الأربعاء، 11 يونيو 2025

11:10 م

سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي في الشرق الأوسط وسط شبح التهديدات السيبرانية

الثلاثاء، 10 يونيو 2025 07:34 م

الذكاء الاصطناعي التوليدي

الذكاء الاصطناعي التوليدي

تشهد منطقة الشرق الأوسط تحولاً غير مسبوق في سباقها نحو ريادة الذكاء الاصطناعي، مدفوعة برؤى اقتصادية جريئة واستثمارات سيادية ضخمة. 

الذكاء الاصطناعي التوليدي

وبينما تتنافس دول مثل الإمارات والسعودية على بناء البنية التحتية التكنولوجية الأضخم، تبرز تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI) كلاعب استراتيجي يقود مستقبل الأمن السيبراني والاقتصاد الرقمي معًا.

استثمارات سيادية وطموحات عالمية

عام 2024 مثل نقطة تحول في المشهد التكنولوجي الخليجي، مع إعلان صندوق “مبادلة” وشركة الذكاء الاصطناعي G42 عن إطلاق صندوق MGX، المخصص لبناء وتطوير منظومة الذكاء الاصطناعي في المنطقة. 

وقد شمل ذلك الاستحواذ على حصة في شركة "خزنة" لمراكز البيانات، أكبر مزود للبنية الرقمية في الإمارات، مما رفع القدرة الاستيعابية إلى أكثر من 395 ميجاوات، وهو رقم يكشف عن حجم الرهان على الذكاء الاصطناعي كقاطرة للنمو الاقتصادي.

في الوقت ذاته، توسعت الشراكات بين شركات الاتصالات ومزودي التكنولوجيا العالمية، فقد أعلنت &e عن دمج نماذج GPT في عروضها، في حين تعمل جامعة محمد بن زايد على تأهيل جيل جديد من القيادات التنفيذية لمواكبة هذا التحول.

اقرأ أيضًا:

لأكثر من 14 ساعة، استمرار تعطل تطبيق ChatGPT و2000 بلاغ قيد الانتظار

بين التهديدات والخدمات، الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل الاقتصاد العالمي

الذكاء الاصطناعي التوليدي.. ركيزة الأمن السيبراني وتهديده المحتمل

تتبنى الحكومات والشركات الذكاء الاصطناعي التوليدي كأداة لتعزيز أمنها الرقمي، ففي مراكز العمليات الأمنية (SOCs)، بدأت الخوارزميات الذكية في تقليص وقت الاستجابة للهجمات الإلكترونية وتحسين دقة الكشف، كما تتيح هذه النماذج سد فجوة الكفاءات، إذ تشير التقديرات إلى أن ربع وظائف الأمن السيبراني حول العالم لا تزال شاغرة.

لكن الوجه الآخر لهذه التقنية لا يقل خطورة، فالتطور السريع في نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) يجعل أدوات التزييف العميق، والهندسة الاجتماعية المصممة بدقة، متاحة بضغطات بسيطة، ما يجعل الذكاء الاصطناعي التوليدي سيفًا ذا حدين، فهو يحمي المؤسسات، لكنه في الوقت نفسه يزود المهاجمين بوسائل أكثر تعقيدًا لاختراقها.

الذكاء الاصطناعي التوليدي

تهديدات متصاعد وكلفة باهظة

لا يمر هذا التحول الرقمي دون عواقب، فقد أظهر تقرير حديث لشركة IBM أن متوسط تكلفة خرق البيانات في الشرق الأوسط بلغ نحو 8 ملايين دولار، أي ما يقارب ضعف المتوسط العالمي. 

وفي بيئة تشهد تصاعدًا في الاعتماد على تقنيات GenAI، تتضاعف هذه التحديات، خاصة مع تعاظم هجمات الحقن الفوري، وتسريب البيانات، وثغرات التطبيقات الهجينة.

تؤكد دراسة أجرتها شركة فوريستر لصالح شركة تينابل للأمن السيبراني أن أكثر من ثلث المؤسسات السعودية ترى في الذكاء الاصطناعي التوليدي تهديدًا أكبر من كونه فرصة.

اقرأ أيضًا:

الذكاء الاصطناعي يفتح الباب لثورة طبية عالمية، دواء من تصميم خوارزمية (فيديو)

ثورة الذكاء الاصطناعي، 5 أدوات مفيدة للاستخدام اليومي غير ChatGPT

الموازنة بين الابتكار والحماية

السؤال اليوم لم يعد إن كانت المنطقة ستتبنى الذكاء الاصطناعي، بل كيف ستفعل هذه التقنية دون فتح أبواب جديدة للتهديدات، ففي وقت تسعى فيه الحكومات إلى تعزيز مكانتها التكنولوجية، يجب أن تسير الاستثمارات في الابتكار جنبًا إلى جنب مع بناء منظومة صارمة للأمن السيبراني، تستبق الهجمات ولا تكتفي برد الفعل.

التحول الرقمي

 

معادلة النمو الرقمي

الذكاء الاصطناعي التوليدي ليس مجرد تقنية حديثة، بل أداة استراتيجية تعيد تعريف الاقتصادات، وتعيد رسم موازين القوى الرقمية في العالم. 

وبين طموح المنافسة مع عمالقة التكنولوجيا العالميين، وتحديات الأمن المتصاعدة، تقف منطقة الشرق الأوسط عند مفترق طرق، فإما أن تقود الموجة القادمة من الابتكار التكنولوجي، أو تقع فريسة لمخاطرها الخفية.

Short Url

showcase
showcase
search