135 مليار دولار بحلول 2030، كيف يعيد الذكاء الاصطناعي رسم ملامح السعودية؟

الأحد، 22 يونيو 2025 03:37 م

الذكاء الاصطناعي التوليدي - صورة تعبيرية

في عالم تتسارع فيه وتيرة الاعتماد على البيانات، يبرز الذكاء الاصطناعي التوليدي كابتكار تقني جوهري يعيد رسم ملامح الإدارة العامة، من خلال تحسين كفاءة العمل الحكومي، وتعزيز عملية صنع القرار، وتقديم خدمات رقمية أكثر ذكاءا.

وفي هذا السياق، كشفت دراسة حديثة صادرة عن هيئة الحكومة الرقمية في السعودية عن واقع استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في القطاع الحكومي، موضحة أهداف الدراسة التي شملت تقييم مدى تبني التقنية وتحليل أثرها الاقتصادي، واستكشاف إمكانيات الاستفادة من تطبيقاتها محليًا.

135 مليار دولار بحلول 2030.. الذكاء الاصطناعي كمحرك اقتصادي

أشارت الدراسة إلى أن حجم المساهمة المحتملة للذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي السعودي سيبلغ نحو 135 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030.

الذكاء الاصطناعي التوليدي.. ما هو؟ - FiFreedomToday

كما أعلنت الحكومة السعودية عن استثمارات تقدر بـ40 مليار دولار أمريكي لدعم هذا المجال، في خطوة تعكس مدى التزامها بتحقيق الريادة الرقمية. ومن المتوقع أن تؤدي هذه الاستثمارات إلى زيادة الأرباح التشغيلية في قطاعات مثل التقنية، الإعلام، الترفيه، الاتصالات، والرعاية الصحية، بنحو 11.7 مليار دولار.

ثقة قيادية ورؤية مستقبلية

أظهرت الدراسة أن 90% من خبراء الذكاء الاصطناعي يتوقعون أن تخلق هذه التقنية وظائف جديدة، في حين يؤمن 94% من القادة بقدرتها على تسريع عملية التحول الرقمي، ما يعكس ثقة كبيرة في الإمكانات الاقتصادية والابتكارية للذكاء الاصطناعي التوليدي.

الذكاء الاصطناعي في خدمة استراتيجية الحكومة الرقمية

تتماشى تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي بشكل وثيق مع ركائز استراتيجية الحكومة الرقمية السعودية، والتي تتمثل فيما يلي:

1. رضا المواطن: من خلال إضفاء الطابع الشخصي على الخدمات الرقمية وتسهيل تفاعل المواطنين معها.

2. تمكين الأعمال: عبر تسهيل مزاولة الأعمال وتقديم خدمات رقمية ذات قيمة مضافة للقطاع الخاص.

3. الحكومة الفعالة: بإلغاء الازدواجية، وتحسين قرارات السياسات باستخدام البيانات.

4. الاستثمار الفعال: توجيه الاستثمارات لتحقيق أقصى عائد وتطوير المحتوى المحلي.

5. المنظومة المنظمة: من خلال تطوير هوية رقمية موثوقة للمواطنين.

6. تسريع التحول الرقمي: بقيادة وطنية للتقنيات المتقدمة، مثل الحوسبة السحابية والبيانات المفتوحة.

إنجازات رقمية تضع السعودية في الصدارة

وجاءت المملكة الأولى إقليميًا في مؤشر نضج الخدمات الحكومية الإلكترونية والمتحركة لعام 2024 الصادر عن لجنة الأمم المتحدة لغرب آسيا (الإسكوا) للعام الثالث على التوالي.

كما حققت السعودية المركز الرابع عالميًا في مؤشر الخدمات الرقمية لعام 2024، والسادس عالميًا في مؤشر الأمم المتحدة لتطور الحكومة الإلكترونية، متقدمة بـ25 مرتبة عن التصنيف السابق، ما يعكس نجاح سياساتها الرقمية.

نمو سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي وتوقعات طموحة

تشير التوقعات إلى أن سوق الذكاء الاصطناعي التوليدي سيصل إلى أكثر من 4.8 تريليون ريال سعودي بحلول 2032، في حين أن أكثر من 80% من الشركات حول العالم ستضمن حلول الذكاء الاصطناعي التوليدي في تطبيقاتها بحلول 2026.

كما توقعت الدراسة أن 60% من تصميمات المواقع الإلكترونية والتطبيقات سيتم أتمتتها باستخدام هذه التقنية، وأن نحو 300 مليون وظيفة حول العالم معرضة للأتمتة الكاملة أو الجزئية بفضل الذكاء الاصطناعي التوليدي.

فوائد متعددة للحكومة والمواطن

ووفقًا للدراسة، تشمل فوائد الذكاء الاصطناعي التوليدي في القطاع الحكومي السعودي، تطوير حلول برمجية ذكية، وخفض التكاليف التشغيلية، وتحسين الإنتاجية والكفاءة، وتعزيز اتخاذ القرار القائم على البيانات، وتخصيص الخدمات العامة وتحسين تجربة المستفيد، بالإضافة إلى تسريع الابتكار وتحديث نماذج العمل.

دور "سدايا" في قيادة التحول الرقمي

تلعب الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) دورًا رياديًا في قيادة المبادرات الوطنية للذكاء الاصطناعي، وتعمل بشكل وثيق مع هيئة الحكومة الرقمية لدعم تبني التكنولوجيا وتعزيز البنية التحتية الرقمية للمملكة.

الذكاء الاصطناعي التوليدي ودوره في رؤية 2030

ويتماشى هذا التوجه مع رؤية السعودية 2030، التي تعلي من شأن التحول الرقمي كركيزة للنمو الاقتصادي والاجتماعي، ويعد الذكاء الاصطناعي التوليدي أحد أعمدة برامج التحول الوطني، حيث يسهم في رفع جودة الحياة، وتوفير بيئة محفزة على الابتكار، وضمان التنمية المستدامة.

الريادة الرقمية في الشرق الأوسط

بدعم من السياسات الحكومية والاستثمارات الضخمة، تسعى المملكة إلى أن تصبح رائدة عالميًا في تبني الذكاء الاصطناعي التوليدي، ما يعزز مكانتها كأكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، ويؤهلها لتحقيق تقدم ملموس في التصنيفات الاقتصادية العالمية خلال السنوات المقبلة.

السعودية نحو المستقبل الذكي

يمثل الذكاء الاصطناعي التوليدي أداةً استراتيجية لدفع التحول الرقمي الحكومي، وتحقيق التنمية المستدامة، وزيادة الكفاءة، وتعزيز جودة الخدمات. وبينما تواصل المملكة الاستثمار في هذه التقنية، فإنها تُمهد الطريق نحو مستقبل ذكي واقتصاد رقمي عالمي تنافسي.

اقرأ أيضًا: 135 مليار دولار، الذكاء الاصطناعي التوليدي نقطة تحول لتطوير الأعمال الحكومية الرقمية

اقرأ أيضًا: اكتشاف صادم من OpenAI، شخصيات مظلمة تتسلل إلى نماذج الذكاء الاصطناعي

تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (تليجرام) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــنا
تابع موقع إيجي إن عبر تطبيق (واتساب) اضغط هــــــــنا

إيجي إن-Egyin، هو موقع متخصص في الصناعة والاقتصاد، ويهتم بتقديم خدمة صحفية متميزة للقارئ، وهدفنا أن نصل لقرائنا الأعزاء بالخبر الأدق والأسرع والحصري، وبالاضافة لتغطية ومتابعة على مدار الـ 24 ساعة، لـ أسعار الذهب، أسعار العملات، أسعار السيارات، أسعار المواد البترولية، في مصر والوطن العربي وحول العالم.