 

135 مليار دولار بحلول 2030، كيف يعيد الذكاء الاصطناعي رسم ملامح السعودية؟

جوجل أسهمت بـ31.2 مليار ريال في الاقتصاد السعودي لعام 2024

الذكاء الاصطناعي لـ
الذكاء الاصطناعي

 التحديات، الطريق  ليس مفروشًا بالورود

رغم الطموحات الكبيرة، هناك عدة تحديات تعيق نمو المسار:

1. نقص الكفاءات التي تفهم القانون والتكنولوجيا معًا.

2. غياب مرجعية دولية موحدة تنظم الذكاء الاصطناعي.

3. تحديات التوازن بين الابتكار والرقابة.

4. منافسة شرسة من أمريكا، الاتحاد الأوروبي، والصين، الذي يريد كل طرف فيهم أن يفرض قانونه عالميًا.

لكن إذا استطاعت السعودية أن تنشىء محكمة تحكيم متخصصة في قضايا الذكاء الاصطناعي، وتقوم بتدريب كوادرها بذكاء، فستصبح المنافسة مختلفة تمامًا.

 الفرق عن مراكز التحكيم التقليدية، ليس شكل جديد فقط بل فلسفة جديدة

تعتمد مراكز التحكيم الكلاسيكية (مثل ICC في باريس أو SIAC في سنغافورة) على معايير تقليدية، غالبًا غير محدثة مع تطورات الذكاء الاصطناعي، أما السعودية، فتركز على حياد قانوني، سرعة تنفيذ، بيئة رقمية بالكامل.

يعني نموذج "السفارات الرقمية" التي طرحته المملكة، هو  إنك قد تتحاكم في "أرض محايدة" رقمياً وأنت في الرياض، مما يجعلها مرشحة لقيادة "الجيل الجديد من التحكيم".

Advancing Digital Government in Saudi Arabia in 2023: Utilising AI for  Enhanced Public Services
رؤية المملكة 2030

 هل السعودية تستيطع أن تصبح المرجع القانوني العالمي للذكاء الاصطناعي؟

إذا جمعنا كل المؤشرات، من بيئة قانونية متطورة ، استثمارات في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي ، مركز تحكيم ينمو بسرعة، وشركات تكنولوجية كبرى بدأت تدخل السوق. 

بالفعل، قد تتحول المملكة العربية السعودية في السنوات القادمة إلى منصة قانونية دولية موثوقة في عالم الذكاء الاصطناعي.

ختامًا، ما يحدث الآن في السعودية ليس تطوير لقانون أو بنية تحتية، بل إعادة تعريف لدور الدولة في الاقتصاد الرقمي العالمي، وإذا قامت المملكة بترتيب أوراقها بذكاء، وجعلت التحكيم في الذكاء الاصطناعي واحد من أدوات قوتها الناعمة، فهي لا تكون مركز بيانات، بل ستصبح محكمة العالم الرقمي.

اقرأ أيضًا: 

اقتصاد السعودية بين النفط والتنويع، قراءة في أرقام الربع الأول 2025

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا
 

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة للتغطية والمتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.

Short Url

showcase
showcase
search