"القهوة"، سلعة استراتيجية تُحرك اقتصادات الدول النامية
الجمعة، 20 يونيو 2025 04:44 م

القهوة
تُعد القهوة إحدى السلع الزراعية الأكثر تداولاً على مستوى العالم، ويكفي القول إنها تأتي في المرتبة الثانية بعد النفط من حيث حجم التداول العالمي.

ومع تصاعد الطلب الاستهلاكي عليها في مختلف القارات، أصبحت القهوة تمثل ركيزة اقتصادية حيوية للعديد من الدول النامية التي تعتمد عليها كمصدر رئيسي للنقد الأجنبي، ومورد أساسي لدخل ملايين العاملين في القطاع الزراعي.
الإنتاج العالمي.. أرقام لافتة ودلالات اقتصادية
بلغ إجمالي إنتاج القهوة عالميًا نحو 10.8 مليون طن في عام 2021، أي ما يعادل 172.85 مليون كيس زنة 60 كيلوجرامًا للكيس الواحد.
ويُعد هذا الرقم مؤشرًا على تنامي الدور الاقتصادي الذي تلعبه زراعة البن، في ظل توسع المساحات المزروعة، وزيادة الاعتماد على هذا المحصول كمصدر مستدام للدخل، لا سيما في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وجنوب شرق آسيا.

قائمة المنتجين.. هيمنة برازيلية وصعود فيتنامي
تتربع البرازيل على عرش الدول المنتجة للقهوة بإجمالي إنتاج سنوي يبلغ 3 ملايين طن، تمثل ما يقرب من 30% من الإنتاج العالمي، وتنتشر مزارع القهوة البرازيلية في ولايات ميناس جيرايس وساو باولو وبارانا، وتتميز بإنتاجها من القهوة ذات النكهة المتوازنة والمستخدمة على نطاق واسع في الأسواق العالمية.
تأتي فيتنام في المرتبة الثانية بإنتاج يبلغ 1.7 مليون طن سنويًا، وقد تمكنت خلال العقود الماضية من تعزيز مكانتها في السوق الدولية، خصوصًا عبر إنتاجها الواسع من حبوب الروبوستا المستخدمة في صناعة القهوة الفورية.
أما كولومبيا، فتحتفظ بمكانة مرموقة من حيث الجودة، إذ تنتج نحو 885 ألف طن من قهوة الأرابيكا عالية الجودة، المزروعة في المناطق الجبلية، ما يجعلها أحد أبرز اللاعبين في سوق القهوة المختصة.
دول أخرى فعالة في السوق
تشمل قائمة أكبر المنتجين أيضًا دولاً مثل إندونيسيا 761 ألف طن، وإثيوبيا 483 ألف طن، ثم هندوراس بـ 476 ألف طن، يليها بيرو بـ 363 ألف طن، والهند بـ 319 ألف طن، ثم أوغندا بحصة 254 ألف طن وأخيرًا غواتيمالا بـ 225 ألف طن، وتمثل هذه الدول جزءًا مهمًا من شبكة الإنتاج العالمي، وتعتمد بشكل كبير على تصدير القهوة لدعم اقتصاداتها.

التحديات والفرص في سوق القهوة العالمية
تواجه صناعة القهوة العالمية مجموعة من التحديات الهيكلية، أبرزها:
التغير المناخي: يؤثر تغير المناخ بشكل مباشر على إنتاج القهوة، حيث تهدد درجات الحرارة المرتفعة والأنماط المناخية غير المنتظمة إنتاج المحاصيل وجودتها، خصوصًا في المناطق الاستوائية.
تقلبات الأسعار العالمية: تخضع أسعار البن لتقلبات حادة في الأسواق العالمية، ما ينعكس سلبًا على دخل المزارعين واستدامة القطاع في الدول المنتجة.
الطلب على القهوة المختصة: شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في الطلب على القهوة المختصة، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام المنتجين لزيادة دخلهم، شريطة الاستثمار في الجودة وسلاسل التوريد المستدامة.

الأثر الاقتصادي والاجتماعي
تُعتبر القهوة مصدر رزق رئيسي لأكثر من 25 مليون مزارع حول العالم، معظمهم من صغار المنتجين في دول الجنوب.
وتلعب دورًا محوريًا في دعم الاقتصادات الريفية، وتعزيز الأمن الغذائي، وتحقيق عوائد تصديرية تُسهم في تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات لعدد من الدول.
يتجاوز دور القهوة كونها مشروبًا شائعًا ليصل إلى كونها سلعة استراتيجية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية في العديد من البلدان.
ومع تزايد الطلب العالمي، وظهور اتجاهات جديدة في الاستهلاك، تبرز أهمية إعادة النظر في سلاسل القيمة الخاصة بالقهوة بما يضمن توزيعًا أكثر عدالة للعائدات، ودعمًا مستدامًا للمجتمعات الزراعية المنتجة.
Short Url
الشرق الأوسط على حافة الهاوية، تصعيد إيران وإسرائيل يربك الاقتصاد العالمي
20 يونيو 2025 04:11 م
رغم التوترات، التضخم يواصل الهبوط عالميًا
20 يونيو 2025 02:29 م
التصعيد في الشرق الأوسط، رياح جيوسياسية تُعيد تشكيل التوقعات الاقتصادية العالمية
20 يونيو 2025 09:00 ص


أكثر الكلمات انتشاراً